لجنة المتابعة.. مؤهّلة لخوض وقيادة معارك الاقلية القومية العربية في اسرائيل

راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 574 - 2003 / 8 / 28 - 04:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

الاربعاء 2003-08-26
تبدل حكام البلاد وتبدلت الاسماء، أما جوهر السياسة ازاء الجماهير العربية فقد بقي على حاله. تطوير البلاد دون الاخذ بعين الاعتبار مصالح جيرانها العرب والمحاولات الدؤوبة ان يكون الوطن وطنًا قوميًا لليهود دون مشاركة العرب سكان البلاد الاصليين والمواطنين في هذه الدولة.
يوم الثلاثاء 19/8/2003، تبنّت اللجنة الوزارية لشؤون الوسط "غير اليهودي"، برئاسة اريئيل شارون، رئيس الحكومة، تبنّت خطة برنامج مجلس الامن القومي، لتقليص الفجوات بين العرب واليهود في اسرائيل.. وذلك بتطبيق التمييز التصحيحي لصالح مواطنين عرب (وليس للمواطنين العرب) في إشغال وظائف رسمية.
قدم هذه الخطة افرايم هليفي، رئيس مجلس الامن القومي ورئيس الموساد سابقًا (فقط الاذرع الامنية تفهم العرب) الى اللجنة الوزارية برئاسة شارون بعد ان بدل وعدل من اقتراحات الجنرال المتقاعد، عوزي ديّان نائب رئيس هيئة الاركان السابق التي قدمها كرئيس لمجلس الامن القومي قبل ثلاث سنوات الى رئيس الحكومة في حينه الجنرال ايهود براك قائد الاركان السابق!! هكذا اذن.. العرب عثرة امنية والدولة ثكنة عسكرية في حالة حرب معهم ليدرس وضعهم ويقدم الحلول لمشكلتهم فقط جنرالات واذرع امنية. ولان الخطة مبنية على اساس من الرمال جمّدت لاحتياجها الى اربعة مليارات شيكل!! والآن هل توفّرت الميزانية؟!
لا اعرف لماذا العدالة والاستقامة والنزاهة في مناقصات وظائف المجالس الادارية للشركات الحكومية تحتاج الى ميزانيات خاصة؟!
بعد ان فشلت حكومات اسرائيل المتتالية واذرعها الامنية في جعل الدولة دولة عرقية طاهرة من اي جوي. وبعد ان فشلت سياسة العدمية والتجهيل القومي. اتبعت حكومات اسرائيل سياسة السيطرة والمراقبة المخابراتية على العرب في اسرائيل. ومثل هذا النهج نعم يحتاج الى دراسة الجنرالات ومجلس الامن القومي والميزانيات.
ولن يكون مصير مقترحات مجلس الامن القومي بأفضل من الحكم العسكري ومستشار رئيس الحكومة للشؤون العربية ومن دائرة الاقليات في الشاباك وفي الشرطة..
ما زال النقاش نفسه الذي يدور في أروقة الحكم. هل تطوير الوطن يكون دون او بمشاركة العرب؟! والى اي مدى ممكن اشراكهم؟! والى اي مدى وكيف ممارسة السيطرة والمراقبة المخابراتية؟! وهل المواطنون العرب هم قسم ثابت في الوطن او ممكن تحويله؟! هل هجرة العرب ممكنة؟! (طبعا ليس حسب توصيات وثيقة كينغ).
لم ينجح حكام اسرائيل واجهزتها الامنية في تحصين دولة اسرائيل من تأثير ومشاركة العرب في مجمل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. رغم شق الانفس والصعوبة!
فشلت القيادة الصهيونية فشلاً ذريعًا في تصورها لفعالية ولتأثير القوة العسكرية وشعور العظمة والنخبة. لم يخلقوا دولة جديدة!! ولن يخلقوا هكذا دولة!
اصبحت الجماهير العربية شعبًا له مقومات الشعوب المتحضرة من عمال فنيين ومختصين مهرة ومثقفين اكفاء واكاديميين من اعلى المستويات.. لذلك من السخافة الظن ان، تبديل الاجهزة الامنية التي تعاملت مع الجماهيرالعربية كعثرة أمنية وطابور خامس من لجنة مباي لشؤون العرب، التي تشكلت بعد تأسيس الدولة من شخصيات امنية الى ديوان مستشار رئيس الحكومة للشؤون العربية الى الحكم العسكري الى مكتب المهمات الخاصة في الشرطة او لجان الشؤون العربية في وزارة الداخلية الى آخر تقليعة مجلس الامن القومي. سينجح في تدجين العرب من خلال اعطاء وظيفة. لن يكون حال هذه الأساليب واللجان بأفضل من سابقاتها.
في اوائل هذا الشهر عرض التلفزيون الاسرائيلي - القناة العاشرة برنامجًا حول تدخل الشين بيت في تعيينات المعلمين والمديرين العرب وكأنه اماط اللثام - القمئ عن وجه السياسة العنصرية في وزارة التربية والتعليم! قديمة! جلّ اهتمامات وعمل اللجان الامنية المذكورة انصب على جهاز التعليم العربي، ليس فقط بتعيين المعلمين والمديرين بل ايضًا في إقرار المناهج والكتب والسيرورة!
لذلك لم تفاجئناالقناة العاشرة، على جلدنا اختبرنا هذه الممارسات الشين بيتية.
ان كانت حكومة شارون جادة لتفاجئنا بنواياها لتقدم اقتراح قانون اساس يعترف بالعرب اقلية قومية لها الحق في التمييز التصحيحي ولتعمل على دمج العرب بشكل دمقراطي في الدولة كما جرى في ايرلندا واستونيا وماليزيا وسلوفاكيا. او ليفاجئنا شارون وحكومته واذرعها الامنية وليلغوا قوانين الطوارئ كي نشعر بالامن وبالامان. وبأننا لسنا جسما مشبوهًا!! او ليصححوا قانون العودة العنصري او قانون لم الشمل او ليطرحوا مكانة ووضع الاراضي في الدولة التي يحظر بيعها للعرب.
او ليطرح في اجندته بناء مدينة عربية عصرية واحدة فقط!! ممكن ان نعدد الكثير من الاقتراحات والقوانين التي تفاجئنا من شارون وحكومته لكن الامر يتطلب الجدية ويقتضي الا يقتصر دور لجنة المتابعة على تأكيد التشكيك بنوايا هذه اللجان الامنية، على لجنة المتابعة ان تطرح القضايا الدمقراطية وان تصر على حلها وان تقود نضالا شاملا ضد كون دولة اسرائيل ضد مواطنيها والدمقراطية والسلام وان تطور آلياتها في التعامل مع الاعلام الذي يتدخل في صياغة وتشكيل الرأي العام. وفي تقديري انه ممكن وقف المهازل الاعلامية التي تحرض على العرب وتشوه صورتهم، كلما دق الكوز بالجرة، وهذا أضعف تقدير!!

(كفرياسيف)

نقلا عن موقع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
http://www.aljabha.org/

#راضي_كريني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات