أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - صباح الواقعيّة، في عهد المبالغة!














المزيد.....

صباح الواقعيّة، في عهد المبالغة!


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3042 - 2010 / 6 / 23 - 15:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين قرأتُ كتاب "تحطيم الأصنام" لشريف الشوباشي، الصادر عن دار الشروق المصرية، في طبعته الأولى، سنة 2006، لفت انتباهي باب المبالغة، وشدّني إلى الاسترجاع وإعادة التفكير فيه، ودفعني إلى البحث والتنقيب، فوجدت أنّ لا بلاغة أبلغ من البلاغة العربية التي تتصدّر اللغة العربية، على جميع أقسامها، والتي تتقدم أولويات حديث الإنسان العربي، وكأنّ المبالغة نزعة عربية فطرية (لعلّ هذا الادّعاء يصبح موضوع بحث أحد الدارسين الجامعيين)، وكأنّ التضخيم والتهويل والتباهي غير الموضوعي من شيم العرب.
ألم ننسب الوفاء لنا؟ ألم نسم المروءة العربية بالأميز، والكرم العربي بالأجود، والضيافة العربية بالأفضل و...؟ نحن الذين نغيث كلّ مستجير ولو كان لاجئا قيرغيزيا، ونقدم الحماية لكل معتدًى عليه ولو كان فلسطينيّا، ونحن الذين نحفظ المعروف الأمريكيّ، ونستنكر التدخل السوفييتيّ! نحن الذين نصون الأرض والعرض و"يا ويل اللي يعادينا"، نحن أهل الصبر على احتلال الأراضي العربية، رغم وفرة الشجعان ( بدون شجاعة)، نحن أصحاب الأخلاق والمكارم والقلوب الكبيرة! فقوْل تاليران وزير خارجية نابليون: "كل ما هو مبالغ فيه يفقد معناه"، " لا يسري علينا"!
بعد أن تماديت في الكتابة، حيث تجاوز المقال الألف كلمة، أخذت بنصيحة صديق وشطّبت وحذفت إلا المقدمة أعلاه، رغم استفزاز النشر عن مؤسسة معينة لي!
واستأنفت لأنّني أفهم المبالغة على أنّها تضخيم وتهويل للحقيقة لتعظيم الحدث-الصورة الموصوفة، ليتلقاها المتلقي بسلاسة وبلذة وبإعجاب وباستغراب...وليتقبّل الموضوع ويتفاعل معه ويقتنع بصحته ويتفق ويتطبّع مع ومن رأي المرسل، الذي يكرر على سامعه: " إحنا غير شكل مش زي ...، والانتصار من نصيب شعبنا... ورجلنا هو رئيس الحكومة الأفضل وهو لا يحتاج إلى وزراء ومستشارين و... وقلت لك أكثر من مرّة..."
لا تفتشوا عن المسؤول عن هذه الأزمة في المجتمع، ولا في المدرسة والمؤسسات التربوية الأخرى، بل ليفتش كل شخص منا في سلوكه الفردي والمجتمعي، وفي نشاطه الفكري والاجتماعي والتربوي والثقافي، وفيما يكبح جموح تهويله وتقديسه لمن هو زعيم مسؤول، وإلا.. ستكون الحقيقة أخطر علينا، وسنهبط إلى أدنى المستويات الإنسانية.
أنا لا تقنعني أجمل القرارات أو الخطوات أو... لأيّ زعيم كان، إن كانت فردية وانفرادية! فما الهدف من شخصنة العمل والقرار والتنفيذ ؟ أليس المبالغة في التقديس! يكفينا من نعت الحكومة بحكومة رئيسها المُلهم لا بشعبها!
ويكفينا من احتكار المقاتلين والعاملين ودمغهم باسم الشخص أو الحزب أو الحركة أو...، ونفي الآخر أو قتله!
متى يُبقي الزعماء العرب سياستهم وقراراتهم الشخصية في حدود أسرتهم، ويأخذون بسياسة وبقرارات الشعب؟!
متى ستصبح لنا حكومة شرعية برئيس، وليس رئيسا بدون حكومة؟!
نريد حكومة مسؤولة لتنقل الأمة إلى ما هو أفضل، لا رئيسا مصونًا يدير الأعمال! ويبقينا على هذا الحال المتدهور! بدون مساءلة ولا حساب وعقاب!
بما أنني منكم وفيكم، وبما أنني لا أنتج أفكارا إلا بما يتسق مع رأي الزعيم، فاسمحوا لي أن أهتف: عاش الزعيم ملك الملوك!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح الخير يا مسعد!
- هل - أجاك يا بلّوط مين يعرفك-
- صباح الاشتراكية
- قعقور التفاوض وفنار لل OECD
- أحمد سعد يا -خيّا-
- نتنياهو: أرفض الدخول في مفاوضات نتائجها محددة ومعلومة سلفا
- وظيفة المدرسة ديناميّة
- التضليل السياسي لحكومة بنيامين نتنياهو خطر كونيّ
- الجمل بيبي رخيص
- لو كنتم بشرا،لاعتذرتم
- هل البديل المهدد للمفاوضات هو دولة واحدة من النهر إلى البحر؟ ...
- أو..... با.........ما فانوس أمريكي
- تداعيات أزمة الغذاء وغلاء الأسعار العالمية:حين تلجأ الرأسمال ...
- لو خيًرت ما بين أن أكون سياسيا أومبدئيا
- قم يا بني وانجح!
- لجنة المتابعة.. مؤهّلة لخوض وقيادة معارك الاقلية القومية الع ...


المزيد.....




- صانعة المحتوى بيوتي يومي تتزوج في إيطاليا.. ماذا كشف بسام فت ...
- تقرير: بريطانيا تستعين بشركة أمريكية لتنفيذ طلعات تجسس فوق غ ...
- المجلس الأمني الإسرائيلي يقر خطة نتانياهو -للسيطرة على مدينة ...
- الجزائر ترد على باريس وتلوح بـ-نقض- الاتفاق حول إعفاء حاملي ...
- المجلس الأمني الإسرائيلي يقر خطة نتانياهو -للسيطرة على مدينة ...
- فرنسا تواجه أكبر حريق منذ 1949.. دمار هائل في كوربيير وإجلاء ...
- قرار إسرائيل السيطرة على مدينة غزة يثير قلقا دوليا وحماس تعت ...
- رئيس الكونغو الديمقراطية يعيّن شخصيتين معارضتين في الحكومة ا ...
- تنديد دولي بخطة إسرائيلية لاحتلال غزة
- نيويورك تايمز: هكذا سقطت جماعة مؤيدة لفلسطين ضحية قانون بريط ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - صباح الواقعيّة، في عهد المبالغة!