أيّهم أشدّ حمقا؟

راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3486 - 2011 / 9 / 14 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سافر محمود عبّاس وبنيامين نتنياهو معا إلى الولايات المتحدة للقاء باراك أوباما وبطلب منه، على متن طائرة رئاسية أمريكية يقودها طيّار أوباما الخاص، أرسلت خصيصا لغرض نقل عبّاس ونتنياهو لوحدهما، ليجلسا معا، وليملّا معا، وليتحادثا معا، وليتفاوضا معا، وليتعاتبا معا...وليتمنيا على الله معا، خصوصا وأنّ الطريق طويلة، وأنّ أوباما قد أمر طيّاره الخاص بأن يلهو ويبطئ وأن يحذر في سفره فوق المحيطات والبحار، ففي التأنّي السلامة...
فعرف بنيامين نتنياهو ومحمود عبّاس أنّه لا يمكن لهما أن يقطعا الطريق الطويلة إلا بالحديث. فتحادثا وتعاتبا وتمازحا و... وتصادقا! وشرح أبو مازن لنتنياهو الفرق بين السعي الفلسطيني للحصول على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران 1967، وبعاصمتها القدس الشرقية، وبين التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قبول دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، فيصبح عدد الدول الأعضاء 193 دولة.
فانفرجت أسارير نتنياهو لفهمه شرح أبو مازن، وسأله وماذا عن الاعتراف بالدولة؟ فأجابه أبو مازن: هناك توافق دولي على إنهاء الاحتلال وعلى حلّ الدولتين كما نصّت على ذلك خارطة الطريق الّتي اقترحها الرئيس بوش الابن، التي اعتمدت قرارات الشرعية الدولية؛ 242 و 338 و1397 و 1515و....ومرجعية مؤتمر مدريد سنة 1991( الأرض مقابل السلام) واتفاقات أوسلو سنة 1993 ومبادرة السلام العربية سنة 2002، وكما جاء في خطاب الرئيس باراك أوباما في القاهرة يوم 19-5-2011...ووضّح أبو مازن لنتنياهو بأنّ المجلس الوطني الفلسطيني كان أعلن استقلال فلسطين سنة 1988 دعما لحلّ الدولتين وحماية له من التآكل .. واعترفت بفلسطين الدول... وفي الختام تمنّى أبو مازن للشعب الفلسطيني أن يكمّل بناء مؤسساته وأن يحظى شعبه بطعم الحرية وان ينعم ببلد آمن ينشد حسن الجوار والتعاون المتبادل النفع..وختم بأنّ شعبه بيض صفائحه وخضر مرابعه ولا سود .. ولا حمر..!
فأخذت الطائرة تحلٌق استعدادا للهبوط في أحضان الرئيس الأمريكي! فقال نتنياهو لعبّاس وأنا أتمنّى أن أعدّ لكم قطيعا كبيرا من المستوطنين الذئاب أرسلها على شعبك الفلسطيني، فتأتي عليه بالكامل.
فنزلا من الطائرة يتلاسنان ويتشاحنان ويتلاحمان...فوجدهما الشيخ أوباما على هذه الحال فأمر الطائرة بالعودة وبالتحليق لتطول الطريق أكثر، وبالحضور بعد 6-11-2012 يوم الانتخابات الأمريكية!

#راضي_كريني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل