أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - يوقظُني حلمُكِ من نومي














المزيد.....

يوقظُني حلمُكِ من نومي


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19 - 23:36
المحور: الادب والفن
    


أريدُ أن أعرفَ لأطمئنَّ
هل ما زالَ الصبحُ يخرجُ من نافذةٍ أعلى السريرِ ويبوِّسُ حديقتنا ذات الشجرة الوحيدة؟ هل ما زالَ يعملُ مع جفنيكِ مثلَ منبِّهٍ لا يخطئُ؟ ولمن أعطيتِ كُتُبي التي لوّنتُ فقراتٍ منها بالأصفر؟ هل ما زالَت الفتحةُ الصغيرةُ في سقفِ البيتِ تُسرِّبُ أخبارَ الماءِ إلى وسادتي في الشتاءات القصيرة؟ وهل ما زلتِ تخبزين يوماً بيومٍ لأن أبي لا يحبُّ الخبزَ القديم؟

أعرفُ، أمي، أنَّكِ تحلمينَ بي، يوقظُني حلمُكِ من نومي مُرهَقاً ومليئاً بحبّاتٍ تدرُجُ على وجهي لا أعرفُ أيُّها الدّمعُ وأيُّها العَرَقْ، أرى صمتَكِ خشباً قاسياً جوارَ القضبانِ التي لا تتغيّرُ فيما أتغيَّرُ كلَّ يومٍ لأشاهدَ عجوزاً صارَ يكبُرُكِ سنّاً، حتى المرايا هنا تقمعُ وجوهَنا، وينشأُ سدُّ بينَ عينيكِ وذاكرتي كلّما نبَتتْ شعرةٌ بيضاءَ بعيداً عن رقابَتِكِ الصباحيّةِ اليوميّةْ، أرسُمُ ثوبَكِ على الجدارِ فأعجزُ عن فهمِ غُرزةٍ واحدةٍ في صدرِ ثوبِكِ الأثريَّ الذي أعجَزَ الحضاراتِ وكوَّمَ الأسلحةَ على الرَّملِ دونَ أملٍ في الانتصارِ، فيما أذكُرُ بعمقٍ كيفَ كانتْ زغرودةً واحِدةً تطلِقُها شفتاكِ الحارستانِ تقودُ الرجالَ إلى الحربِ وهم يضحكونْ، قالَ لي أخي آخرَ وداعٍ كانَ بيننا: زغرودةُ أمِّكَ تجعلُني أرى الموتَ لعبةً يمكنُ العدولُ عنها في أي وقت.

أريدُ أن أعرفَ لأطمئنَّ
هل رضيتِ عن حبيبتي ذاتِ الطّوقِ الذهبيِّ المُقَلَّدِ؟ هل ترينَ فيها قُبلتي كلما أغمضت عينيها وبكت على ركبتيكِ طالبةً ملجأً يحميها من الذكرى والسنوات التي تنزُّ من جرابِها دونَ رحمةٍ؟ وهل ما زالت يداكِ قويتين لتحملا رعبَ الشارعِ الذي يقابلُ بيتَنا؟ وهل ما زلتِ تحصينَ من سقطوا وتقارنين بين طريقتِهم في الموتِ؟ والحجرُ الذي أخرَجْتِهِ معَكِ منذ مليونِ عامٍ وما زلتِ تستحمّينَ به إلى اليوم، هل ما زلتِ تمنعينَ أبي عنه حينَ يريدُ أن يذكرَ تاريخَهُ بِهِ؟

أمّي
لا تصدِّقي أنني بطلٌ لا يخافُ الموتَ، فلا يعرفُ الموتَ إلا مَنْ تأكَّدَ أن الشمسَ هناكَ حتماً وراءَ نافذةٍ مُحتَمَلَةٍ، لكنَّه لا يعرفُ إن كانت ما تزالُ بيضاء كما تَرَكَها في طفولتِهِ على البابِ، وصدّقيني أنّ شمساً تخرجُ من الذاكرةِ لا تدفّئُ مثلَ شمسٍ كانت علامةَ حديثِكِ بعدَ الفجرِ بقليل: استيقظْ، فالشمسُ على وشكِ الحضورِ، وهي لا تحبُّ الأطفالَ النائمين.

الثامن عشر من آذار 2012



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعتذار شخصي لهناء شلبي
- كانت المرأة سيدة العالم، لذا وجبت إزاحتها
- من ذا يمكنه أن يعدَّ الحنين؟
- خضر عدنان، رجل مقابل دولة
- ما زلتُ على عتبةِ البيتِ
- رؤيا مجدليّة أو خيالاتها آخر الفجرِ قبل الصليب
- كان ياما كان، بلد جوات دكان
- [ريتّا] وزجاجةُ الفَرَحْ قصة للأطفال
- قال لي
- قطعةُ حلوى في آخرِ الحكايةِ
- خائفة من الحرب
- رَغَد في الغابة المجنونة قصة للأطفال
- تحتَ نافذةٍ مُغلقةْ
- إذا كان الشعب الفلسطيني مُختَرَعَاً... فمن أنا؟
- ليس هذه المرة قصة قصيرة
- قالت البنت الحزينة قصة قصيرة
- الثورات العربية، ماذا بعد رحيل الأنظمة؟
- حين يكونُ الفنُّ محرِّضاً فاعلاً
- رأيت ولم أكن هناك
- غزة، المكان الغلطْ في الزمان الغلط


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - يوقظُني حلمُكِ من نومي