أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - ما زلتُ على عتبةِ البيتِ














المزيد.....

ما زلتُ على عتبةِ البيتِ


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 3639 - 2012 / 2 / 15 - 17:13
المحور: الادب والفن
    


1[لماذا]
لماذا كلُّ هذا الحذر في المجيء؟
لماذا كل هذه الجرأة في الغياب؟

2[رجل لا يبكي]
كنتُ أعرف رجلاً لا يخاف
لا يبكي، لا يرتجف من البرد
لا يعاني من الحرارة في الصيف
لا يشمّ الورد، لا يسمع الموسيقى
هَمَسَتْ لي أمُّهُ ذات صباحٍ وهي تطعمُ قطّتها:
لم تكن له امرأة في حياته.

3[إمرأة رائعة]
إمرأة رائعة تلك
مواسم للمأساة في حقل القلب
وما زالت تقول:
أحبك

4[إبن عمرو]
حَلُمتُ بابنِ عمروٍ التميميّ وهو يغسلُ فرَسَهُ في أحد الصباحاتِ على نهرِ دِجلة، يلبسُ درعَهُ استعداداً للحربِ، يتأكَّدُ من عنانِ فرسِهِ، يشدُّ سيورَ حذائهِ، لكنّهُ كانَ حزيناً كحمامةٍ زرقاء، فثمّةَ من سرقَ سيفَهُ وإحدى ذراعيه حينَ نامَ لخمسِ دقائقَ بينَ معركتين

5[وراء الرمل]
سَألَ وَلَدٌ جَدَّتَهُ الغارقة في خضِّ الحليبِ:
هل هناك بلاد وراء هذا الرمل؟
قالت: عندما كنت في سنِّكَ، كانت هناكَ بلاد
لكني لا أعرف إذا ما زالت هناك.

6[عتبة بيت]
ما زلتُ على عتبةِ البيتِ، ربّيتُ ذكرياتي، وتغيّرتُ
زرعتُ فاكهةً موسمية، وغيّرتُ لون الحيطانِ عشرينَ مرّةً
علّقتُ صوراً على الجدرانِ وبدّلتُها
غضبتُ وفرحتُ وحتى أنني غيّرتُ أصدقاءً بآخرين
ولكني
ما زلتُ على عتبةِ البيت

7[عصفور في اليد]
كيف كان العصفور في اليد
وصوته على الشجرة؟

8[معجزة]
تهبطُ امرأةٌ على الصباحِ
ينسى في أي الفصولِ كان
يمدّ يده بشمسٍ لم تكن في موعِدها
يمطرُ كذلك من بابِ الاحتياطِ
يرسلُ ريحاً خفيفةً ليغطي سَوْءَةَ ذاكرته
هكذا ببساطة
تَحْدُُثُ المُعجِزةْ

9[رجل غريب]
أنتَ غريبٌ عني أيها الرجل
أنتِ غريبةٌ عني أيتها المرأة
أنت غريبة أيتها الشجرة
أنت كذلك أيها البحر
وأنت أيها القمر
فجأةً توحّدَ صوتُهُم:
أنت الغريبُ الوحيدُ هنا.

10[طبيعة]
حرّرتُ الريحَ من علبتِها، ومسّدتُ ظهرَ الغيماتِ ونقّيتُ الرملَ من الجثث، لكن، لا الرّيحُ أرَّخَتْ قلبي ولا المطرُ أعطاني غابةً ولا الرملُ قال في حقي كلاماً جميلاً، كلّ ما حدث أن شجرةَ لوزٍ بعُقدٍ من الكولونيا مرّتْ بالمكان فصارت امرأة تتبعُها الريحُ ويغسلها المطرُ ويقبلُ قدميها الرمل، كم تقسو الطبيعةُ على الرجالِ أحياناً

11[خيط ذاكرة]
اتّكَأْتُ على خيطِ ذاكِرةٍ نحيلٍ، قلتُ أستعيدُ النايَ من سَفَرِهِ، وأنفضُ ثقوبَهُ كي يعطيني نغمةً واحدةً كتلك التي كوّمَها الراعي العجوز في أذني مرَّةً تحتَ بلّوطةٍ من أساطير الرومان، لم يكن هناك خيطٌ ولا ذاكرة، لم يكن هناك راعٍ ولا ناي، لم تكن هناك بلّوطة ولا أسطورة، ولم أكن أحلم كذلك، وفي جوهر الأمر كانت هذه هي المأساة.

12[عاشقة مثالية]
مِثْلَ عاشِقةٍ مثاليَّةٍ، تفكِّرُ كثيراً فيمن تُحِبّْ، رأتْ سُمْرَتَها تصيرُ وهجاً لامعاً حينَ تذكُرُ لمسَةَ يَدِهِ على خدِّها، وحينَ كانتْ تغلِقُ عينيها اللّوزيَّتين، يصيرُ العالمُ شخصينِ لا ثالثَ لهما، وترتفعُ طاقتُها على الحياةِ حتى تحبَّ كلَّ شيء، ليس فقط الوردَ على الشباكِ وفي الحدائق، ولا الطيور وإشراقةَ الشمسِ وغيابَها، لم تعد تقتلُ الحشراتِ في مطبخِها، ولا تضعُ سُمّاً للفئرانِ التي تمزِّقُ أطرافَ الكُتُبِ على الرَّف، صارَ العالمُ خفيفاً ومضيئاً طوال الوقت، ولا شيء يبدو أنه يزعجُ قلبَها، فلا مكانَ لشيءٍ آخرَ بعد أن طفحَ الحبُّ من مدائنِ قلبِها إلى شوارِعِهِ وحاراتِه الضيِّقة.

13[شجرة1]
قديماً، قبلَ الوقت، في بلادِ الغجرِ، حينَ لم يكُن سواهم على الأرضِ، سقطت بنتٌ صغيرةٌ، طيبة، وساحرة الملامح عن شجرةِ سروٍ عاقر، فغاصت في الرملِ عميقاً، وبعدها بشتاءٍ واحد خرجت شجرة زيتون من مكانها، هذا لأن أمها رفعت يديها إلى السماء حين اختفت ابنتها: يا ربُّ، اللهم اجعلها مقدسة عند البشر إلى آخر الوقت.

14[شجرة2]
وكي تفسِّرَ الياسَمينةُ نفسَها، لماذا هي مُعَلَّقةٌ دائماً على البيوت، ولا تنزلُ مثل الزهور إلى الحقولِ والحدائق، أنشبت مخلبَ رقَّتِها في وعيِ سائلِها، وقالتْ كلاماً كثيراً يشبهُ الرائحة، لكنّ جزءاً ضئيلاً استطاعَ الولدُ أن يفهمَه: كل الزهورِ رجالٌ في الأصلِ، وأنا الأنثى الوحيدة

15[شجرة3]
وليس الخشخاش إلا شجرة برتقال مات من يعتني بها

16[نوم]
وفي آخر الليل
أحملُ صوتَ عصفورٍٍ
أمسحُ به العتمةَ عن الفضاء
يطلعُ الفجرُ من يدي
وأنام.

15 شباط 2012



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤيا مجدليّة أو خيالاتها آخر الفجرِ قبل الصليب
- كان ياما كان، بلد جوات دكان
- [ريتّا] وزجاجةُ الفَرَحْ قصة للأطفال
- قال لي
- قطعةُ حلوى في آخرِ الحكايةِ
- خائفة من الحرب
- رَغَد في الغابة المجنونة قصة للأطفال
- تحتَ نافذةٍ مُغلقةْ
- إذا كان الشعب الفلسطيني مُختَرَعَاً... فمن أنا؟
- ليس هذه المرة قصة قصيرة
- قالت البنت الحزينة قصة قصيرة
- الثورات العربية، ماذا بعد رحيل الأنظمة؟
- حين يكونُ الفنُّ محرِّضاً فاعلاً
- رأيت ولم أكن هناك
- غزة، المكان الغلطْ في الزمان الغلط
- قُرُنْفُلةٌ بيضاءْ قصة قصيرة
- ما الحبُّ؟
- كلامُ الغريبْ... كلامٌ للغريب
- إنتَظِرِيْنا قصة قصيرة
- سمَّيتُها بلادي ونمتُ


المزيد.....




- رحيل التشكيلي المغترب غالب المنصوري
- جواد الأسدي يحاضر عن (الإنتاج المسرحي بين الإبداع والحاجة) ف ...
- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
- المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن ...
- فنانون وشخصيات عامة يطالبون فرنسا وبلجيكا بتوفير حماية دبلوم ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية.. -بين أو بين-... حين يلتقي ال ...
- إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية
- صناعة النفاق الثقافي في فكر ماركس وروسو
- بين شبرا والمطار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - ما زلتُ على عتبةِ البيتِ