أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - خائفة من الحرب














المزيد.....

خائفة من الحرب


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 3591 - 2011 / 12 / 29 - 01:22
المحور: الادب والفن
    


غزة: هل يحقُّ لي أن أقولَ إني خائفةٌ من الحرب؟
المجهول: لا، فأنتِ مدينةٌ عريقةٌ والمدنُ العريقةُ لا تخافْ
غزة: أنت لم تفهمني، أنا خائفة فعلاً من الحرب، لكنِّي أسألُ إذا كان يحقُّ لي أن أقول؟
المجهول: لا يحقُّ لكِ أن تخافي فكيفَ سيحقُّ لكِ أن تقولي؟
غزة: هل فعلاً المدنُ العريقةُ لا تخاف؟
المجهول: طبعاً، روما احترقت كاملة ولم تخف، ستالينغراد كذلك...
غزة: لا أريد أن أكون مدينة عريقة اذن كي أستطيع الخوف
المجهول: لا يمكنك ذلك فالمدينة العريقة تبقى عريقة، إن شاءت أم لم تشأْ
غزة: جلدي لم تنشف جراحاته بعد، لا أريدُ حرباً أخرى...
المجهول: إخجلي من نفسك، وكوني أكثر شجاعة
غزة: أنا شجاعة أكثر من جميع المدن، لكن ما يخيفني من الحرب، أنني لا أجد من أحاربه
المجهول: لا يهم، المهم أن تصمدي كي لا تخاف المدن الأخرى
غزة: لكن المدن الأخرى نائمة في سريرها، وأنا وحدي أقابل البحر والرصاصَ والموت
المجهول: هذا شأن المدن الريادية، يجب أن تفتخري بنفسك
غزة: أنا فخورة بنفسي، بأبنائي، ببحري، بأشجاري، بتاريخي، لماذا الحرب إذن؟
المجهول: عظمة المدن تكمن في عدد ما يحدث فيها من حروب، إفهمي...
غزة: قلت لك لا أريد أن أكون عظيمة، ولا ريادية، ولا عريقة...
المجهول: ماذا تريدين؟
غزة: أريد أن ألعبَ على البحر، وأقطف برتقالاً من البيارات، وأكتب شعراً
المجهول: ها ها ها ها، مدينة تكتب شعر وتقطف برتقال، هذه ليست مدينة
غزة: وما المدينة؟
المجهول: حروب وشهداء وما شابه
غزة: وجدتها، إذن لا أريد أن أكون مدينة
المجهول: المدن لا تغير مدينيتها، هذا غير ممكن
غزة: لكنّ رملي يؤلمني، وبحري يؤلمني، وخضرة أشجاري تؤلمني
المجهول: هذا الألم في صالحك، فالعالم يتمنى أن يكون في عظمتك
غزة: فليأخذوا عظمتي كلها، ويعطوني كهفاً صغيراً أخبئ أولادي فيه
المجهول: لا تكوني سطحية، كيف سيكون هناك شهداء إذا خبّأتِ أولادك؟
غزة: ولماذا يجب أن يكون هناك شهداء؟
المجهول: وكيف ستصنعين التاريخ بدون شهداء؟
غزة: مدن كثيرة صنعت تاريخا دون أن يسقط فيها نصف ما سقط مني
المجهول: الحياة حظوظ، وأنت محظوظة أكثر منهم
غزة: لماذا عليَّ أن أكونَ هنا، وفي هذا الزمن وبهذا الاسم؟
المجهول: كان على مدينة ما أن تكون هنا فوقع الاختيار عليكِ
غزة: ممن؟
المجهول: من بقية المدن، حين اجتمعن قبل عشرة آلاف سنة
غزة: لم أكن قد وُلِدْتُ بعد!!
المجهول: لقد ولدتِ لهذا السبب بالذات
غزة: من أنتَ إذن؟
المجهول: ........



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رَغَد في الغابة المجنونة قصة للأطفال
- تحتَ نافذةٍ مُغلقةْ
- إذا كان الشعب الفلسطيني مُختَرَعَاً... فمن أنا؟
- ليس هذه المرة قصة قصيرة
- قالت البنت الحزينة قصة قصيرة
- الثورات العربية، ماذا بعد رحيل الأنظمة؟
- حين يكونُ الفنُّ محرِّضاً فاعلاً
- رأيت ولم أكن هناك
- غزة، المكان الغلطْ في الزمان الغلط
- قُرُنْفُلةٌ بيضاءْ قصة قصيرة
- ما الحبُّ؟
- كلامُ الغريبْ... كلامٌ للغريب
- إنتَظِرِيْنا قصة قصيرة
- سمَّيتُها بلادي ونمتُ
- فِتْنَةُ الرّاوِي الّذي عاشَ أكْثَرَ ممّا يجِبْ
- كبلادٍ مهزومةٍ وجميلةْ
- الحسن والحسين، أخطاء تاريخية بالجملة
- في حضرة الغياب، إنتاج هزيل وغير مدروس
- الوقتُ في الثلاّجة
- آتٍ لا يأتي


المزيد.....




- رحيل التشكيلي المغترب غالب المنصوري
- جواد الأسدي يحاضر عن (الإنتاج المسرحي بين الإبداع والحاجة) ف ...
- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
- المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن ...
- فنانون وشخصيات عامة يطالبون فرنسا وبلجيكا بتوفير حماية دبلوم ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية.. -بين أو بين-... حين يلتقي ال ...
- إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية
- صناعة النفاق الثقافي في فكر ماركس وروسو
- بين شبرا والمطار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - خائفة من الحرب