الى ملكوت السماء يا بابا شنودة

صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 16:07
المحور: سيرة ذاتية
    

في الظلماء يفتقد البدر ، البابا شنودة ، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، خليفة القديس مار مرقس رسول السيد المسيح ، ودع الحياة الارضية يوم امس السبت لتنتقل روحه الطاهرة الى السماء بين احضان المسيح والملائكة والقديسين .
وُلِد البابا شنودة باسم نظير جيد روفائيل في 3 أغسطس 1923 وتوفي في17 مارس 2012 ، عاش 89 سنة من حياته رجلا زاهدا وقديسا ورعا ، انه معلم الاجيال وحكيم زمانه ، عاش منذ طفولته يتيم الام فكانت الكنيسة امه وابيه ، بعد حصوله على الشهادة الثانوية، التحق بكلية الآداب قسم التاريخ بجامعة القاهرة ( فؤاد الأول آنذاك)، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947، كما التحق بالكلية الحربية وتخرج منها ضابطا عام 1948 وكان الأول على دفعته ، كما التحق قبل تخرجه من كلية الآداب، بالكلية الإكليركية، وتخرج منها عام 1949 بتقدير (ممتاز) وكان الأول على دفعته .
رسم راهبا ، عاش فترة من حياته متوحدا مكرسا حياته ووقته للعبادة والصلاة والصيام في صحراء مصر قرب الاديرة البعيدة عن صخب الحياة ، تم ترسيمه أسقفا لدير السريان عام 1954، وكان عمره وقت رهبنته 31 عاما، ثم رسم قسا عام 1958، ورسم أسقفا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك في عام 1962.
تم انتخاب البابا شنودة الثالث للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.
والبابا شنودة الثالث، هو أول بابا يقيم حفلات إفطار رمضانية لكبار المسئولين بالدولة منذ عام 1986 بالمقر البابوي وتبعته في ذلك معظم الإيبارشيات.
وهو أول بابا يحضر حفلات إفطار رمضانية تقيمها وزارة الأوقاف ويشارك بنفسه في جميع المؤتمرات والأحداث الهامة بالدولة.
كان أول صدام له مع السلطة المصرية في سبعينيات القرن الماضي، مع رفضه لاتفاقية السلام مع إسرائيل، وأكد البابا ذلك بأن قرر عدم الذهاب مع الرئيس الراحل أنور السادات في زيارته إلى إسرائيل عام 1977، ونتيجة لذلك الموقف. أصدر الرئيس السادات في سبتمبر عام 1981 قراره بالتحفظ على 1531 من الشخصيات العامة المعارضة، لم يكن مصير البابا الاعتقال وإنما كان تحديد الإقامة في الدير بوادي النطرون، وظل محتجزا في الدير 40 شهرا حتى أصدر الرئيس السابق حسني مبارك قرارا بإنهاء تحديد إقامة البابا ليعاود البابا نشاطه ويواصل خدمته للكرازة المرقسية ولأبنائه وتلامذته ومحبيه ولكل الأقباط .
كانت حياته مليئة بالعطاء ، والمواقف الوطنية فقد كان مثالا للمحبة والتسامح والصبر ، كان رجلا عظيما وشخصية وطنية حضيت بتقدير كل المصريين مسلمين واقباط ، وقد قال يوما :"مصر ليس وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا "
كان اديبا وشاعرا وحكيما ، الف اكثر من مائة كتاب في مختلف مواضيع الدين والحكمة والنصائح الاجتماعية .
كانت له علاقة طيبة مع رجال الدين المسلمين وشيوخ الازهر ومتواصلا معهم في حوار من اجل جمع وحدة الصف الوطني ومحاربة اي تفرقة دينية او طائفية .

تغمد الله فقيدنا الغالي بالرحمة واسكنه في ملكوت السموات بين احضان القديسين .

#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات