أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوعبيد - الربيع الفنيّ














المزيد.....

الربيع الفنيّ


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 22:26
المحور: الادب والفن
    


عندما تفجر الربيع العربي كان الطموح السائد هو استنشاق نسائم الحرية بعد عقود من الاستبداد والتفرد في السلطة، شعر خلالها المواطن العربي أنه خادم في حضرة السلطان وليس مواطناً له حقوق المواطنة.

ما أسوأ أن يتبدد هذا الطموح بعد تحطمه على صخور بعض الحكام الجدد الذين على الملأ يجاهرون بعصر الحريات، لكنهم يعملون على كبتها من جديد بأشكال مختلفة، ومسميات جديدة. هذا حال المواطن العربي يستجير من رمضاء القديم بنار الجديد.

المحزن هو سلخ الفن من قاموس الحريات، ووضع قيود عليه تفوق ما وضعه الحكام المتساقطون على النشاط السياسي. والحديث هنا عن الفن بمعناه الحقيقي وليس أي شيء آخر، لأن الإسفاف والهبوط يجب أن يحاربهما كل ذي ذائقة سامية.

إن الأحوال في مصر لا تحمل بشير خير لمستقبل الفن في بلد يعتبر بوابة لهذا الفن ومنبعاً له. ومن يتابع تصريحات بعض المسؤولين في الحركات الإسلامية يخالجه الظن أن مشاكل مصر كانت تتمثل فقط في المسلسلات والأفلام وفي تماثيل الفراعنة، وكأن ثورة يناير جاءت فقط لتصحيح العمل الفني، فلا مشاكل سياسية ولا اقتصادية ولا اجتماعية سادت مصر على مدى عقود. ربما حانت الفرصة الآن لهؤلاء أن يقتصوا من كتاب ألف ليلة وليلة المتهم بالفجور.

هذا يذكر بخطاب الاستقلال الليبي بعد تحرير البلاد حين خطب رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل بالمبتهجين قائلاً لهم منذ الآن يمكن للرجل منكم أن يتزوج من أكثر من واحدة. كلي إيمان أن معاناة الليبيين لم تكن تتمثل في مسالة الزواج من واحدة أو أكثر حتى يقَدّم عبدالجليل هذه المسألة على غيرها من المسائل.

وفي الكويت دهم لمعرض الفنانة شروق أمين بعد اعتباره مخلاً بالآداب، وأجزم أن الفن ضربٌ من الآداب وليس إخلالاً به، فمن الذي يقرر حدود الآداب في أي فن!. وفي تونس اعتداء على بعض المحطات التلفزيونية، وعلى الجرار هذا الحبل الممتد على طول وعرض الوطن العربي، فربما غداً حظر على سيمفونيات باخ، وسوناتات بيتهوفن، وتكسير لكسارة البندق، وتنكيل بالنهر الخالد. إني أخشى أن نقول وداعاً أيتها الفنون، أو في أحسن الأحوال نامي لبضع سنين.

اليوم تخطى المواطن العربي عقدة الخوف من الحاكم، وإذا كان الشباب استطاعوا التخلص من نير الطواغيت، فإن أهل الفن ليسوا على غير هذا النسق. فالفن يواجه خطر وضعه في السجون أو تقزيمه وتقييده قدر المستطاع، وإن كان الفنانون يغارون حقاً على فنهم، وحريصين عليه فعليهم أن يعدوا ما استطاعوا من قوة كي يفجروا ربيعاً فنياً خصوصاً أن الفن بحد ذاته ربيع حيّ. ولنتذكر جميعاً أن أمة بلا فن أمة ميتة.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرأمانات العربية
- واشنطن تتجاوز الإشارة الحمراء الروسية
- العرب.. شعوب الله المختارة
- كتابُ مَنْ لا كتابَ له
- القذافي .. إعدام خارج قفص الاتهام
- طرقتُ البابَ حتى كَلَّ مَتْني
- -نائم- في البرلمان
- -يا خوفي- جوبز -ماسوني- !!
- الثأرُ من الفنّ
- سوريا.. حتى في الكُفرِ جهلٌ
- صبرا وشاتيلا.. الذكرى المنسيّة
- نِصْفُ حُرّية أفْضَلُ مِنْ عَدمِها
- العرب والغرب .. نقطة جعلَتْنا نكتة
- الشباب يرسمون مرحلة جديدة
- محمود درويش غائبٌ في حَضْرتِه
- فرصتان أمام المسلمين
- أين استنكار المسلمين لمجزرة النرويج!!
- سيّارة -إسلامية-
- شاكيرا في إسرائيل
- إناث في انتظار -الاغتصاب-


المزيد.....




- عام فني استثنائي.. 5 أفلام عربية هزت المهرجانات العالمية في ...
- صناع فيلم -الست- يشاركون رد فعل الجمهور بعد عرضه الأول بالمغ ...
- تونس.. كنيسة -صقلية الصغيرة- تمزج الدين والحنين والهجرة
- مصطفى محمد غريب: تجليات الحلم في الملامة
- سكان غزة يسابقون الزمن للحفاظ على تراثهم الثقافي بعد الدمار ...
- مهرجان الكويت المسرحي يحتفل بيوبيله الفضي
- معرض العراق الدولي للكتاب يحتفي بالنساء في دورته السادسة
- أرشفة غزة في الحاضر: توثيق مشهد وهو يختفي
- الفنان التركي آيتاش دوغان يبهر الجمهور التونسي بمعزوفات ساحر ...
- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوعبيد - الربيع الفنيّ