أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - كتابُ مَنْ لا كتابَ له














المزيد.....

كتابُ مَنْ لا كتابَ له


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يواجه الكتاب خطر العزوف عنه فحسب، إنما يواجه خطراً آخر يتمثل في جعله صِنْو الوجبات السريعة، أو إنتاجاً يوازي "الفيديو كليب"، لذلك صارت رفوف المكتبات تثير الشفقة نظراً لتكدس الكتب عليها، وتحميلها ما لا طاقة لها به.
يُخيّل لي أن المؤلف كان يقرأ مئة كتاب كي يؤلف كتاباً، وفي كتابه لا يستنسخ أفكاراً عاشرتها صفحات الكتب التي قرأها، فكان يأتي بالجديد، أو المتجدد، أو ما هو حديث ومستحدَث على صعيد أية فكرة، وكان يعزز فكرته بحججه حتى لو خالفها آخرون كحال الغزالي وابن رشد, مثلاً.

وحتى الكتب التي تسرد وقائع تاريخية وسياسية هامة، وكتب السِّير الذاتية، في بطونهن قوة السبك، ومتانة اللغة، والعبق الأدبي الذي يزيد القراءة تشويقاً، وتنبىء عن الثقافة الهائلة التي يتمتع بها أحد مؤلفي مثل تلك الكتب.

إلا أن حال الكتاب، اليوم، كحال المُنَكّل بهم جسدياً بأذرع الأجهزة الأمنية، فأسوأ حال قد يؤول إليها الكتاب هي عندما تُسلخ عنه هالته وهيبته فلا يعود سوى ورقٍ مُعَنْون غلافه, ومزركش لحافه. يمكن للمرء أن يتخيل شخصاً آذاه المنكِلون جسدياً، ثم ألبسوه بذلة جميلة، فكذا الكتاب اليوم.

لا ريب في أن العصر الذي نحياه يتسم بالسرعة، والتسارع عند الأمم المتقدمة، وأختصر الزمان مثلما اختصر مسافات المكان، وجمع مصادر المعرفة والاطلاع في بوتقة عنكبوتية، الأمر الذي يعني، حتماً، أنه وفر الكثير من الجهد والمشقات على أي مؤلف، فبدلاً من أن يأخذ تأليف الكتاب سنوات كما في الرَّدَح الزماني الماضي، صار الوقت أقل نظراً لوجود كل العناصر العصرية التي تساعد الكاتب على نشر ثقافته وفكره.

هذه النعمة التكنولوجية المتوفرة بين أيادينا، اغتنمها "المسْتثقِف" قبل المثقف، كي يطل على الناس بهيئة المؤلف غزير الإنتاج، فلا تكاد تمضي ثلاثة أشهر على كتابه، حتى يفاجىء الرهط بكتاب آخر، فيما كتابه الأول لم تبرح نسخه مكانها من على الرفوف، وما إن تنقضي السنة حتى يكون قد أصدر أربعة كتب، أو خمسة، يُلْبسها أقوى العناوين، فيوحي للقارىء أنه سيغوص في أعماق بحار الفكر والمعرفة، وإذ به ما انفك على الشاطىء حال وصوله إلى الصفحة الأخيرة.

يبدو أن المعادلة اليوم انقلبت، في عصر الانقلابات، فصارت قراءة كتاب واحد كافية لتأليف خمسة كتب في سنة لدى "المُسْتثْقِفين"، وبقيت قراءة خمسة كتب غير كافية لتأليف كتاب في سنتين لدى المثقفين. "فأما الزبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القذافي .. إعدام خارج قفص الاتهام
- طرقتُ البابَ حتى كَلَّ مَتْني
- -نائم- في البرلمان
- -يا خوفي- جوبز -ماسوني- !!
- الثأرُ من الفنّ
- سوريا.. حتى في الكُفرِ جهلٌ
- صبرا وشاتيلا.. الذكرى المنسيّة
- نِصْفُ حُرّية أفْضَلُ مِنْ عَدمِها
- العرب والغرب .. نقطة جعلَتْنا نكتة
- الشباب يرسمون مرحلة جديدة
- محمود درويش غائبٌ في حَضْرتِه
- فرصتان أمام المسلمين
- أين استنكار المسلمين لمجزرة النرويج!!
- سيّارة -إسلامية-
- شاكيرا في إسرائيل
- إناث في انتظار -الاغتصاب-
- دون الحاجة إلى -العربية- أو -الجزيرة-
- القدس
- حزب النفاق.. الأكثر صدقاً
- احذروا العطْس.. فإنه -مؤامرة- غربية


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - كتابُ مَنْ لا كتابَ له