أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - نِصْفُ حُرّية أفْضَلُ مِنْ عَدمِها














المزيد.....

نِصْفُ حُرّية أفْضَلُ مِنْ عَدمِها


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 23:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بتعاظم الحدث يكثر الحديث, ويتخذ أشكالاً من الآراء التي تتفاوت بين المتطرفة, اللينة, والموضوعية أو الواقعية. ولأننا مجتمعات العواطف التي تنأى بنا, في كثير من الأحايين, عن العقلانية, فيحكم الكثير منا على المجريات الراهنة بالأفئدة.

ثمة بشر يستهينون بالدماء التي تسفك على مذبح الحرية لقناعات عندهم بأن قوى خارجية هي "دينامو" الثورات العربية, لدرجة قناعات البعض أن يهودياً واحداً وراء كل ما يجري في أصقاعنا. في مثل هذا الكلام استخفاف بالآلاف الذين إما قضوا نحبهم, أو جُرحوا, أو اعتقلوا, أو شُرّدوا, في سبيل استشراق شمس الحرية. فمما يجافي العقل, أو يجافيه العقل, أن يضحي شباب العرب من أجل عينيْ ساركوزي, مثلاً, أو شَعر هيلاري كلنتون الأشقر, أو من أجل قوى استعمارية جديدة.

وللموضوعية, لا مراء في أن القوى الغربية تسعى من أجل الحفاظ على مصالحها ضمن أي مشهد جديد سيحياه العرب, حتى لو حكمت التيارات الإسلامية, لأن فقدان مصالحها في أصقاعنا يعني الانتحار لها, لكن ذلك لا يعني بالمطلق أن "شتاء الغرب" سبق فأتى "بربيع العرب", فالغرب مضطر أن يتعامل مع التغيرات التي فرضها الثوار, وسيعمل على اغتنامها بما يجعله يخرج بأقل الخسائر إنْ لم يخرج بأكثر الغنائم.

المفارقة هي أن المروجين لهذه الفكرة السوداوية يصورون الثورات كما لو أنها "الأسفلت" الذي يُعبّد به الطريق لاستقبال الاستعمار سيراً عليه. ولعلهم تناسوا أن الاستعمار أصلاً موجود منذ عقود, ولم يخرج ليحاول الولوج من جديد, فكل ما في الأمر أنه مضطر أن يبدل ثيابه بما هو أكثر عصرية يناسب الزمان العربي.

وحتى لا يبالغ المرء في رسم, أو تنبؤ المشهد المقبل فيقترف خطيئة التوهم اليوطوبي, فإن العرب "الجدد" بثوراتهم وإنجاز أهدافهم, لن يكونوا في حلٍ من ضغط أية قوة خارجية ستواصله عليهم ولو بتقمص الحمل الوديع. إلا أن التغير الذي سينعم به العرب هو كالتالي:-

عاش العرب عقوداً, وما انفك يعيش بعضهم، بين فكي كماشة, أحدهما فك القوى الغربية المهيمنة, والفك الآخر هو أنظمة عربية ديكتاتورية وشمولية تَعُد وتراقب شهيق وزفير المواطن العربي. فإذا تحرر المرء من أحد الفكين, يكون قد اكتسب نصف حرية, والنصف يبقى أفضل من العدم, وذروة التفاضل في تكامل بدر الحرية, لكن الطقس الحالي, بأسبابه الموضوعية, لا يسمح برؤية البدر.

لذلك لا تُقاس الأمور على أنها إما أبيض أو أسود, فثمة اللون الرمادي وما اقترب من تخومه, والذي قد يؤدي لاحقاً إلى ما هو أقرب بكثير إلى الأبيض إذا تعذرت نصاعته. بالتالي لا يوجد حر يرضى باستعمار وحرية عرجاء, لكن حين تفرض الظروف نفسها على أرض الواقع, نظراً لميزان القوى العالمي, فإن المرء, حتماً, سيتنفس الصعداء, في زمن استطاع فيه التنفس, حين بات يرى حريته تحبو.

إنّ نصف حرية مع سندان غربي, يفرض نفسه وفقاً لمنسوب القوة, أفضل من انعدامها بين سندان غربي ومطرقة عربية ديكتاتورية, والأفضل هو حين يولي السندان والمطرقة الدُبُر.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والغرب .. نقطة جعلَتْنا نكتة
- الشباب يرسمون مرحلة جديدة
- محمود درويش غائبٌ في حَضْرتِه
- فرصتان أمام المسلمين
- أين استنكار المسلمين لمجزرة النرويج!!
- سيّارة -إسلامية-
- شاكيرا في إسرائيل
- إناث في انتظار -الاغتصاب-
- دون الحاجة إلى -العربية- أو -الجزيرة-
- القدس
- حزب النفاق.. الأكثر صدقاً
- احذروا العطْس.. فإنه -مؤامرة- غربية
- المقال.. للعائلات فقط
- مقطع -يوتيوبي- لمدرّس غير -يوطوبي-
- أكبر سجن في العالم.. عند العرب
- خياران لا ثالثَ لهما
- مجتمعٌ بلا امرأة حُرّة .. مجتمعٌ مهزوم
- فتح وحماس .. التحامُ الدم
- وكمْ أبٍ هو حاكمٌ ديكتاتور !!
- مسلمون عكس الإسلام


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - نِصْفُ حُرّية أفْضَلُ مِنْ عَدمِها