أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمد أبوعبيد - مقطع -يوتيوبي- لمدرّس غير -يوطوبي-














المزيد.....

مقطع -يوتيوبي- لمدرّس غير -يوطوبي-


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 21:35
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


مرة أخرى أذَكّر بأنه عندنا، نحن العرب، لابد من "طوطم" أو حادثة تصبح رمزاً لما خفي حتى يتحرك المسؤولون لعلاج المرموز له، إنْ كانت لديهم نية في التحرك. فنحن لا نوظف نظرية الضربات الاستباقية بمفهومها اللاعسكري على عكس الدول القوية والمتقدمة التي تتقن النظرية عسكرياً، وكذلك اجتماعياً وإنسانياً، لذلك نتنبه إلى خطورة الفأس بعد أن تقع في الرأس.

انتشر مقطع "يوتيوبي" لمدرس في حضانة أطفال بمصر وهو يعاقب عدداً منهم بالضرب الذي يعتبر مبرحاً مقارنة بأعمارهم ولِين عودهم، وكانت ردات الفعل عليه كما لو أن العالم العربي بريء من العنف في المدارس. تحول المقطع رمزاً لتنبيه المسؤولين بقضية عنف بعض المدرسين بحق تلاميذهم في كل العالم العربي، لكن لم يعش الرمز سوى أيام بفعل قرار المحكمة.
ليس المقصود هنا قضية شخص بعينه وهو المدرس الذي ظهر في المقطع، لأن مثله كثير، إنما ثمة أبعاد أخرى لتلك الواقعة. إنها، أولاً، تؤكد بما لا يدع فسحة للريب، أن نهج "العصا لمن عصى" مازال متبعاً في المدارس، رغم عدم إنسانيته، خصوصاً في مناطق الأرياف أو تلك التي يُعتقد أنها بعيدة عن الأنظار.

البعد الثاني للواقعة المصوَّرة هو الهدف من تصويرها، والأنكى أن ضحكات سُمِعت صادرة، على الأغلب، من المصور، وكأن بكاء الأطفال فصل من ملهاة باعثة على الضحك، فقد انعدمت إنسانية المصور، بينما شوهد في المقطع عدد من الناس لعلهم أهالي بعض الأطفال.

الأبعاد الأخطر هي المتعلقة بردات الفعل وتعامل المحكمة معها. فمن العسير على العقل البشري أن يصدق أن أهل الأطفال تظاهروا دفاعاً عن المدرس الذي وصفوه "بالفاضل" لولا أن الكاميرا خير دليل. لقد جاهر بعضهم بالقول إنهم من طلبوا من المدرس أن يضرب أطفالهم لتربيتهم، وأن منهم من حضر ليشاهد ذلك. الأدهى والأمرّ أن من بين أهالي الأطفال محامين انسجمت مواقفهم مع مواقف بقية الأهل، ومنهم من أسقط صفة الضرب عما هو حقاً ضرب باعتباره مجرد تهذيب، والأولى للمحامين أن يكونوا قدوة للآخرين إنْ تغشيهم جهالة.

أما الصادم هو تعامل المحكمة مع الحادثة. فبعيداً عن الحيثيات القانونية التي يبتّ فيها خبير، لا يُعقل أن يرضخ قاضٍ لرغبة رهط من الناس مخطئين، فهناك حق عام لا تسقطه تظاهرة ولا تمحوه مصالحة.

وإنْ كان جهل بعض الأهالي قادهم للطلب بضرب أطفالهم، فيبقى للأطفال حق عام يحميهم من جهالة أو من تصرف أحمق، وبالتالي يعاقِب القاضي المدرس على أمرين: الأول ضرب الأطفال بهذه الطريقة وتصويرها، وثانياً لتلبيته طلب الأهالي بالضرب بدلاً من الالتزام بقواعد التربية، إنْ صح ادعاء الأهالي.

وحتى يكون القاضي أكثر نزاهة، فكان من العدل أن يحمّل الأهل قسطاً من المسؤولية لتمسي الواقعة درساً للكبار في مدارس الصغار.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكبر سجن في العالم.. عند العرب
- خياران لا ثالثَ لهما
- مجتمعٌ بلا امرأة حُرّة .. مجتمعٌ مهزوم
- فتح وحماس .. التحامُ الدم
- وكمْ أبٍ هو حاكمٌ ديكتاتور !!
- مسلمون عكس الإسلام
- جوليانو والرصاصات الخمس
- إيمان العبيدي.. ثورة المغتَصَبات
- الناطقون -باسم الله-
- الشعب يريد إسقاط -النجوم-
- لا تلُمْني في هَواها
- أحزاب الفقاعات
- ويكيكيبس
- في ذكرى التّقسيم ... تقسيمات
- حُكّام كرة القدم ...حُكْم الرّجُل الواحد
- رسالة موؤودة إلى أبيها القاتل
- أسطول الحرية .. فرصة مشهد المتوسط
- عَرَبْبُوك أمامَ فيسبوكيزم
- -ألف ليلة وليلة- على قائمة الإرهاب
- رسالةُ الحُبّ


المزيد.....




- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمد أبوعبيد - مقطع -يوتيوبي- لمدرّس غير -يوطوبي-