أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - إيمان العبيدي.. ثورة المغتَصَبات














المزيد.....

إيمان العبيدي.. ثورة المغتَصَبات


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3319 - 2011 / 3 / 28 - 21:52
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


صار العرب في حاجة إلى "طوطم" بشري حتى ينتفضوا على أصناف الظلم والاضطهاد، وكأن لا شيء يوقظهم أو يُذكّرهم سوى أن يجاهر المظلوم، أي الضحية، بما لحق به. فالبوعزيزي أحرق نفسه فأشعل ثورة تونس، والشاب المصري الفقيد خالد سعيد الذي فتكت به أجهزة الأمن، ذكّر بني الإنس أن أجهزة الأمن العربية تهلك النسل والحرث، ومحمد الدرة، أثبت للعالم أنّ الرصاص الإسرائيلي يقتل الطفل كما الشيخ، والمرأة الحامل كما الشاب، والفتاة السودانية المجلودة أكدت للجميع أبشع صنوف التعامل مع المرأة العربية حين جلدها ضاحكون مستهترون بالإنسانية بدلاً من أنْ تسْوَدّ وجوهم ويخفوها من خزيهم. جل هذه السلوكيات مفعولة منذ أزمنة، قد يكون غفل عنها الغافلون، أو تناساها المتناسون، لكن جراءة الضحية، كما غباء الجاني، تحركان الشعوب الخاملة مثل الحجر النازل على مياه راكدة.
آخر "الطواطم" المحامية الليبية إيمان العبيدي التي جاهرت بأنها مُغتصَبة، وتحدثت، بجراءة غير معهودة لدى الفتيات العربيات في مثل هذه التراجيديا، أن عدداً من أفراد كتائب القذافي تناوبوا على هتك عرضها. العبيدي آثرت أن لا تُبقي ما حصل معها سراً تدفنه في "الزنقة" التي وقعت فيها الحادثة، فحملتها رِجلاها الشاهدتان على الجريمة إلى بهو فندق حتى تصرخ للعالم، عربياً كان أو أعجمياً، وتفشي سرها أمام العدسات عالِمة أن جزاءها قد لا يقل سوءاً عن واقعة الاغتصاب نتيجة لما أفصحت عنه.

لعل الكثير استقبل رسالة العبيدي، وفهم أن مضمونها اغتصاب المسلحين لفتاة عزلاء مجردة من السلاح وجردوها من الوشاح. لكن رسالة أخرى لا تنقص قوة عن الرسالة الأصلية، بعثت بها إيمان، وهي نداء إلى كل مغتصَبة عربية لتبوح بما تعرضت له أمام الملأ حتى ينفضح أمر الجاني وينال القصاص أياً كان.

لذلك، من النافع أن تصبح العبيدي مفجرة ثورة المغتَصَبات، وتكون بداية تغيير على هذا الصعيد، فالأنثى العربية ما انفكت تقوقع نفسها في سر الاغتصاب خشية ثقافة المجتمعات العربية التي تُلقي، للأسف، باللائمة على الضحية فيما حدث بينما المغتصِب الفاعل حر طليق إلا الذين افتضح سوء فعلتهم.

كثيرٌ من ضحايا الاغتصاب العربيات ساعدن على جعل الجناة طلقاء لكتمهن الأمر، لكنْ آن الأوان لإنزال أشد العقاب بكل جانٍ، وهذا لن يتم إلا بصرخات الضحايا بملء أفواههن سواء أمام قاض عادل ولو من وراء حُجُب، أو أمام عدسة كاميرا إن كانت أكثر جراءة، فلا شيء يدين الضحية ولا أمر يعيبها، وإن كانت ثقافة الكثير من العرب أجبرتها على التستر على ما يقض مضجعها كل حين، فعليها أن تتذكر أن العدل الإلهي والشرائع السماوية أهم من كل الثقافات ومن جل النظرات، وأن السماء رحيمة بالضحية مهما قست الأرض عليها.

إيمان العبيدي الجريئة تفتح الباب على مصراعيه لكل ضحية اغتصاب حتى تثور ليبدأ التغيير على هذا المنحنى أيضاً، فمجرمو الاغتصاب ليسوا من بعض أفراد كتائب القذافي فقط، لكنهم في كل أصقاع العرب، وفي كل صقع ضحايا، فلتكن إيمان رمزاً للمهتوكة أعراضهن وشرارة لثورة المغتصَبات.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناطقون -باسم الله-
- الشعب يريد إسقاط -النجوم-
- لا تلُمْني في هَواها
- أحزاب الفقاعات
- ويكيكيبس
- في ذكرى التّقسيم ... تقسيمات
- حُكّام كرة القدم ...حُكْم الرّجُل الواحد
- رسالة موؤودة إلى أبيها القاتل
- أسطول الحرية .. فرصة مشهد المتوسط
- عَرَبْبُوك أمامَ فيسبوكيزم
- -ألف ليلة وليلة- على قائمة الإرهاب
- رسالةُ الحُبّ
- -صرخة حَجَر-..صرخة في وجْه الدراما العربية
- راشيل كوري بطلة أمريكية في رواية فلسطينية
- مائة عام على يوم المرأة
- نَضْحَك لأننا أضحوكة
- آفة العقول غيابها
- ديك ٌ حَسَن الصوْت
- ليسوا قدّيسين
- نحن بألْف خيْر


المزيد.....




- 935 شهيدًا في العدوان الصهيوأميركي على إيران بينهم 38 طفلًا ...
- دراسة أثرية: النساء حكمن أولى الحضارات البشرية
- “شغال وفعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2 ...
- بيان حملة “عدالة سكنية للنساء” بشأن التعديلات المقترحة على ق ...
- للمرة الأولى.. الدانمارك توسّع التجنيد الإجباري ليشمل النساء ...
- بادري بالتسجيل واستفيدي بالفرصة.. خطوات التسجيل في منحة المر ...
- فرصة ذهبية لكل امرأة.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - إيمان العبيدي.. ثورة المغتَصَبات