أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبوعبيد - راشيل كوري بطلة أمريكية في رواية فلسطينية














المزيد.....

راشيل كوري بطلة أمريكية في رواية فلسطينية


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2945 - 2010 / 3 / 15 - 18:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


قصص فلسطين أكبر من مساحتها، ولقصة راشيل حبكة واقعية ميّزتها عن باقي القصص، وإنْ لم تفضلها عمّن رحلوا أيضا من أجل فلسطين. راشيل البطلة الأمريكية الحقيقية في رواية فلسطينية واقعية تتخطى المعاني التقليدية لمسألة الأنتصار للحق . فهي الفتاة الغربية التي تعيش حياة المدن العصرية ولها قلب يوقعها في الحب، ومع ذلك يمكن أن ينشغل قلبها أيضاً بطفل بلا طفولة، وبمنزل في انتظار الإعدام، تماما مثلما ينشغل الفلسطيني بالنضال من أجل حريته وكرامته، لكن في قلبه متسع لقصص الحب أيضاً .
راشيل المُنجَبة في 10 أبريل 1979 في أولمبيا ،واشنطن، كان يمكن أن تكون كأية فتاة أمريكية أخرى ترعرعت في كنف والدين ميسوريْ الحال، بيد أن إطلاعها المبكر على قضية فريدة من نوعها في العالم ، غيّر تفاصيل حياتها القصيرة جداً، فطبقت شهرتها كثيراً من الآفاق لكن بعد رحيل جسدها في 16 مارس 2003 قبل أنْ تكمل الثلاثة والعشرين ربيعاً من عمرها . شهرة لم تتكوّن من مجرد رحيل ، بل لحكايته، حين افترس "بلدوزر" أمريكي يقوده جندي احتلال إسرائيلي على أرض فلسطينية صبية أمريكية حاولت منعه من تحويل بيت فلسطيني متواضع إلى أثر بعد عين أمام أعين العالم . حكايات لو لم تؤرخ تكنولوجيا العصر وقائعها بالصوت والصورة لظنها المرء من أساطير الأوّلين أو ملاحم الإغريق .
لكن أين راشيل اليوم من العرب ، وأين العرب منها .! إنها الفتاة التي أخذت إجازة من جامعتها "إيفرغرين" لتنضم إلى حركة التضامن الدولية ،وتركت المدن الأمريكية ،ماودُع منا وما صخب، بما تغص به من أساليب الحياة العصرية ، من سهولة العيش وحرية الحركة ، والنوادي الليلة ، وآثرت على كل ذلك أن تحط رحالها في رفح التي يمارس الفقر فيها ساديته ، وينشب الحصار أظفاره في الجسد الفلسطيني. عرفت معنى حظر التجول ومغزى الحواجز العسكرية ، ولمست بيدها جبين طفل ودّع طفولته ، وجسّت بنفسها نبض العائلة الغزاوية التي يزيد عدد افرادها عن العشرة ولا تأويهم سوى جدران متواضعة لا تسلم من أنياب "بلدوزرات" الاحتلال الإسرائيلي ولا سبطانات دباباته . راشيل التي جربت كل ذلك كانت قد روَت بنفسها تجاربها الفلسطينية في 184 رسالة إلى والديْها ، إلا أن تجربتها الأخيرة لم تستطع أن تروِها بنفسها، فرواها الرحيل ومن الشاهدين رعيل ،لأنها ببساطة تجربة الموت في فلسطين .
إنّ الغرب ، سابق العرب في تقدمه التكنولوجي والعصري ،هو سبّاق أيضاً في مرثيات راشيل ، ليس لأنها ابنة الغرب ، بل لما يمكن ان يُصوّر عندهم بالسريالية المستلهَمة من الحق ، الشقراء البيضاء ، تفدي روحها من أجل عائلة غزاوية ، قصة تتفتق عنها آلاف الحكايات الفلسطينية المتكررة . لذلك ، فإني عرفت مسرحية "إسمي راشيل كوري" لمؤلفها ومخرجها البريطاني ألان ريكمان ، والتي صالت وجالت أنحاء العالم بما في ذلك فلسطين التي ارتشفت من دم راشيل ، وسمعتُ عن إحياء ذكراها السنوية في أصقاع غربية منذ رحيلها ، لكني فتشت عن شارع عربي يحمل اسمها فلم أجده، وسألت عرباً يعربيين عن راشيل ، فوجدتهم جاهلين بأمرها ،عالِمين بتفاصيل باريس هيلتون وكريستينا أغيليرا .



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مائة عام على يوم المرأة
- نَضْحَك لأننا أضحوكة
- آفة العقول غيابها
- ديك ٌ حَسَن الصوْت
- ليسوا قدّيسين
- نحن بألْف خيْر
- عندما بكى ...
- عَنْعناتُنا
- آنَ لماضينا أنْ يصبح حاضراً
- مناقب كرة القدم
- رفقا ً بِهنْد
- العاطلون عن العقل
- أمّة الأدب لا تتحلى بأدب الحوار
- -أنا-... أذكى شخص في العالَم
- ...ومِن المثقفين مَنْ قَتَل
- إبْطال نظرية داروين.. ماذا عن -الداروينيين- العرب
- الشقيري في الحمّامات
- أمّةٌ تناقض ما تتباهى به
- نتذكرُهم حين باتوا ذكْرى
- ثوْرة أكثرُ نعومة


المزيد.....




- مادورو يطلب المساعدة من بوتين: الكرملين يعترف مع استمرار الت ...
- روسيا تدشن الغواصة النووية الجديدة -خاباروفسك-
- مخاوف بشأن آلاف المحاصرين في الفاشر والبابا يندد بـ-معاناة ا ...
- الرئيس الإيراني يؤكد أن بلاده ستعاود بناء منشآتها بقوة أكبر ...
- فرنسا: ما الذي نعرفه عن سرقة متحف اللوفر بعد توجيه الاتهامات ...
- شاهد.. كيف تفوق برشلونة على إلتشي؟
- عاجل | هيئة المسح الجيولوجي الأميركية: زلزال بقوة 6.3 درجات ...
- خبير: حزب الله يغيّر مقاربته العسكرية ومزاعم إسرائيل غير واق ...
- -بقينا قاسيين على نفسنا-.. خالد يوسف يعلق على منتقدي مخرج حف ...
- عبد السلام الصديقي : المستثمرون الأجانب لا يبحثون عن الأجور ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبوعبيد - راشيل كوري بطلة أمريكية في رواية فلسطينية