أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - عَنْعناتُنا














المزيد.....

عَنْعناتُنا


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2851 - 2009 / 12 / 7 - 19:50
المحور: كتابات ساخرة
    


العنعنة المتفشية في مجتمعاتنا العربية هي غير عنعنة السّنَد القائمة على المنهج والعلم ولها شروطها ، بل إن أرْجحة السابقين أصدق من عنعنة الحاضرين . ما أكثر المُعنعِْنين في عصرنا الحالي ، وما أجمّ ما يتناقلونه حيث وفرة الأحداث والمشاهدات جعلت من القصص المُعنْعنة هواية يمارسها الكثير .
البيضة المسروقة تصبح دجاجة منهوبة ثم جملا ً مسلوبا ً عندما يعنعِن الحادثة المتفرغون لهذه الهواية ويتلقاها الفارغون من عمل مفيد يلهيهم ، مع أن السرقة سرقة ويجب أن يعاقب عليها القانون ، لكنْ أيضا سرقة المفردات في وصف الحادثة هي ضرب من اللصوصية التي قد يكون مفعولها أقسى من حادثة سرقة البيضة و حتى الجمل .
يبقى أن العنعنة المتعلقة بالسرقات ، أخف مضاضة من سيف عنعنة المس بالمرء وسمعته والتي حتى في أغلبها غير مأرجحة . من منطلق هذه الممارسة المجتمعية تصبح مرتشفة القهوة مع زميل لها في العمل في مكان عام مرتكبة فاحشة معه في مكان خاص ، وما كان لتلك الحادثة أن تمر بكل تلك الحبكة التي كانت نهايتها الفاحشة لولا المعنعنون الذين يُربي كل منهم بعضا ً من بهاره حتى يؤول بها المطاف إلى طبق مُفلفَل يستلذه أصحاب شهية النقل القصصي السريع . كما أن الفتاة التي تحقق إنجازا سريعا في عملها وتحصل على ترقيات رغم صغر سنها ، يخضع البعض حادثتها إلى مبضع العنعنة ، فيسلخون عنها الجدارة في الترقية ويلبسونها زي التسلق والصعود بجاذبيتها وجسدها ، وإذ بحادثة الإفك هذه تصبح العنوان الأعرض في سيرتها الذاتية ، وإذا ما انتقلت إلى عمل جديد أعادوها سيرتها الأولى .
إنّ تشخيص العنعنة الحالية بموضوعية وصدقية لا يؤدي بالمرء إلى الوصول إلى المعنعِن الأول الموصِل بدوره إلى شاهد العيان الحقيقي على أية قصة أو حادثة ، والأجدى أساساً بشاهد العيان أن يستر على من رآه إنْ كان في نقل ما رآه مفسدة لا مصلحة ، وإنْ كانت ثمة مصلحة فإنّ النقل يقتضي أن يكون إلى الجهة المخوَلة في التعامل مع مَنْ وما رآه مثل الجريمة أو الجنايات .
كثير منا يتجاوزون هذا الديدن في التعامل مع المسائل الخاصة ، فلا يجدون أمامهم سوى "ثقافة" العنعنة الحالية ومتلازمتها النميمة ، من دون مراعاة التعاليم الدينية والمبادىء الإنسانية التي أصلاً تنهى عنها ، ولو أحصى المرء عدد القصص المعنعَنة يوميا ً وتحقق منها بكفاءة ، سيجد أن أغلبها لا أساس لها من الصحة ، أو في أحسن الحالات تكون صحتها مجرد جمرة صغيرة صيّرها المعنعِنون كرة نار ملتهبة .
الظاهر ، ولا ضير في جلد الذات ، أنّ أكثر ما نقتنيه كعرب ،هو المجهر، ليس للبحث العلمي وتحليل الخلايا والميكروبات ، إنما لتضخيم الحدث ، حتى نُعنعِن على ليلانا .




#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آنَ لماضينا أنْ يصبح حاضراً
- مناقب كرة القدم
- رفقا ً بِهنْد
- العاطلون عن العقل
- أمّة الأدب لا تتحلى بأدب الحوار
- -أنا-... أذكى شخص في العالَم
- ...ومِن المثقفين مَنْ قَتَل
- إبْطال نظرية داروين.. ماذا عن -الداروينيين- العرب
- الشقيري في الحمّامات
- أمّةٌ تناقض ما تتباهى به
- نتذكرُهم حين باتوا ذكْرى
- ثوْرة أكثرُ نعومة
- سيّدتي.. إحْذري الضحكةَ والبنطال.. وقراءةَ المقال
- ديكتاتوريّاتنا الفردية
- فلنُعَرِّبْ.. إنّهُم -يُعبْرِنون-
- جاكسون العربيّ
- رقصُ فلسطين أفضلُ من خِطابها
- لغتُنا..التحْديث.. وظلمُ المرأة
- أقزام في الانتماء
- و كثيرُنا كان قليلا ً


المزيد.....




- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - عَنْعناتُنا