أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبوعبيد - رقصُ فلسطين أفضلُ من خِطابها














المزيد.....

رقصُ فلسطين أفضلُ من خِطابها


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2692 - 2009 / 6 / 29 - 08:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يتغير الخطاب الفلسطيني منذ نشأته وفقا لما أملته ظروف القضية الفلسطينية، باستثناء بعض المصطلحات التي فرض تعديلها أو تبديلها الواقع الراهن بكل تجلياته وتداعياته. ولو قارن المرء خطاب اليوم بالسابق، لظنه السابقَ عينَه، مع بعض العمليات التجميلية التي أجريت عليه لإخفاء مَواطن ترهله وإظهاره باليافع النضر.
في الماضي، بعيده وقريبه، كان هذا الخطاب مثمراً ومؤثراً، لأن زمانه كان يسمح له أن يتمثل كلوروفيليا ً وبالتالي التقاط ثمره، وما نجم عن ذلك من تغذية تعبوية ثورية، انعكست إما على أحاديث الناس العادية، أو على الفنون والآداب، فأصبح الكل ثوريا، ومن لم يكنْ، سُمي حينها انهزاميا.ً
الآن، وقد تغيرت الظروف كما لو كان الأمر انقلابا كوبرنيكيا، فإنه من النافع أن ينقلب الخطاب الفلسطيني ليتواءم مع إفرازات هذا الانقلاب. فطريقة تفكير الناس تبدلت، وحتى طريقة استقائهم للطُعم الخطابي والتعبوي تغيرت، ولم يعد بمقدور بلاغة الماضي ولا بُلغائه أن يبلغوا آذان الناس ولا أن يلامسوا عواطفهم. لهذا السبب، تفوقت إسفافات بعض برامج الواقع على بلاغات الأمر الواقع متمثلاً بكل أشكال المعاناة الفلسطينية، فأصبح "العربي" يتذكر، مثلا، الفائز، أو الفائزة في تلك البرامج: أسمه وعمره وبلده وبرجه ولونه المفضل(مع الاحتفاظ بحق التأنيث)، من دون أن يعرف مِن الأساس مَن هي، مثالاً لا حصراً، راشيل كوري . لمن لا يعرفها هي أمريكية بامتياز ،ضحت بنفسها على أرض غزة دفاعاً عن بيت فلسطيني كان وجبة لبلدوزر إسرائيلي ،فالتهما قبل البيت في 16 مارس 2003.
بموازة "بلاغة الخطاب"، هناك الفن الفلسطيني الذي ما انفك منتفضا ً ضد الإحتلال الإسرائيلي، وناقلاً لأشكال جرائمه وصور ظلمه، فتغلغل في الآونة الأخيرة في أذهان وعواطف الكثيرين، عرباً وعجماً ،من دون أن يتمكن الخطاب ولو من التسلل إلى الآذان العربية. ولعل ما آزر الفن الفلسطيني على الوصول إلى بعض من مبتغاه، هو تغيّر شخوصه وأدواته، إضافة إلى أن الفن ما زال محبباً مقبولاً للذائقة البشرية، بينما "الخطباء البلغاء" في معظمهم هم أنفسهم منذ عقود ، ولم يتغير فيهم سوى اشتعال الرأس شيباً، أو تصلعه.
لم يكن المقصود من أولى كلمات العنوان رقص النوادي الليلية ، إنما تراث فلسطين كالدبكة ،والدلعونا، والفنون الشعبية وسائر الفنون مثل المسرح والسينما .ولعله يحق للفلسطينيين، والعرب أيضاً، أن يفخروا بوصول السينما الفلسطينية إلى العالمية، وأن تكون حاضرة بجسارة، لا على خجل، في المهرجانات الدولية. لقد نجح الفن الفلسطيني في أن ينقل ولوما تيسّر من معاناة الفلسطينيين إلى الآخر، خصوصاً غير العربي، وأن يؤثر فيه، بينما "الخطيب البليغ" لم يعد قادراً على التأثير في العربي، وحتى الفلسطيني نفسه.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغتُنا..التحْديث.. وظلمُ المرأة
- أقزام في الانتماء
- و كثيرُنا كان قليلا ً
- المُسْتثقِفون
- من يمنح من؟
- المدينة الفاضلة كما أراها
- إحذِفوا السينما، وليس بعض المَشاهد فقط
- عام جديد وما انجلى الصدأ
- إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -
- بَعد رجال الدين ..سادة الحكم
- صواريخ عقل – عقل
- تفكير مثل الرصاصة
- فياغرا فكرية
- أهلاً يا -عرب إسرائيل-
- إسرائيليات ولكِنْ
- صفات لا تنمحي
- نًحْنُ
- الحرام لا ينفي سمة الإبداع
- الحرام لاينفي سمة الإبداع
- وا


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبوعبيد - رقصُ فلسطين أفضلُ من خِطابها