أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد أبوعبيد - أقزام في الانتماء














المزيد.....

أقزام في الانتماء


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2674 - 2009 / 6 / 11 - 08:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المفارقة العجيبة فينا كعرب، هي أننا أهل الإسهاب والإطناب في الكلام، وذوو تنميق وتزيين في الحديث، لا يعرف الاختصار ولا الإيجاز طريقاً نحونا، إلا ما ندر. بيد أننا ماهرون ومحترفون في اختصار ذواتنا حين نجاهر أو نُسِرّ في انتماءاتنا العقائدية، أو المذهبية، أو الطائفية، أو الوطنية وحتى الفكرية. ليس من المضر بشيء أن يحدد المرء هواه واتجاهه أياً كان توصيفه، بل هو صحيّ يحمل دلالات تنفي أنه يعيش لمجرد أنه يأكل ويشرب وينام ويصحو. لكن الطريقة التي يمارس فيها كثيرنا هذه الرياضة الذهنية والروحية خاطئة، وتعود بالضرر والمفسدة على صاحبها، ولنا أن نتخيل ما سيحدث لمن يمارس الرياضة الجسمانية بالشكل الخاطئ.
النتيجة لهذه الممارسة غير المتمرس عليها صاحبها، هو هذا التجزؤ لما هو مجزأ أصلاً، فيختصر العالم الرحب والفضاء الواسع إلى مجرد جزء من قبيلة أو جماعة، أو حتى إلى مجرد انتماء إلى من يقود هذه الفئة أو تلك المجموعة، بصرف النظر إن كان قائداً بجدارة، أو قائداً خلقه الفراغ. يصبح هذا القائد ذا كلام لا يجوز تخطيئه، ولا تجوز معارضته، ولا يحق تبيان خلله. والأمثلة على ذلك كثيرة، تيسّر كثرة الفضائيات العربية علينا رصدها بالعينين والأذنين.
هذا الانتماء الضيق، ليس بمختلف عمن وضع نفسه طوعاً رهن الإقامة الجبرية، أو حتى في غياهب سجن فكري دشنه لنفسه. المصيبة هنا أنه يظن أنه يبني لنفسه قلعة تحميه، لكن القلعة لا تبنى بهشاشة الأعمدة، ولا بميوعة الجدران. على الأقل يمكن للمرء الواقف على القلعة أن يرى الآخرين من دون الاستعانة بزرقاء اليمامة. أما المنتمون الضيقون عندنا فقد شاهت وجوهم وعميت أبصارهم وغشيت بصيرتهم فلا ينفعهم نور النواظر، وهم لا يختلفون البتة عمّن هم صُمٌ بكمٌ عُميٌ.
في الحالة العربية الراهنة يمكن أن تساق الأمثلة بجميع صنوفها، لولا ضيق المجال وإيجاز المقال. ولعله من الكافي النظر فقط إلى الطريقة التي ينتمي بها العربي إلى وطنه، ومن ثَمّ الطريقة التي يقسِّم بها ابن وطنه ذاته، ليكون أسير منطقته ورهينة حزبه المنتمي إليه، إن كان وطنه يحتمل الأحزاب، حتى بلغت هذه الأنفلونزا الجسد الفني، ليتضح ذلك أكثر من خلال المسابقات الفنية وما يرافقها من معارك يدوية ولسانية وشتائم بين العرب الذين من المفروض أنهم إخوة كما درسنا في التاريخ. ليتنا مثلما نستحضر البلاغة وطول الكلام في وصف ما أو مَن ننتمي إليه، نستحضر بلوغ المدى الأطول، متخطين حواجز الانتماء الذي قزمناه لدرجة أننا بتنا بحاجة إلى المجهر حتى نراه.




#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و كثيرُنا كان قليلا ً
- المُسْتثقِفون
- من يمنح من؟
- المدينة الفاضلة كما أراها
- إحذِفوا السينما، وليس بعض المَشاهد فقط
- عام جديد وما انجلى الصدأ
- إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -
- بَعد رجال الدين ..سادة الحكم
- صواريخ عقل – عقل
- تفكير مثل الرصاصة
- فياغرا فكرية
- أهلاً يا -عرب إسرائيل-
- إسرائيليات ولكِنْ
- صفات لا تنمحي
- نًحْنُ
- الحرام لا ينفي سمة الإبداع
- الحرام لاينفي سمة الإبداع
- وا
- فلسطين قضية وطنية لا -أمرٌ بالمعروف-
- كيف لو فلسطينيّ كويتيّ أو سوريّ لبنانيّ..!!


المزيد.....




- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...
- هيركي عائلتي الكبيرة
- نحو ربع مليون ضحية في 2024 .. رقم قياسي للعنف المنزلي في ألم ...
- غضب واسع بعد صفع راكب مسلم على متن طائرة هندية
- دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
- بين الصمت والتواطؤ.. الموقف التشيكي من حرب غزة يثير الجدل
- تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل ألا يخسرا تذاكر السفر
- في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة ...
- لماذا أُثيرت قضية “خور عبد الله” الآن؟ ومن يقف وراءها؟


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد أبوعبيد - أقزام في الانتماء