أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - المدينة الفاضلة كما أراها














المزيد.....

المدينة الفاضلة كما أراها


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2167 - 2008 / 1 / 21 - 05:15
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا أتخيل مكاناً، ولو صغيراً، يتسم بالجمال إذا خلا من النساء، فكيف لي أن أتخيل مدينة يهدهد التعب عين ساكنها وهي تنقّب عن " أنثى" وسط جموع الذكور فبالكاد تلحظها. لأن المرأة مكمن الجمال، فلا جمال للمكان ولا الزمان من دونها. هكذا، إذنْ، تبدأ المدينة الفاضلة من النساء.

في أصقاع المعمورة تتنافس المدن في جمال عمرانها وزخرفة شوارعها بأنواع الزهور والأشجار، لكنه يبقى جمالاً جامداً لا تبث فيه الروح إلا امرأة حرة عصرية، ليست مجرد وارثة للعادات والتقاليد، وللأفكار التي ليس لها متسع بين الأحرار الشاخصة أعينُهم نحو مزيد من المدنيّة والحضارة. إن المدينة الحرة هي المرأة الحرة .

ليست في الأمر مبالغة. فالمرأة التي هي في العادة "نصف المجتمع عدداً وكله إعداداً"، إنْ غابت، أو غيبتها " شريعة ذكورابي " يصبح نصف المدينة غائبا ً، وهو النصف الأجمل ،وهيهات لهذه المدينة أن توصف بالفاضلة. إن المدينة َ العابسة هي المدينة الذكورية.

المدينة الفاضلة هي التي لا تكون فيها الأنثى مثل الإشارة الضوئية الحمراء ،تشل حركة السير إذا قطعت الشارع أو كانت تسير على الرصيف، ولا تكون مجرد متاع للرجل فعلا ً أو مخيلة .لكنها عنصر فعال ومنتِج في المجتمع، لها ما للرجل وعليها ما عليه. إن المدينة لن تعرف المدنيّة إن كانت قوانينها مقسومة إلى ما ينطبق على الرجال وإلى ما ينطبق على النساء، وإذا ظلت أماكنها المختلفة مجزأة على أساس الجنس.

المدينة الفاضلة هي التي لا توزن فضائل ساكنيها بميزان سلوكيات النساء وحرياتهن الفردية ومظاهرهن الخارجية. إن احترام هذه الحريات أساس لهذه المدينة إن قُيّض لها أن تظل مدينة. ولعل الفيروس الأشد خطراً على مدينة نريدها فاضلة هو التغاضي عن تصرفات وأفعال رجالها السلبية، فلا نجعلها في وارد موازين الحكم. كأن الفضيلة من صنع الرجال، وأما الرذيلة من فعل النساء!!.

إن كانت المرأة هي العنوان الأكبر للمدينة الفاضلة، فذلك لا ينفي العناوين الأخرى .ستفقد المدينة من فضيلتها إذا كانت مثل الكعكة يتقاسمها السياسيون والأحزاب والقبائل، أو كانت حاراتها وأحياؤها موزعة على العائلات أو العشائر مثل الغيتوهات، وأن هذا الحي لا يدخله إلا الأغنياء، وتلك الحارة لا يدخلها الأغنياء. ستتآكل فضيلة المدينة إن كان هواؤها مجرد "أيديولوجيات" فئوية أو طائفية يتنفسها الناس كرها ً أو طوعا ً، ويتحدثون عن الانتماء الديني والعرقي والحزبي والقبلي على حساب الانتماء الوطني، وتنشقِ الهواء النقي الذي لا تعبث به أيدي المُجزِئين ولم يختلط بزفيرهم .

المدينة الفاضلة هي التي تمنح فنانيها و أدباءها الحرية حتى يعطوها إبداعاً، تجعل منه المدينة مُكوّناً هاما من مكونات فضيلتها، فلا ترضخ لذوي العقول التي أتى عليها العفن، والتي لا تريد سوى أن تسُود الظلامية أرجاء المدينة وأدمغة ساكنيها. إنها المدينة التي تحطم القيود عن صنوف الفن والإبداع وتعبّد لهما الطريق مثلما تعبّد شوارعها للسيارات الفارهة.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحذِفوا السينما، وليس بعض المَشاهد فقط
- عام جديد وما انجلى الصدأ
- إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -
- بَعد رجال الدين ..سادة الحكم
- صواريخ عقل – عقل
- تفكير مثل الرصاصة
- فياغرا فكرية
- أهلاً يا -عرب إسرائيل-
- إسرائيليات ولكِنْ
- صفات لا تنمحي
- نًحْنُ
- الحرام لا ينفي سمة الإبداع
- الحرام لاينفي سمة الإبداع
- وا
- فلسطين قضية وطنية لا -أمرٌ بالمعروف-
- كيف لو فلسطينيّ كويتيّ أو سوريّ لبنانيّ..!!
- الاجتياح... الحُب والسلاح
- 25 عاماً على صبرا وشاتيلا...ليت الذكرى اعتكفتْ
- شريعة ذكورابي
- باِسْم الدِين ..أطبّاء،زعماء،ورجال إفتاء


المزيد.....




- “7000 دج تنتظرك!” تعرفي على تفاصيل منحة المرأة الماكثة بالجز ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر.. سجلي ...
- تأويلات العدالة: قراءة في مآلات التقاضي في قضايا العنف ضد ال ...
- موسيقى كناوة، عندما تكسر النساء القاعدة
- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق ...
- تواصل العصابات تجنيد الاطفال رغم الأساليب الجديدة للشرطة
- المرأة التي ترعى 98 طفلا من ذوي الإعاقة
- “رابط فعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 ...
- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...
- أهم تدخلات وزارة شؤون المرأة خلال العام الأول لتولي حكومة د ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - المدينة الفاضلة كما أراها