أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد أبوعبيد - نًحْنُ














المزيد.....

نًحْنُ


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 06:07
المحور: الصحافة والاعلام
    


العرب والمسلمون عموماً لا يجيدون ، حاضراً، معارضة الرأي بالطريقة الحضارية اللائقة. ما أكثر من يريدون أن يصغوا إلى الرأي المنسجم مع ميولهم الفكرية ،إن كانت فكرية حقا ً، ومع ما ورثوه من معتقدات وآراء ، حيث يجوز لدينا أن نرث وجهات النظر كما يرث بعضنا المال والأملاك، و المناصب السياسية أيضا ً، لذلك تتبلد العقول وتصبح مجرد وارث يرث .
معارضة الرأي عند الكثيرين هي القذف والسب والتهديد، ليس ضد كاتب أو شاعر أو فنان فقط ، بل يتجاوز الأمر هذا ليمس من يؤيد أحدَهم وكأنه استولى بغير حق على ما هو حق لهم أن يرثوه أو يمنعوه عن الآخر. هذا نابع من ديكتاتوريات يمارسونها ، بعلم أو بغفلة ، ولو أعطوها وصف حرية الفكر بكل صلف .
اللافت أن معارضة الرأي التي يمارسها الجميع ويتقنها القليل تأخذ دائما صيغة الجمع من عدة منطلقات، منها المنطلق الديني باعتبار أن الدين يوحد المنتمين إليه، وإذا أعتقد أحدنا بأمر متدثر بغطاء الدين، يصبح كأنه لزاماً على كل من يدينون بهذا الدين أن يؤمنوا بما آمن هو به . من هنا لن يعود مستغربا ً تكرار بعض المفردات المستخدمة حين تُمارَس معارضة الرأي على الطريقة الشرقية، لا الشرعية، من قبيل "نحن المسلمين " لدينا كذا وكذا.."نحن كمسلمين" لا نقبل أن يكون كذا و كذا...وكأن ذلك كفيل وكاف لإسكات من له رأي، ومنعه من إبدائه. هذه ديكتاتورية ليست أقل ظلاما ً من الديكتاتوريات السياسية والعسكرية الحاكمة في بعض الأصقاع.

ليس منطقيا ولا معقولا ً أن يعارض المرء باسم الجميع، فلا الجميع وكّله أن ينطق باسمهم، ولا حتى فرد واحد طلب منه ذلك ،حتى لو توحد الجميع على مبادئ دينية . هذا السلوك هو نواة لديكتاتورية ستنمو في داخل صاحبه، يظهر خطرها حين يتسلم مسؤولية سواء كانت رسمية عامة، أو خاصة كرئيس تحرير أو مشرف على موقع الكتروني ،فلا يرى القارئ إلا ما يميل حيث تميل ريح الديكتاتور هذا .

الأمر لا يتوقف عند هذا المنطلق فقط، فإذا اتفقنا على أن الدين الإسلامي، مثلا، يوحد المسلمين على مبادئه وأصوله، فإن ما هو غير ديني لا يحمل أي حق في مثل هذا النهج المُوحِد .

وهكذا ينشأ التعدي على حقوق الآخرين الفكرية بحجة العروبة، أو التقاليد والعادات، وأيضا الأعراف الاجتماعية، وهي أساسا ً ليست منزلة من السماء ولا مطْلقة، وما هي إلا منظومة من التراكمات السلوكية أو اللفظية. فلا حق للمرء، حينئذ، في أن يمارس حرية معارضة الرأي باسم الجميع أيضا ً ولكن هذه المرة بذريعة أننا مجتمعون وموحَدون على العادات والتقاليد والأعراف، وهذا ما لا يقبله عقل ولا حتى عاطفة .

يعارضون فيقولون " عاداتنا وتقاليدنا لا تسمح" ....."شرقيتنا ترفض" .....علما ً أن العادات والتقاليد تختلف من مكان إلى آخر داخل البلد الواحد. لكن طواغيت الرأي الآخر مصرون على التعامي عن هذه الحقيقة، لا لشيء سوى أنهم يفتقرون إلى الحجج القوية المتماسكة، والذرائع المنطقية، فلم يجدوا غير "نحن" يتسلحون بها، ظنا منهم أن "نحن " ستقهر "أنا " من منطلق الكثرة، لكنها في الواقع هي هزيمة من منطلق أنها جمع في وجه المفرد، ولو أعجبتهم كثرتهم .

**إعلامي بقناة العربية



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرام لا ينفي سمة الإبداع
- الحرام لاينفي سمة الإبداع
- وا
- فلسطين قضية وطنية لا -أمرٌ بالمعروف-
- كيف لو فلسطينيّ كويتيّ أو سوريّ لبنانيّ..!!
- الاجتياح... الحُب والسلاح
- 25 عاماً على صبرا وشاتيلا...ليت الذكرى اعتكفتْ
- شريعة ذكورابي
- باِسْم الدِين ..أطبّاء،زعماء،ورجال إفتاء
- إنقشع القماش عن ساقيْها...فقالوا رذيلة!
- مَن يتزوج مِن غير عذراء !
- لأننا مهووسون بالإثارة
- جرائم قَرَف
- وللسجناء حقوق جنسية
- فلسطينيو العراق…الصورة التجريدية
- -جريمة- ارتكبتها فتاة عربية
- المرأة ليست لحماً مكشوفاً للقطط
- السافرة أيضاً على خُلُق
- -سعودية-.. ونِعْمَ الفتاة
- اليهود ...التفكير سِرّ النجاح


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد أبوعبيد - نًحْنُ