أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوعبيد - إحذِفوا السينما، وليس بعض المَشاهد فقط














المزيد.....

إحذِفوا السينما، وليس بعض المَشاهد فقط


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2161 - 2008 / 1 / 15 - 09:18
المحور: الادب والفن
    


السينما العربية ليست نشازاً عن لحن الرقابة الرسمية أو المجتمعية. هذه الرقابة هي التي تتكاثر عندها أسباب الحد من الإبداع الفني والأدبي،والذي هو في أحسن حالاته مثل البطة العرجاء، إن حاول أهله أن يجعلوه بطة سليمة، صيّره آخرون بطة كسيحة.
إذا نجا الفن من رمضاء الرقابة الرسمية،اكتوى بنار المجتمع المنقسم دوماً حول قيمة الإبداع وتعريفه إلى فسطاطين : واحد لا يُبقي ولا يذر من المحظورات التي ينهال بها على أي من صنوف الفن ليبقيه مُعوقاً،وفسطاط يطلق العنان له حتى يحلّق في السماء المتجردة من الحدود، والخالية من أدوات القمع و"القصقصة".
كأن السينما العربية لا يكفيها ما تعانيه من عدم الإنفاق السخي على إنتاجها وبث الروح فيها،حتى تلطمها أمواج الدعوة إلى بترها وتقزيمها، وإذ بالتسعين دقيقة المفترضة لطول فيلم ،مثلاً، تصبح سبعين حيناً ،وستين أحياناً. لذلك لن تتطور السينما العربية ما دامت قد استسلمت للمقص الرسمي، أو المطرقة الاجتماعية. إن تطورها يعني ،بلا تردد أو ريب،أن تتجاوز الثالوث الناشب أظفاره فيها : النقد السياسي، المسائل الدينية، والقضايا الجنسية التي تتقاسمها المجتمعات قاطبة.

لعل المساحة تضيق إن شاء المرء أن يعدد الأفلام التي إما قزّمتها الرقابة،أو أعادت صياغة بعض مشاهدها حسب أهوائها،وإما وأدتها لحظة المخاض.هذا علاوة على الأفلام التي حاربتها وتحاربها شرائح مختلفة من مجتمعاتنا بحجة مخالفتها للقيم ومنظومة العادات والتقاليد. الحديث هنا ليس عن الأفلام التي لا تحوي سوى الإسفاف والتفاهة والإثارة الرخيصة ،فكل عاقل لن يرضى بها، إنما الكلام هو عن تلك الأفلام التي تناقش مسائل من صلب حياة أي مجتمع ،وتلامس حيثيات حياته الصغيرة والدقيقة ،حتى لو تطلّب الأمر تجسيدها تمثيلاً مباشراً في بعض مناحيها،أو إيحاءً في المناحي الأخرى احتراماً للمُشاهد، واحتراماً لمؤدي الدوْر أيضاً.

أخيرُ هذا السجال بين الفسطاطين، ولن يكون آخره، هو فيلم "حين ميسرة" لمخرجه خالد يوسف.أحد أسباب استعار المواجهة هو المشهد الذي تؤديه الفنانتان سمية الخشاب وغادة عبدالرازق، والذي يحاول رغم بساطته الإشارة صراحة إلى المثلية الجنسية لدى النساء العربيات. ويعجب المرء كيف انقاد البعض بعاطفة مشحونة بالإنفعال غير المنطقي ولا المبرر،إلى فهم المشهد على أنه دعوة لنشر المثلية الجنسية في صفوف العرب.

ولعل ما يزيد المرء تعجباً هو الحجج و القرائن التي يتذرع بها فسطاط القمع ،خصوصاً عندما يقول إن المجتمع الفلاني يخلو من هذه الظاهرة ،عِلْما أنها تبقى سراً قلّما يجاهر بها من اتخذوها منحى لهم في حياتهم،فكيف الحكم،حينئذ، بأن المجتمع لا يعرف مثل تلك الظاهرة ويخلو منها !!.

ما زالت لدينا ،كشرقيين، حساسية من تناول تلك الموضوعات وغيرها، فالأمر ليس مقتصرا ً فقط على الحياة الجنسية. ما يريد البعض منعه سينمائياً وشِعراً وقصصا ً ورسْماً، يتحدث عنه الناس في مجالسهم إسرارا ًو جهاراً.لا بأس، إذنْ، في تجسيده سينمائياً إذا كانت في الأمر رسالة توعوية،أو تحذيرية،أو حتى توضيحية لحال المجتمع، بدلاً من أن نُلبِسه الزي الأنيق ونجمّله بالمكياج.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام جديد وما انجلى الصدأ
- إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -
- بَعد رجال الدين ..سادة الحكم
- صواريخ عقل – عقل
- تفكير مثل الرصاصة
- فياغرا فكرية
- أهلاً يا -عرب إسرائيل-
- إسرائيليات ولكِنْ
- صفات لا تنمحي
- نًحْنُ
- الحرام لا ينفي سمة الإبداع
- الحرام لاينفي سمة الإبداع
- وا
- فلسطين قضية وطنية لا -أمرٌ بالمعروف-
- كيف لو فلسطينيّ كويتيّ أو سوريّ لبنانيّ..!!
- الاجتياح... الحُب والسلاح
- 25 عاماً على صبرا وشاتيلا...ليت الذكرى اعتكفتْ
- شريعة ذكورابي
- باِسْم الدِين ..أطبّاء،زعماء،ورجال إفتاء
- إنقشع القماش عن ساقيْها...فقالوا رذيلة!


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوعبيد - إحذِفوا السينما، وليس بعض المَشاهد فقط