أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - سيّدتي.. إحْذري الضحكةَ والبنطال.. وقراءةَ المقال














المزيد.....

سيّدتي.. إحْذري الضحكةَ والبنطال.. وقراءةَ المقال


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2714 - 2009 / 7 / 21 - 06:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ثمّة ديمومة صِدامية بين هؤلاء المدّعين أن حال المرأة في مجتمعاتنا في أبهى حُلة وأفضل حال، وهؤلاء المثْبتين عكس ذلك بالحجج والقرائن، وكشف الحالات. الأمر ليس بحاجة إلى معجزة علمية، وقدرات خارقة لإثبات الكفة الثانية، بل إن الإبصار بعين واحدة كافٍ لرصد فظاظة وفظاعة القهر الذي يحيق "بالأنثى" الشرقية.
أسماء الغول الفلسطينية ولبنى الحسين السودانية حدّان حادّان لفرز المعقول من اللامعقول، وتقديم حقائق لا يمكن أن ينكرها المرء باستثناء المُصرّين على إطباق إجفانهم على أعينهم حتى يصدقوا أكاذيبهم التى ما هي إلا مساحيق لتجميل بشاعة مجتمعاتنا المحكومة "بشريعة ذكورابي". هذا الشريعة التي تبيح للذكر أن يضحك، مثلاً، بما أوتي من قوة الحبال الصوتية، بينما تصْدر أوامرها أن تتلاصق شفتا المرأة درءاً للابتسامة والتعبير عن ذاتها، وإلا اتُهمِت بالمجون وبالجنون.
لقد نجّانا الدين الحنيف من وأد البنات، فأنزلت علينا العادات والتقاليد وأد فكر البنات وإعدام حرياتهن، فأصبحت الضحكة في قسطاس التقاليد خطيئة يحاسب عليها أرباب المجتمع، ولبس البنطال إثماً يقام على صاحبته الحد بالتعزير وبالجلد. وما الحالتان الفلسطينية والسودانية إلا سياقان يُساقان على سائر المجتمعات الشرقية، وإنْ حاول بعضُها الادعاء بأنه المَثل الأعلى للآخرين، فكلّنا في هذا الهمّ شرق.
ولأن كثير الأفراد عندنا ماهرون في تكبير الصورة، فإن جنحة لبس البنطال، لو قُيّض لصاحبته أن تُجلد، لن تظل في أعين المجتمع جنحة ارتداء فقط، بل سيتعداها الأمر إلى أن تَسُوق الظنونُ أصحابها إلى الاعتقاد بأن المسألة تصل إلى ارتكاب الفاحشة، وإذْ بهم يركبون إثما من الكبائر من حيث يدرون أو لا يدرون، وهي قذف المحصنات. تماما مثلما تصبح تهمة الضحك على البحر في نظر الكثير، وليس البعض، تهمة بارتكاب ما يتخطى مجرد الضحك، وسلخ الأخلاق الحميدة عن صاحبتها. إنها ببساطة قد تنجو من رمضاء القوانين الجائرة لكنها ستحترق بنار النظرة المجتمعية.
إننا الآن أمام مشهد سوداوي يزداد قتامة بدلاً من ابيضاضه، والأدهى عندما يرى بعضنا، إنْ ليس كثيرنا، في السواد بياضاً تحت تفسيرات أوّلتْها منظومة العادات والتقاليد التي تُحْكم قبضتها على أعناقنا ،فصار خرق عادة منها رجساً من عمل الشيطان. وتحت طائلة هذه المنظومة، قدّم لنا معتنقوها قائمة من القوانين التي تحاكَم وفقها "الأنثى" الشرقية حسب أهواء الرجال ، فيعجز المرء حينئذ عن إحصاء قائمة المحظورات على المرأة إلى درجة أنْ أصبحنا فصلاً من فصول التنكيت لدى غيرنا. هذه المحظورات التي جعلت من الضحكة خدشاً للحياء العام، ومن لبس البنطال فاحشة، قد تجعل أيضاً من قراءة هذا المقال ضرباً من ضروب المجون.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديكتاتوريّاتنا الفردية
- فلنُعَرِّبْ.. إنّهُم -يُعبْرِنون-
- جاكسون العربيّ
- رقصُ فلسطين أفضلُ من خِطابها
- لغتُنا..التحْديث.. وظلمُ المرأة
- أقزام في الانتماء
- و كثيرُنا كان قليلا ً
- المُسْتثقِفون
- من يمنح من؟
- المدينة الفاضلة كما أراها
- إحذِفوا السينما، وليس بعض المَشاهد فقط
- عام جديد وما انجلى الصدأ
- إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -
- بَعد رجال الدين ..سادة الحكم
- صواريخ عقل – عقل
- تفكير مثل الرصاصة
- فياغرا فكرية
- أهلاً يا -عرب إسرائيل-
- إسرائيليات ولكِنْ
- صفات لا تنمحي


المزيد.....




- بادري بالتسجيل” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- “خدلك راتب شهري” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- هيني سرور: -المرأة هي التي تدفع أكبر ثمن في الحروب..-
- نحو انتكاسة خطيرة لحقوق المرأة في تونس: تعديل مجلة الأحوال ا ...
- قبل الأوان … قتل العاملات بين تواطؤ الدولة واستغلال السوق
- “7000 دج تنتظرك!” تعرفي على تفاصيل منحة المرأة الماكثة بالجز ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر.. سجلي ...
- تأويلات العدالة: قراءة في مآلات التقاضي في قضايا العنف ضد ال ...
- موسيقى كناوة، عندما تكسر النساء القاعدة
- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - سيّدتي.. إحْذري الضحكةَ والبنطال.. وقراءةَ المقال