أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - رفقا ً بِهنْد














المزيد.....

رفقا ً بِهنْد


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2834 - 2009 / 11 / 19 - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل القصة أن هنداً أنجزت ما تَعِد ، وشفَت أنفُسَ الفلسطينيين مما تجد ،فلا مبرر للهجوم المستبد .لعل في زيارة الفنانة التونسية هند صبري إلى فلسطين منطلقاً من خصخصة الحديث إلى تعميمه ، بالاستدلال بحيثيات زيارتها التي تشابهت صورها سابقا ً ، وستُستنْسخ لاحقا. في السابق لم يلحظ المرء هجوما ً على فنانين عرب زاروا فلسطين ،مثلما هو الهجوم على هند صبري ، وكأن النزعات الوطنية العربية ،خصوصاً الشوفينية، تكيل بمكياليْن ولا تعرف القسطاس المستقيم، وهي التي من المفترض أن تحارب هذه الآفة .

الفلسطينيون في فلسطين تواقون لرؤية العرب بينهم بعد عقود من الحرمان فرضته الظروف السياسية الناشئة عن الاحتلال الإسرائيلي، والتي تغيرت بعض الشيء كنتيجة لاتفاقات أوسلو ، وصار الفلسطينيون يلمسون حراكاً سياسياً ،اقتصادياً ،ثقافياً ، وفنياً على أراضيهم وإنْ لم يتمتعوا بعدُ بالسيادة المطلقة عليها ، وهو حراك يستهدف الفلسطينيين ولمصلحتهم ،لذلك من الغبن أن يؤطر هذا الحراك في خانة "التطبيع" مع إسرائيل ،فدعاة "التطبيع" أنفسهم يرون الوقت لم يحن لتطبيق "التطبيع" بسبب مواصلة إسرائيل احتلالها .

ذريعة "التطبيع" ،وليس في هذا الكلام أية دعوة إليه، صيّرت بعض الفلسطينيين ضحية للرفض العربي لهم ،وخصوصا ً فلسطينيو "إسرائيل"،أو(1948)- وما أكثرالمُسمّيات - حيث العربي الذاهب إليهم هو في المحصلة ذاهب إلى إسرائيل بحكم الأمر الواقع .هنا، قد يفهم المرء المبررات العربية في ما يتعلق بجزئية فلسطينيّي "إسرائيل" ، لكن قد لا يستوعب المبررات لمنعهم من المشاركة في المهرجانات الفنية في بعض الأصقاع العربية ، ومنها الموقّعِة على اتفاقات سلام مع إسرائيل ، بذريعة حملهم الجنسية الإسرائيلية، كُرْها لا حُبا ً،فكانت النتيجة حرمانهم من المشاركة في عمل سينمائي عربي ،أو في مسابقة فنية .

في ما يتعلق بجزئية فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة (فلسطينيي1967)، فإن العربي الذي يقصدهم ،هو ذاهب إلى أراض فلسطينية تحتلها إسرائيل ،ولن يجد نفسه بين يهود إسرائيل ، وإنّ مرور العربي عبر"إسرائيلي" في سبيل الأخ الفلسطينيّ ، من الجائر أن يُسمّى "تطبيعا ً" مع إسرائيل ،لأن الأمر ببساطة تطبيع أخوي مع الفلسطينيّ الذي وجد نفسه خلف بوابة أقفالها في يد الإسرائيليّ . هذا ما فعلته الفنانة هند، وفعله قَبلها نجوم من مصر والخليج وشمال أفريقيا، فهي حضرت فيلمها "صمت القصور" المشارك في مهرجان القصبة السينمائي الدولي، وتمشت في شوارع رام الله المهترئة ،لا تل أبيب الراقية . وصافحت أكُفا ً عربية سُمْرأً ، لا أوروبية بيضا ً، والتقت بلاجئين فلسطينيين ،لا بمهاجرين إلى نتانيا ورمات غان ، ومن استقبلها هو الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا الإسرائيلي شمعون بيريز،فأين التطبيع في ذلك،! إلا إذا صار الفلسطينيّ في عينيْ شقيقه العربي إسرائيليا ً. ،فعلامَ هذه الضجة الكبرى علاما..!!

لم تكن هند الفنانة الأولى التي تخطو صوب فلسطين كما سلف. لقد غنت هناك من قبلُ الفنانة الإماراتية أحلام ، وعلي عبد الستار ، وغنى صابر الرباعي وأحمد الشريف ، ولطفي بشناق ، وهاني شاكر، ومساحة المقال تضيق بتعداد النجوم والمثقفين العرب الذين زاروا أشقاءهم الفلسطينيين ،فهل كل هؤلاء "خائنون تطبيعيون" في قاموس "الشوفينيين" العرب. ! ماذا ،إذنْ، عن منظمات إنسانية وخيرية عربية حيث يتوجه بعض مسؤوليها والعاملين فيها بأنفسهم إلى فلسطين، وخصوصاً المخيّمات، لتوزيع المساعدات والوقوف على احتياجات الفلسطينيين هناك ،فهل يحجمون عن هذه الخطوة الإنسانية بذريعة "بعبع التطبيع" ، وهل ذهبوا إلى هناك "بطاقية الأخفاء" . يبدو أن بعض العرب بحاجة إلى التطبيع مع "مصطلح التطبيع" حتى لا يظل بعبعا ً يُنيب تجافيهم عن تدانيهم من الفلسطينيين . ما هكذا تورد يا ناسُ الأبل.




#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العاطلون عن العقل
- أمّة الأدب لا تتحلى بأدب الحوار
- -أنا-... أذكى شخص في العالَم
- ...ومِن المثقفين مَنْ قَتَل
- إبْطال نظرية داروين.. ماذا عن -الداروينيين- العرب
- الشقيري في الحمّامات
- أمّةٌ تناقض ما تتباهى به
- نتذكرُهم حين باتوا ذكْرى
- ثوْرة أكثرُ نعومة
- سيّدتي.. إحْذري الضحكةَ والبنطال.. وقراءةَ المقال
- ديكتاتوريّاتنا الفردية
- فلنُعَرِّبْ.. إنّهُم -يُعبْرِنون-
- جاكسون العربيّ
- رقصُ فلسطين أفضلُ من خِطابها
- لغتُنا..التحْديث.. وظلمُ المرأة
- أقزام في الانتماء
- و كثيرُنا كان قليلا ً
- المُسْتثقِفون
- من يمنح من؟
- المدينة الفاضلة كما أراها


المزيد.....




- الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شن ...
- بولتون يعلق لـCNN على الضربات الأمريكية: الهجوم قد يُمهّد لت ...
- عرائس بلا تيجان.. صيحة زفاف النجمات في صيف 2025
- تفجير انتحاري في كنيسة بدمشق يودي بحياة 22 شخصا على الأقل
- باريس ترسل طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل
- اليوم الـ11 من المواجهة: واشنطن مستعدّة لمحادثات مع طهران وإ ...
- ضربة واشنطن النوعية: هل نجحت -مطرقة منتصف الليل- في شل البرن ...
- -تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب-.. غروسي في دائرة الات ...
- هند جودة: ماذا يعني أن تكون شاعرا في زمن الحرب؟
- واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه وأكثر من 24 صاروخ توماهو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - رفقا ً بِهنْد