أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - حُكّام كرة القدم ...حُكْم الرّجُل الواحد














المزيد.....

حُكّام كرة القدم ...حُكْم الرّجُل الواحد


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3047 - 2010 / 6 / 28 - 21:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بحسب الدارين في فنون وقوانين كرة القدم، فإن حكام هذه الدورة ارتكبوا الكثير من الأخطاء، ما نجم عنها ظلم لبعض المنتخبات المشاركة ، وفي المقابل منح أهداف مجانية لمنتخبات أخرى، أو حرمانها أهدافا ،حصحص حقها، بسبب سوء تقدير من الحكام ، والنتيجة خلل في نتائج كل مباراة.

وكردّ فعل على ذلك ، تولول وتصرخ الجماهير المتابعة ،خصوصاً من خلال شاشات التلفزة، حيث الرؤية تكون أدق من رؤية المتبوئين أماكنهم في الملاعب ، وتتاح لهم الفرصة لمشاهدة اللقطة أكثر من مرة .ويمكن التخيل أن هذه الجماهير لو كانت موجودة "فيزيائيا" في الملاعب، أو في محيطها، لانتفضت ضد جور الحكام ، وهذا رد فعل إنساني طبيعي وغرائزي ضد الظلم خصوصاً الذي توثقه الكاميرا .
هذا الجور الكروي ناجم عن إعطاء الصلاحيات الكاملة للحَكَم في أن يبتّ سيرورة المباراة والتحكم في صيرورتها ما لا يدع فسحة للريب في أن التفرد في القرارات غير منطقي وغير إنساني ويتسبب في إلحاق الضيم والأذى سواء تعسفاً أو نظراً لسوء التقدير.إن الكلام هنا ليس عن طريقة تحكيم مباريات كأس العالم ،إنما الانطلاق من مثال التحكيم في المباريات للولوج في أجواف أحكام آخرى تتعلق بأرزاق وأعناق البشر ، من دون أن يكون الأمر متعلقاً بمجرد لعبة وإنْ كانت الأكثر مشاهدة على الإطلاق وتوتر الأعصاب، أوتثير الغضب حيناً والفرحة أحياناً ، أوتشعل حرباً ،وذلك استثناء، والأهم ما تولده من متعة خاصة .

ظُلْم حَكم المباراة ،إذا تأكد أنه ظلم، يلحظه حوالي 3 مليارات من البشر، لكنْ كم منهم يعلمون عن إجحاف حكّام من نوع أخر في بشر آخرين !. لذلك تتجلى أبهى صور الديمقراطية في أن الحاكم المسؤول ، سيُسأل من قبل رعيته عن أي قرار يتخذه إنْ كان يلحق الظلم بالناس ، وحتى يسْلم المسؤول الديمقراطي من مساءلة الآخرين له ، يتفادى التفرد في اتخاذ قرارات ،خاصة المصيرية منها والمتعلقة بحياة الناس ،وتكون قرارات الرجل الواحد ، أو حُكم الرجل الواحد .

إن هذا الأمر غير ممثَل فقط في الديكتاتور الحاكم لكل مجتمعه ، فثمة صورٌ أخرى مصغرة عنه ،كرئيس مجلس إدارة شركة ، أو مديرها ، أو وزير ، أو رئيس جامعة أو مدير مؤسسة أو مدرسة ، وصولاً إلى رب الأسرة أو ولي أمرها . فكثيرا ما حدث أن أتخذت قرارات متسرعة من قبل الصور المصغرة عن الديكتاتور الأكبر ،تعسفاً أو تصديقاً لشكوى طرف آخر قد تكون باطلة ونجم عنها سوء تقدير، فتكون النتيجة قطع أرزاق لأرباب عائلات قد لا يسُمح لهم حتى في الاستئناف أو معرفة الأسباب التي جعلتهم في هذا القدر أو المصير.ولأن المظلوم هنا لم يكن يعمل أمام ثلاثة مليارات إنسان ، فتذهب قضيته مع الريح ، بينما ملايين الناس تبقى تردد لسنوات ، إن الحَكم ظلم ميسي ، وجار بحق كاكا ، ولم يكن عادلا مع رونالدو ، ولا منصفاً مع توريس ، وهم من أصحاب الملايين ، وكأن في ملاعب كرة القدم فقط الظلم مرتعه وخيم .



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة موؤودة إلى أبيها القاتل
- أسطول الحرية .. فرصة مشهد المتوسط
- عَرَبْبُوك أمامَ فيسبوكيزم
- -ألف ليلة وليلة- على قائمة الإرهاب
- رسالةُ الحُبّ
- -صرخة حَجَر-..صرخة في وجْه الدراما العربية
- راشيل كوري بطلة أمريكية في رواية فلسطينية
- مائة عام على يوم المرأة
- نَضْحَك لأننا أضحوكة
- آفة العقول غيابها
- ديك ٌ حَسَن الصوْت
- ليسوا قدّيسين
- نحن بألْف خيْر
- عندما بكى ...
- عَنْعناتُنا
- آنَ لماضينا أنْ يصبح حاضراً
- مناقب كرة القدم
- رفقا ً بِهنْد
- العاطلون عن العقل
- أمّة الأدب لا تتحلى بأدب الحوار


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - حُكّام كرة القدم ...حُكْم الرّجُل الواحد