أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - إناث في انتظار -الاغتصاب-














المزيد.....

إناث في انتظار -الاغتصاب-


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3416 - 2011 / 7 / 4 - 21:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ثمة مفاهيم يغلفها البعض في إطار فعل واحد، أو أن تكون في نظرهم مفاهيم يُسْتمد معناها من شكل واحد، كالاحتلال، مثلاً، حين نصوره على أنه فقط من أفعال الجيش، مع أنه يكون أيضاً من أفعال العقل وتأثيرات الفكر.

الاغتصاب ليس في حِلٍ من هذا التأطير، حيث لا يتبادر إلى أذهان البعض، وربما الكثير، سوى أن الفاعل، الذكر في العادة، ينشب أظفاره في جسد الضحية لإشباع غريزته بالإكراه. وانطلاقاً من هذا التأطير الضيق أبيحت صور الاغتصاب الأخرى كما لو أنها ممارسات إنسانية حميدة، فصُرِف النظر عن الضحية ومعاناتها وتداعيات ذلك.

فروق قليلة بين الاغتصاب بفعله التقليدي وأشكاله الأخرى، وأحد أهمها هو أن الاغتصاب التقليدي يعاقِب عليه القانون والعادات، بينما أشكاله الأخرى يجيزها القانون والتقاليد.. يا لها من طامة! فالطفلة التي يقدّمها أهلها عروساً لمن يكبرها بعقود، وهي ذات الجسد الطفولي الغض، إنما عرضوها للاغتصاب برضا من حولها إلا رضاها، بمن فيهم المأذون الشرعي الذي "يُقوْنن" هذا الزواج اللاإنساني، وكان من الأولى أن يحافظ أهلها على بياض عذرية طفولتها لا أن يلطخوها بالأحمر النازف غصباً. إن زواج القاصر هو اغتصاب الطفولة بموافقة الأهل والمأذون.

فرق آخر وهو أن الأهل يخشون ما يسمونه "الفضيحة" في حال تعرض الفتاة الكاعب إلى الاغتصاب بمفهومه التقليدي مع أنها ضحية، فيما الفضيحة هي للفاعل وأهله، في المقابل يبتهجون في حال تعريضها للوجه الآخر للاغتصاب وهو إجبارها على قول "نعم" لمن لا ترغب فيه زوجاً. إنهم، إذن، يخشون فضيحة اغتصاب، ويبتهجون لشكل آخر منه.. يا له من تناقض!

إن الصامتين من مجتمعاتنا العربية والإسلامية أمام أشكال الاغتصاب الأخرى مدانون أيضاً باعتبارهم شاهدين على هذه الجرائم الإنسانية اليومية، وظلوا إما ممارسين لها ومشجعين، أو متفرجين لا يعارضونها مُحمِّلين الدِين ما هو بريء منه ومن أفكارهم.

يُخال إليّ أحياناً أن كل فتاة عربية هي "مشروع" اغتصاب حين تولد، وأن نجاتها من ذلك رهن في يد أهلها، فإن امتثلوا لتعاليم خالقها وأحكام الدين في الرفق بالقوارير، نجت من أنياب العادات الجائرة بحقها، وأما إذا استسلم الأهل للتقاليد الاجتماعية السائدة في التعامل مع "الأنثى"، أحاقت بها مخالب تلك التقاليد في انتظار شكل من أشكال الاغتصاب، لتبقى هي الضحية، وهي المُلامة، وهي من يدفع الثمن، وهي التي تلتصق بها الفضيحة، وهي التي تُحظر عليها ممارسة "لا" النفي والنهي، وإذا تمردت على ضروب الظلم هذه اغتصبها المجتمع مرة أخرى باتهامات باطلة.

كم أنت جبارة أيتها "الأنثى" العربية، تعيشين وسط أنياب اغتصاب متعددة ومازلتِ قادرةً على الابتسامة.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دون الحاجة إلى -العربية- أو -الجزيرة-
- القدس
- حزب النفاق.. الأكثر صدقاً
- احذروا العطْس.. فإنه -مؤامرة- غربية
- المقال.. للعائلات فقط
- مقطع -يوتيوبي- لمدرّس غير -يوطوبي-
- أكبر سجن في العالم.. عند العرب
- خياران لا ثالثَ لهما
- مجتمعٌ بلا امرأة حُرّة .. مجتمعٌ مهزوم
- فتح وحماس .. التحامُ الدم
- وكمْ أبٍ هو حاكمٌ ديكتاتور !!
- مسلمون عكس الإسلام
- جوليانو والرصاصات الخمس
- إيمان العبيدي.. ثورة المغتَصَبات
- الناطقون -باسم الله-
- الشعب يريد إسقاط -النجوم-
- لا تلُمْني في هَواها
- أحزاب الفقاعات
- ويكيكيبس
- في ذكرى التّقسيم ... تقسيمات


المزيد.....




- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - إناث في انتظار -الاغتصاب-