أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - سوريا.. حتى في الكُفرِ جهلٌ














المزيد.....

سوريا.. حتى في الكُفرِ جهلٌ


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من ضمن الفيديوهات التي تنتشر هشيماً في النار موثِقة لمنهجية الحُكام في سوريا- ولا أقول النظام لأن الكلمة إيجابية- والتي تكذبها "الفوفوزيلا" الرسمية كالعادة، كان ثمة مقطع يَظهر فيه جنود سوريون "يستأسدون" بوحشية على عدد من المعتقلين الثائرين، ويطلبون منهم ترديد عبارة كُفر: "لا إله إلا بشار", حاشا لله وكلا, ثم يتبعونها بعبارة أخرى لا تعبر عن الكفر فقط، إنما عن الجهل في كيفية الكفر، وهي: "لا إله إلا ماهر", أيضاً حاشا لله وكلا, فكيف, إذنْ، يُشركون ببشار "إلهاً" آخر، وهو ماهر، ما دام الجنود دعوا إلى "التوحيد" بالأول!!. لا ريب في أن ذلك جهل عقيم.

مَنْ "شبّحوا" للحاكم "سبّحوا" له، وأجبروا، تحت تهديد السلاح، مَنْ وقع في مخالبهم، "كشبيحة"، أن يسجدوا للرئيس، وأن يقدسوه بما يفوق الفرعون. ولم تسلم بيوت الله من هذا الاستهزاء والاعتداء، حيث وثق فيديو عدداً من الجنود وهم داخل مسجد يستهزئون بالصلاة، و"إمامُهم" الساخر في فيه سيجارة مشتعلة، ويتلفظ بكلمات دنيئة ضد أهالي بلدة سورية. والكثير من هذه المقاطع التي لا تدع مجالاً للشك أن يخامر أحدأ في أن جنوداً و"شبّيحة" هم للحاكم عبيدٌ و"سبّيحة".

ليس الموضوع هنا ولوجاً في طبيعة ما يحدث في سوريا، فصاحب الفم السليم يتذوق زلال الثورة ضد الظلم، وصاحب الفم المر يرى فيها "اندساساً" ومؤامرة على "الأم الكبرى الثائرة" وعميدة دول الممانعة والمقاومة، إنما هو محاولة لفهم ماهية الخدمة العسكرية في سوريا، وعلى ماذا يتدرب المجنَّدون، وما مضمون الشعارات المستخدَمة في معسكرات التجنيد، عفواً، معسكرات التعبيد.

من خلال تحليل، أو فهم، هذه الفيديوهات المُشار إليها، يستنتج اللبيب، الذي تكفيه إشارة، أن التدريب يكون على أن الحاكم أهم من الوطن، أو أن الوطن جزء من الحاكم، فلا قيمة له من دون حاكمه، أو لنقل صاحب الوطن، باعتبار أن الديكتاتوريات أتخذت من الأوطان عقارات لها ولنسلها، وأن المواطنين مجرد "خدم" للأنوناكي، وهو مجمع آلهة العالم العلوي كما في "إينوما إيليش" البابلية، وهو الذي اتخذ قراراً بقيادة "أبسو" ومن بعده "تئامات" في القضاء على كل من عكّر نهارهم وأزعج ليلهم. إذنْ، على هذا المنوال الأسطوري يكون التدريب العسكري في سوريا : أيها الجنود، لا تسمحوا للبشر أن يُقلقِوا نوم الحاكم، لذلك سَخّرنا لكم التنانين العسكرية.

لو كانت هذه التصرفات المُقشْعرة للأبدان من فعل جنود إسرائيليين، أو أمريكيين، لرأينا مشهديْن اثنين: انفعال المسلمين أينما كانوا بكل ما تستطيع جعبتهم أن تستوعب من عبارات الشجب والتنديد، تماماً مثلما رأينا في حالتي القس الأمريكي الذي هدد بحرق القرآن، والرسوم المسيئة للرسول "عليه السلام". أما المشهد الثاني، فهو إعداد تمثيلية مُحْكَمة الحبكة في تل أبيب لمعاقبة الجندي اليهودي "غير الخلوق"، الذي أساء لدين غيره. يبدو أن التنديد بالغرب حين تسيء زمرة منهم للمسلمين، أسهل على المسلمين من التنديد بزمرة محسوبة عليهم أساءت واستهزأت بمشاعرهم.

كان من الممكن، إذنْ، أن يأمر من يسجد لله أمام الكاميرات في صلاة العيد بإعداد تمثيلية لمحاكمة من أمَروا الناس بتأليهه والسجود له، على غرار التمثيليات التي يظهر فيها أشخاص مُكرَهون على قول كل ما يشوه صورة الثورة. وحينها يدرك المرء إن كان في سوريا عَدَاءٌ للثورة, أم عداء لله، أم الأثنين معاً.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبرا وشاتيلا.. الذكرى المنسيّة
- نِصْفُ حُرّية أفْضَلُ مِنْ عَدمِها
- العرب والغرب .. نقطة جعلَتْنا نكتة
- الشباب يرسمون مرحلة جديدة
- محمود درويش غائبٌ في حَضْرتِه
- فرصتان أمام المسلمين
- أين استنكار المسلمين لمجزرة النرويج!!
- سيّارة -إسلامية-
- شاكيرا في إسرائيل
- إناث في انتظار -الاغتصاب-
- دون الحاجة إلى -العربية- أو -الجزيرة-
- القدس
- حزب النفاق.. الأكثر صدقاً
- احذروا العطْس.. فإنه -مؤامرة- غربية
- المقال.. للعائلات فقط
- مقطع -يوتيوبي- لمدرّس غير -يوطوبي-
- أكبر سجن في العالم.. عند العرب
- خياران لا ثالثَ لهما
- مجتمعٌ بلا امرأة حُرّة .. مجتمعٌ مهزوم
- فتح وحماس .. التحامُ الدم


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - سوريا.. حتى في الكُفرِ جهلٌ