أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -سَدُّ الذرائع- إذ أصبح سياسة فلسطينية!














المزيد.....

-سَدُّ الذرائع- إذ أصبح سياسة فلسطينية!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 19:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كان "سَدُّ الذرائع" معناهُ "قَفْل باب ما يُتَعَلَّل به" فليس من "مفاوِض سياسي" في العالم، ولا حتى في التاريخ، يضاهي "المفاوِض الفلسطيني" في إصراره على الاستمساك، الذي لا نهاية له في الزمن، بهذا "المبدأ"، الذي إنْ رأيْنا فيه ما يجعله يشبه، ولو قليلاً، مبادئ السياسة (والتفاوض) يظلُّ دخيلاً على السياسة، بمنطقها وعالمها الواقعي؛ ولقد أثبت "المفاوِض الفلسطيني" أنَّه يَفْهَم مبدأ "سَدَّ الذرائع" على أنَّه "السياسة بعينها"، و"سياسته كلها"؛ ولو سُئِلَ عن سبب استمراره في التفاوض (الذي ليس بتفاوض، والذي لا نهاية له في الزمن) مع "نظيره" الإسرائيلي، لأجاب على البديهة قائلاً إنَّ تدمير الذرائع الإسرائيلية، ذريعةً ذريعةً، وإقناع العالم، من ثمَّ، وزيادته اقتناعاً، بأنَّ إسرائيل لا تريد السلام أبداً، هو السبب"!

أمَّا لو فَهِمَ "المفاوِض الفلسطيني" مبدأ "سَدِّ الذرائع" على أنَّه قَطْعُ الطريق المؤدِّية إلى الإثم والمعصية، وعَمِلَ بما يُوافِق هذا الفهم، لَقَطَع بنفسه الطريق المؤدِّية إلى هذا التفاوض مع إسرائيل؛ لأنَّها طريق مؤدِّية سياسياً إلى ما يشبه الإثم والمعصية بمعنييهما الديني.

المفاوِضان عريقات (الفلسطيني) ومولخو (الإسرائيلي) ما زالا يجتمعان في عمَّان برعاية "اللجنة الرباعية الدولية"؛ وإذا كان من شيءٍ اتَّفقا عليه حتى الآن (ولن يتَّفِقا على غيره مستقبلاً، ومهما اجتمعا) فهذا الشيء إنَّما هو وَصْفُ اجتماعاتهما (التي يختلفان في موعِد انتهائها رسمياً) بأنَّها ليست "مفاوضات مباشِرة"؛ وإنَّما محاولة جديدة يبذلانها (بدعوةٍ ورعايةٍ وتشجيعٍ من "اللجنة الرباعية") للاتِّفاق على ما يَسْمَح باستئناف هذه المفاوضات.

وفي هذه المحاولة، التي لن تؤدِّي، هذه المرَّة أيضاً، إلى "نتائج مختلفة"؛ لأنَّ "الأسباب لم تختلف"، يُقَدِّم كلا الطرفين ما لديه من اقتراحات وأفكار وآراء في مسألتي "الحدود" و"الأمن"، فإذا وَجَدا، أو إذا وُجِدَ، أنَّ "الفَرْق" قد تضاءل بما يجعل استئناف المفاوضات المباشرة أمْراً ممكناً، استأنفاها، أو استؤنِفَت.

وقدَّمت إسرائيل، عَبْر مفاوضها مولخو، "وثيقة (في هذا الشأن) من 21 بنداً"؛ لكنَّ هذه البنود، وعلى كثرتها، تتفرَّع جميعاً من أربعة مبادئ، إنْ صَلُحَت لشيء فلا تَصْلُح إلاَّ إلى جَعْل، أو إبقاء، "التفاوض"، فاقِداً معناه ومنطقه، مع الاستمرار فيه إلى ما لا نهاية له في الزمن.

وهذه المبادئ هي: "ضَمِّ المستوطنات الكبيرة، في الضفة الغربية، والأحياء اليهودية، في القدس الشرقية، إلى إقليم دولة إسرائيل"، و"بقاء القدس الشرقية جزءاً من القدس الكبرى، التي تبقى (ولو في معظمها على الأقل) عاصمة أبدية لإسرائيل"، و"تلبية حاجات إسرائيل الأمنية في أجزاء أخرى من أراضي الضفة الغربية، وبما يُفْقِد الدولة الفلسطينية كثيراً من أوجه ومعاني سيادتها (بَرَّاً وجَوَّاً وبَحْراً في الضفة الغربية وقطاع غزة)"، و"جَعْل الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل في صيغة جديدة، تشتمل على كل ما يَضْمَن حلاًّ نهائياً لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في خارج إقليم الدولة اليهودية".

هذا هو "السلام" الذي يكفي أنْ يرى "المفاوِض الفلسطيني" ملامحه في تلك "الوثيقة" حتى يعود إلى استنتاج ما استنتجه، من قَبْل، غير مرَّة، ألا وهو أنَّ إسرائيل لا تريد السلام؛ وهذا هو "السلام" الذي يكفي أنْ يبدى "المفاوِض الفلسطيني" عجزاً عن قبوله حتى يعود نتنياهو إلى قول ما قاله، من قَبْل، غير مرَّة، ألا وهو إنَّ الفلسطينيين لا يريدون التفاوض؛ فهو يَفْهَم بعض المطالب الفلسطينية، والتي فيها يحاوِل الفلسطينيون جَعْل السلام أقلَّ شَبَهَاً بـ "السلام" الذي تريده إسرائيل، على أنَّها دليلٌ على أنَّ الفلسطينيين لا يريدون التفاوض.

من قَبْل، أيْ قَبْل "الربيع العربي"، كان "الاستيطان" هو الميزان الذي تَزِن به إسرائيل مبادرات السلام جميعاً؛ فلا وزن لأيِّ مبادرة إنْ هي تضمَّنت ما يناقِض مصالحها وأهدافها الاستيطانية؛ أمَّا الآن فلا ميزان لديها أهم من "ميزان الأمن"؛ فلتَقِفوا بأنفسكم على ما للسلام من فُرَصٍ حقيقية وواقعية في آخر ما أدلى به نتنياهو من أقوال وآراء.

تدرَّج نتنياهو في أقواله وآرائه المنافية للسلام، فقال: "الأمن (أيْ أمن إسرائيل، وكما يراه هو) هو شرط للسلام (مع الفلسطينيين). وهذا الشرط (أيْ الأمن) هو الآن أهم من السلام نفسه. الربيع العربي جَعَل إسرائيل عُرْضَةً لمخاطر أكثر؛ وهذه الحال (السيئة من وجهة نظر الأمن الإسرائيلي) قد تستمر سنوات عدة؛ وينبغي لإسرائيل، من ثمَّ، أنْ تُنْفِق مزيداً من الأموال لزيادة قواها العسكرية من دفاعية وهجومية. مصر الآن ليست مصر التي عرفناه في عهد مبارك؛ وهذا ما يَجْعَل إسرائيل عُرْضَةً لمزيدٍ من المخاطر الأمنية. الاتفاقيات (أيْ اتفاقيات السلام) هي شيء جميل؛ لكنَّ الواقع (العربي الجديد) يجعلنا ننظر إلى الأمن (الإسرائيلي) على أنَّه شيء أهم من السلام (مع الفلسطينيين الذين رفضوا في السنوات الثلاث الأخيرة التفاوض معنا، ظانِّين أنَّ في مقدورهم فَرْض شروطهم علينا)".

هذا هو وزن السلام بميزان نتنياهو في عهد "الربيع العربي"؛ فأين هي الحكمة السياسية (الفلسطينية والعربية) في عقد اجتماعات، يُقَدِّم فيها كلا الطرفين آراءه ووجهات نظره، توصُّلاً إلى استئناف مفاوضات لن يصلا من طريقها إلاَّ إلى النتيجة نفسها، وهي اقتناع الفلسطينيين أكثر بأنَّ إسرائيل لا تريد السلام، واقتناع إسرائيل أكثر بأنَّ الفلسطينيين لا يريدون التفاوض!

إنَّ سياسة "سَدِّ الذرائع"، التي يواظِب عليها "المفاوِض الفلسطيني"، لن تَصْنَع سلاماً؛ فهي بحدِّ ذاتها ذريعة مفاوِضٍ ضَعُف، وأضْعَف نفسه بنفسه حتى ظُنَّ أنَّ له مصلحة في الضَّعْف!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيءٌ من -فلسفة التاريخ-
- شَرُّ البليَّة ما يُضْحِك!
- -الزمن- إذا -تمدَّد-!
- أسئلة تثيرها -الأزمة السورية-!
- مِنْ أوجه -الأزمة- في -الربيع العربي-!
- مِنَ -الكوزمولوجيا الدينية- إلى -الديانة الكوزمولوجية-!
- -إيران الشمشونية- قَيْد الصُّنْع!
- تسمية خادعة ل -استئناف المفاوضات-!
- -القصور الذاتي- في -فضاءٍ مُنْحَنٍ-
- الديمقراطية الطوباوية!
- الفضاء -الآخر- Hyperspace*
- معنى -النجاح- في مهمَّة -المراقبين العرب-!
- كيف نفهم -الكون-
- -معارِضون- يجب نبذهم!
- -الإصلاح- في الأردن.. طريق أخرى!
- -فلسطين- في -الربيع العربي-!
- اقرأوا هذا الكِتاب!
- -الموت- و-الحياة-!
- -ديمقراطية- أم -فسادقراطية-؟!
- -اللحظة الضائعة- في ثورة مصر!


المزيد.....




- هيفاء وهبي توجه تحية لفريقها الإبداعي في عيد العمال
- مصدران لـCNN يكشفان تفاصيل قرار مغادرة مايك والتز المحتملة ل ...
- إريك ترامب يعلن من دبي عن مشروع عقاري بقيمة مليار دولار.. هل ...
- الجزائر تلاحق إسرائيل بـ -العدل الدولية-
- قضية دمنهور: الحكم بالمؤبد على المتهم بهتك عرض -سبايدر مان- ...
- الخدمة العالمية في بي بي سي تطلق بثاً إذاعياً طارئاً لتغطية ...
- هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه ...
- -القاتل الصامت في منتصف العمر-.. كيف تهدد الساعة البيولوجية ...
- الأسطول الروسي والتقاليد الهندية
- المنفي يمهل مفوضية الانتخابات 30 يوما


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -سَدُّ الذرائع- إذ أصبح سياسة فلسطينية!