أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - الفضاء -الآخر- Hyperspace*















المزيد.....

الفضاء -الآخر- Hyperspace*


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 12:52
المحور: الطب , والعلوم
    



هل الكون (أو كوننا) على هيئة "كرة ضخمة (تزداد ضخامة)"، أو "بالون ضخم (يزداد ضخامة)"؟

إجابة هذا السؤال، بحسب نظرية "الانفجار العظيم" Big Bang، هي "نَعَم؛ ولكن..".

تَأمَّل "غشاء" البالون الذي يتمدَّد (يَكْبُر حجماً) في استمرار، فَتَجِد "سَطْحَاً" له، كسطح الكرة الأرضية؛ وتَجِد، أيضاً، أنَّ في "مطَّاطيَّة" الغشاء يَكْمُن الأساس من التفسير والتعليل لتمدُّده.

أين يقع الكون (كل الكون)؟

إنَّه يقع على "السَّطح" من هذا "البالون"، وعليه فحسب.

وهذا السَّطح "مُنَقَّط"؛ وكلُّ نقطة (من النُّقَط) تَرْمُز إلى "زمرة" من المجرَّات؛ وكل "زُمْرَة" لا تتحرَّك على هذا السَّطْح؛ وما بَيْن "النُّقَط" هو "فضاء" يتمدَّد ويتَّسِع في استمرار، فنرى، من ثمَّ، أنَّ كل "نقطة" تتحرَّك مبتعدةً (أو مرتدةً) عن سائر "النُّقَط".

وهذا "الفضاء البيني (أيْ الفضاء ما بين "النُّقَط"، أو ما بين "زُمَر المجرَّات") إنَّما يتمدَّد ويتَّسِع في استمرار بسبب "الطاقة الداكنة" التي يشتمل عليها (وكأنَّ وجوده من وجودها فيه). وكلَّما تمدَّد هذا الفضاء عَظُم تأثير هذه الطاقة، فتمدَّد أكثر وأسرع.

هل ثَبُتَ وتأكَّد أنَّ هذا "الفضاء البيني"، والذي هو مُنْتَج من منتجات "الانفجار العظيم"، هو الذي يتمدَّد ويتَّسِع؟

وهل ثَبُتَ وتأكَّد أنَّ "النُّقَط"، أو "زُمَر المجرَّات"، لا تتحرَّك (لا تنتقل) في الفضاء، وأنَّ الفضاء بتمدُّده يُباعِد بينها؟

وهل ثَبُتَ وتأكَّد وجود هذا النوع من الطاقة، والمسمَّى "الطاقة الداكنة"؟

وهل ثَبُتَ وتأكَّد أنَّ "الطاقة الداكنة" هي عِلَّة تمدُّد الفضاء، وأنَّ تأثيرها هذا سيَعْظُم مع كل تمدُّد؟

عن كل هذه الأسئلة والتساؤلات نجيب قائلين: "كلاَّ، لم يَثْبُت، ولم يتأكَّد".

هذا الكون، الموجود كله، مع فضائه، على "السَّطح" من "البالون"، إنَّما يتألَّف من ثلاثة أبعاد مكانية، هي: "الطول"، و"العرض"، و"الارتفاع (أو السُّمك، أو العُمْق)".

هل هذا الكون "محدود" أم "غير محدود"؟

إنَّه "محدود" و"غير محدود" في آن.

إنَّه "غير محدود (لا نهائي)"؛ لأنَّك لو سِرْتَ (في الاتِّجاه نفسه، أيْ في مسارٍ مستقيم) في أيِّ بُعْد من أبعاده المكانية الثلاثة، فلن تَصِل أبداً إلى "نهايته (في المكان)"، أو إلى "حافته"؛ وقد تعود إلى النقطة التي منها انطلق سَيْرك.

سيتأكَّد لكَ ذلك إنْ سِرْتَ (في الاتِّجاه نفسه) إلى الأمام، أو إلى الوراء؛ إلى اليمين، أو إلى اليسار؛ إلى أعلى، أو إلى أسفل.

بهذا المعنى هو، أيْ كوننا، "غير محدود"؛ لكن، بأيِّ معنى هو "محدود"؟

إنَّ إجابة هذا السؤال ليست بسهولة إجابة ذاك.

لِنَعُدْ إلى مثال "البالون المتمدِّد"، توصُّلاً إلى إجابةٍ، إنْ ضَرَبْنا عنها صفحاً، تمزَّق منطق نظرية "الانفجار العظيم" إرباً إرْباً.

تَأمَّلْ الآن "البالون العادي" في تمدُّده، فَتَجِدْ "باطناً" لهذا البالون، وتَجِدَ، أيضاً، فضاءً (فراغاً، مكاناً) يتمدَّد فيه البالون؛ ولولا هذا الفضاء لاستحال تمدُّد البالون.

و"باطن" البالون هو، أيضاً، فضاء؛ وهذا الفضاء يَكْبُر حجماً مع كل تمدُّد للبالون.

أمَّا غشاء البالون (وهو الذي يتمدَّد؛ لـ "مطَّاطيَّته") فيظل له "سُمْك" مهما رَقَّ؛ وهذا إنَّما يعني أنَّ لغشاء البالون ثلاثة أبعاد مكانية.

في "البالون الكوني (المتمدِّد)"، وبحسب نظرية "الانفجار العظيم"، يقع الكون كله (مع فضائه) على "السَّطْح" من هذا البالون؛ وهذا "السَّطْح" إنَّما يتألَّف من ثلاثة أبعاد مكانية.

وأحسبُ أنْ ليس ثمَّة ما يمنع (حتى بحسب نظرية "الانفجار العظيم") من تصوُّر هذا "السَّطح"، الذي يضم الكون كله، على شكل، أو هيئة، "حلقة (أو سوار)"، لها ثلاثة أبعاد مكانية.

إنَّ كوننا كله، مع فضائه، وبأبعاده المكانية الثلاثة، موجود ضِمْن هذه "الحلقة"؛ وضِمْنها فحسب.

وهذا التصوُّر، لا ينفي، بل يؤكِّد، وجود، ووجوب وجود، "فضاء آخر"، بعضه يقع في "الباطن" من "بالوننا الكوني"، وبعضه يقع في خارجه؛ وفيه يتمدَّد "بالوننا الكوني".

وهذا "الفضاء الآخر (Hyperspace)" موجود؛ لكنَّه ليس بجزءٍ من كوننا؛ لأنَّه لا يقع على "السَّطْح" منه؛ ولكونه كذلك لا يُمْكننا أبداً أدراك وجوده، أو الاتِّصال به فيزيائياً، وكأنَّ وجوده، ولجهة تفاعُل كوننا معه فيزيائياً، لا يختلف في شيء عن "عدم وجوده".

الموجود منه في داخل، أو باطن، "بالوننا الكوني" إنَّما يَضُم "مركز" الانفجار العظيم، والتمدُّد الكوني؛ والموجود منه في خارج "بالوننا الكوني" إنَّما هو الذي فيه (وإليه) يتمدَّد كوننا؛ وهو، أيضاً، الحيِّز الذي فيه يمكن أنْ تُوْجَد (أو تنشأ وتزول) أكوان أخرى، لا يُمْكننا، أيضاً، إدراك وجودها، أو الاتِّصال بها فيزيائياً.

صَغِّرْ "بالوننا الكوني" ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فإنَّكَ لن تَجِدَ "مركزاً" للكون، ولو أصبح (إذ صَغَّرْتَهُ) بحجم بطيخة؛ ذلك لأنَّ هذا "المركز" لا يقع على "السَّطْح" من "بالوننا الكوني"، والذي (أيْ هذا "السَّطْح") عليه، وعليه فحسب، يقع كل كوننا، بفضائه، وبأبعاده المكانية الثلاثة.

وإنَّ على القائلين بـ "الثقب الأسود" Black Hole، نظريةً ووجوداً، ألاَّ يعترضوا على فكرة، أو نظرية، أو فرضية، "الفضاء الآخر (Hyperspace)"؛ لأنَّ هذا "الثقب" يشتمل على فضاء (بين مركزه وسطحه) لا يُمْكننا أبداً إدراكه، أو الاتِّصال به، وإنْ كان في مقدور "المراقِب التخيُّلي" الموجود في داخل "الثقب الأسود" رؤية كل ما يقع في خارج هذا "الثقب".

وأحسبُ أنَّ "البيضة الكونية (Singularity)"، والتي منها وُلِدَ كوننا على يديِّ "الانفجار العظيم"، تغدو أقرب إلى الفيزياء منها إلى الميتافيزياء إذا تصوَّرْناها "نقطة (مادية)" في بحرٍ من هذا "الفضاء الآخر (Hyperspace)"، على أنْ يستقيم مفهوماً بشحنه بمزيدٍ من "المادية"؛ فكوننا إنَّما هو قطرة في بحر "الوجود" الذي لا نهاية له، لا في المكان، ولا في الزمان.

*هذه المقالة هي إجابة عن أسئلة وتساؤلات تَضَمَّنَتْها رسائل وصلت إليَّ وتختصُّ بمقالتي السابقة (كيف نفهم "الكون").



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى -النجاح- في مهمَّة -المراقبين العرب-!
- كيف نفهم -الكون-
- -معارِضون- يجب نبذهم!
- -الإصلاح- في الأردن.. طريق أخرى!
- -فلسطين- في -الربيع العربي-!
- اقرأوا هذا الكِتاب!
- -الموت- و-الحياة-!
- -ديمقراطية- أم -فسادقراطية-؟!
- -اللحظة الضائعة- في ثورة مصر!
- العقل المُثْخَن بجراح -التعصُّب-!
- -الدكتاتور المثالي- في -مرافعته الإعلامية-!
- الجريدة اليومية في عصر جديد!
- حضارة الجوع!
- -رودوس- التي تتحدَّى -الإسلام السياسي-!
- -الإسلاميون- و-الدولة المدنية-
- -نبوءة- مبارك!
- حقيقة الموقف الإسرائيلي من -الربيع العربي-
- وفي الشتاء.. عادت الثورة المصرية إلى ربيعها!
- قراءة في -فنجان بشار-!
- في -الإصلاح- في الأردن.. هكذا يُفَكِّر الملك!


المزيد.....




- فيديو خاص: ابارتايد المياه في الضفة، سياسي يكشف!!
- ما هو شاي قشر المانجو؟ وهل مفيد لمرضى السكر؟
- إكزيما الرقبة.. علامات الإصابة وهل الوراثة أحد الأسباب؟
- 8 أسباب لترهل عين واحدة دون أخرى.. اعرفها
- تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري
- تأتى بدون سبب.. كل ما تريد معرفته عن متلازمة التعب المزمن
- مسؤول أممي: نفقات حروب 2024 تكفي لتحقيق الأمن الغذائي بالعال ...
- كيف تؤثر المحليات الصناعية على الشهية؟
- الأمير ويليام يعود لمهامه العامة بعد تشخيص إصابة زوجته بالسر ...
- استشارى يقدم روشتة لمساعدة الآباء فى علاج إدمان أبنائهم الهو ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - الفضاء -الآخر- Hyperspace*