أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - حقيقة الموقف الإسرائيلي من -الربيع العربي-














المزيد.....

حقيقة الموقف الإسرائيلي من -الربيع العربي-


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3558 - 2011 / 11 / 26 - 13:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل إسرائيل مع "الربيع العربي" أم ضدَّه؟

إنَّ إجابة هذا السؤال، ومن الوجهة المنطقية الصَّرف، إمَّا أنْ تكون بـ "نَعَم" وإمَّا أنْ تكون بـ "لا"، وإنْ كان "المُجيب" مُلْزَماً، منطقياً أيضاً، أنْ يُعلِّل ويُبرِّر ويشرح حيثيات إجابته، أكانت بـ "الإيجاب" أم بـ "السَّلب".

إسرائيل، وعلى ما أحسب، تَفْهَم "الربيع العربي" على أنَّه "حراك سياسي ـ إستراتيجي" لم يتبلوَّر بَعْد بما يجعله، ماهية وخواص ونتائج، قابلاً لموقف نهائي وقاطع وحاسم تقفه منه، بالسِّر أو بالعَلَن؛ فـ "الربيع العربي" هو ظاهرة (أو حَدَث) قَيْد الصُّنع، وليس ممكناً، من ثمَّ، أنْ يُجاب عن سؤال الموقف منه بـ "نَعَم" أو "لا".

إنَّها، أيْ إسرائيل، تَنْظُر إلى "الربيع العربي" ليس من عيون مؤيِّديه أو معارضيه من العرب، وإنَّما من عيون مصالحها هي، ومن خلال وقائعه، وفي حركته، وبصفة كونه حالة يمكن ويجب أنْ تختلف باختلاف مكانها؛ فـ "الربيع العربي" في تونس، ومن وجهة نظر المصالح الإستراتيجية لإسرائيل، ليس كـ "الربيع العربي" في سورية مثلاً.

وهذا الذي قُلْت إنَّما يعني أنَّ إسرائيل معنية الآن، وفي المقام الأوَّل، بالحركة والتحرُّك بما يمكِّنها من أنْ تدرأ عنها مخاطر "الربيع العربي"، اليوم وغداً، ومن الإفادة من الفرص، أيْ من بعض نتائجه وعواقبه، وبما يمكِّنها أيضاً من التأثير بمجريات الأمور والأحداث والتطوُّرات بما يعود عليها بالنفع والفائدة في الأمرين معاً (درء المخاطر، والإفادة من الفُرَص).

إسرائيل ليس من مصلحتها الإستراتيجية أنْ يتمخَّض "الحراك السياسي ـ الإستراتيجي" في سورية عمَّا يتسبَّب، أو قد يتسبَّب، بتعريض ما تَنْعُم به من أمن وهدوء واستقرار في الجولان، وانطلاقاً من الجولان، إلى الخطر؛ لكنَّها، في المقابل، تَجِد نفسها معنية، ومعنية كثيراً، بأنْ تتطوَّر الأمور والأحداث في سورية بما يجعل "حزب الله" في لبنان يكفُّ عن كونه مَصْدَر تهديد دائماً وكبيراً لأمنها (الإستراتيجي).

وهذا قد يتحقَّق، على ما تأمل هي وتتوقَّع، إمَّا من خلال إغلاق حدود سورية مع لبنان في وجه "حزب الله"، مع ما يترتَّب على ذلك من نتائج وعواقب (منها على وجه الخصوص إغلاق الممرَّات البرِّية لتسلُّح هذا الحزب) وإمَّا من خلال تفجير صراع مسلَّح في داخل لبنان، فيتَّجه سلاح "حزب الله"، في هذه الحال، نحو الداخل (اللبناني).

وتنظر إسرائيل، في الوقت نفسه، بعين القلق إلى الحدود بين سورية والعراق؛ فإنَّ أسوأ احتمال، من وجهة نظرها، هو جَعْل العراق همزة وصل برِّية وجوِّية عسكرية بين إيران وسورية (وبين إيران ومناطق نفوذ "حزب الله" في لبنان، من ثمَّ).

وهذا الاحتمال مع ما يثيره من قلق إسرائيلي إنَّما يعني أنَّ لإسرائيل مصلحة حيوية الآن في أنْ يتغيَّر الوضع العراقي بما يجعل حدود العراق مع سورية مَغْلَقة في وجه إيران؛ وهذا "الغَلْق"، إذا ما تحقَّق، هو ضربة في الصميم لإيران ولنظام حكم بشار الأسد معاً.

وإسرائيل ستكون سعيدة أيضاً، وعلى ما أحسب، إنْ تطوَّرت الأمور والأحداث في سورية بما يورِّط "تركيا أردوغان" في أزمة نزاع عسكري مع سورية (وفي أزمة سياسية كبرى، قد تتحوَّل إلى نزاع عسكري، بين تركيا وإيران). ونظام حكم بشار (وبالتعاون مع إيران، على ما أحسب) قد يساعد في ذلك من خلال لعبه ورقة حزب العمال الكردستاني ضد تركيا، فتضطَّر أنقرة، عندئذٍ، والتي ما زالت "أطلسية"، إلى الدخول في نزاع مسلَّح مع نظام حكم بشار.

لكن على أنقرة في هذه الحال أنْ تَعْرِف كيف تحيِّد أكراد العراق (في هذا النزاع) وكيف تجتذب إليها أكراد سورية ضدَّ نظام حكم بشار، وأكراد إيران ضد طهران.

أمَّا جنوباً فإنَّ الأمر الذي يستأثَّر باهتمام إسرائيل هو ألاَّ يتمخَّض "الربيع العربي" في مصر عن ضرر كبير يلحق بمعاهدة السلام بين الدولتين، أو عمَّا يمكن أنْ يعيد مصر، أو يمهِّد إلى عودتها، إلى حالة الحرب مع إسرائيل؛ فالتغيير السياسي والديمقراطي في مصر يجب، من وجهة نظر إسرائيل، ألاَّ يسير في مسارٍ قد يلتقي أخيراً مع مسار إنهاء السلام بين الطرفين.

إنَّ إسرائيل التي احتاجت زمناً طويلاً إلى تبقي العالم مقتنعاً بأنَّها هي وحدها الدولة الديمقراطية في المنطقة، وبأنَّ العرب لا يَعْرِفون العيش إلاَّ مناخ الدكتاتورية والاستبداد، تحتاج الآن إلى أنْ يعطي "الربيع العربي" من النتائج النهائية ما يجعلها قادرة على إقناع العالم بأنْ العرب إنْ غادروا مربَّع أنظمة الحكم الدكتاتورية فلن يغادروه إلى مربَّع الديمقراطية، وإنَّما إلى مربَّع الفوضى الشاملة مع الاحتراب الأهلي.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفي الشتاء.. عادت الثورة المصرية إلى ربيعها!
- قراءة في -فنجان بشار-!
- في -الإصلاح- في الأردن.. هكذا يُفَكِّر الملك!
- وللجيوش العربية نصيبها من -الربيع العربي-!
- عرب 1916 وعرب 2011
- بديل بشَّار.. نصفه فولتير ونصفه بيسمارك!
- إيران.. هل أزِفَت ساعة ضربها؟
- كيف تفهم الولايات المتحدة -الربيع العربي-؟
- اكتشفوا أنَّ -الربيع العربي- ليس -ثورة-!
- أردوغان التونسي!
- -البحرين- بميزان -الربيع العربي-!
- -الحركة الطبيعية- و-الثلاثية الهيجلية-!
- رسالتان متزامنتان!
- هذا هو جسر الانتقال إلى الديمقراطية!
- وفي القصاص حياة!
- في الأردن.. إصلاحٌ يحتاج إلى إصلاح الحراك!
- -الوسطية- في مناخ -الربيع العربي-
- أوباما الذي -تَغَيَّر- ولم -يُغَيِّر-!
- شعوب الغرب.. إلى اليسار دُرْ!
- د. زغلول النجار يكتشف إشارة قرآنية إلى -النسبية-!


المزيد.....




- مصر.. حملة أمنية واسعة لضبط صناع المحتوى -الخادش للحياء-
- فيديو.. لص حاول سرقة هاتف مراسلة في البرازيل
- مظاهرات في تل أبيب بعد فيديو -الرهائن الجوعى-
- 3 أشياء سامة بغرفة نومك.. تخلص منها فورا
- لجنة التحقيق في أحداث السويداء تبدأ عملها وتقدم -تعهدات-
- تعرف على عادتين بسيطتين تحسنان صحتك النفسية
- إعلام أميركي: ماسك أنفق ملايين الدولارات لاستعادة ود ترامب
- فيديو.. انفجارات قرب محطة زابوريجيا النووية
- بركان ثائر يربك حركة الطيران بإقليم تينجارا الأندونيسي
- تصعيد نووي بين أميركا وروسيا.. مناورة أم اقتراب من الهاوية؟ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - حقيقة الموقف الإسرائيلي من -الربيع العربي-