أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - في الأردن.. إصلاحٌ يحتاج إلى إصلاح الحراك!














المزيد.....

في الأردن.. إصلاحٌ يحتاج إلى إصلاح الحراك!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3520 - 2011 / 10 / 19 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل شمل "الربيع العربي"، بمعانيه "الربيعية"، وإنْ خالطها شيء، أو نزر، من "المعاني الخريفية"، الأردن، شعباً ومجتمعاً ودولةً، أمْ أنَّ الانتساب الأردني إلى هذا الربيع أقرب إلى الشكل منه إلى المحتوى، ويُسْتَدَلُّ عليه فحسب بتزيين هذا الحراك الشعبي، أو ذاك، أو ذلك، بشعار "الشعب يريد.."؟

من غير "حراكٍ شعبي" لا وجود أبداً للظاهرة التاريخية الجديدة المسمَّاة "الربيع العربي"، بمعانيها المستمدَّة والمشتقَّة من القيم والمبادئ الديمقراطية، ومن الانتماء، وقوَّة الانتماء، القومي العربي؛ لكن ليس كل حراكٍ شعبي يمكن ويجب أنْ يكون دليلاً على وجود، أو وصول، "الربيع العربي".

الشعب في الأردن، أي الأردنيون الذين نزلوا، وينزلون، إلى "الشارع"، مغادرين صفوف "الأكثرية (الشعبية) الصامتة (صمتاً ليس كله ذهبياً)"، يَعْلمون الآن، ويتعلَّموا، الأشياء والأمور التي لا يريدون أنْ تبقى وتستمر أكثر في حياتهم السياسية، وفي سائر مناحي حياتهم العامَّة؛ لكنَّهم لم يَعْلَموا بعد، ولم يتعلَّموا، الأشياء والأمور الجديدة التي يريدون؛ فإنَّ كفَّة "الوعي السلبي"، والذي هو وعيٌ من أجل "الهدم (الضروري والحيوي والمفيد)"، ما زالت تَرْجَح على كفَّة "الوعي الإيجابي"، والذي هو وعيٌ من أجل "البناء (الضروري والحيوي والمفيد)".

وإنَّ أخشى ما أخشاه أنْ يظل "الحراك الشعبي"، المتفرِّعة منه فروع كثيرة بما يَعْكِس مصالح فئوية ليست جميعاً، أو دائماً، متصالحةً متوافِقةً، أسير ما يشبه نظرية، أو مبدأ، "الحركة هي كل شيء؛ والهدف النهائي لا شيء"!

وهذه الخشية لها ما يبرِّرها واقعياً؛ فـ "الحراك الشعبي" يمكن أنْ ينمو بما يجعله شاذَّاً عن "الربيع العربي"، بمعانيه "الربيعية"، لسببين، الأوَّل هو عجز "الدولة" عن "الإصلاح (السياسي والديمقراطي..)" بما يُظْهِر ويؤكِّد تمثيلها، وقوَّة تمثيلها، للمصالح العامة، والثاني هو هذا الموات في الحياة الحزبية؛ فليس من أحزاب سياسية لها من الثقل الشعبي والسياسي ما يسمح لها بتنظيم وقيادة "الحراك الشعبي"، ومَلْء "الفراغ القيادي"، الذي يُملأ الآن بقوى ليست من جنس المعاني "الربيعية" لـ "الربيع العربي".

إنَّني لم أرَ، حتى الآن، من القوى التي تُنظِّم وتُحرِّك وتقود إلاَّ ما يجعل "الحراك الشعبي" يتَّسِع جمهوراً، ويضيق بـ "السياسة" التي تستمدُّ شرعيتها من مبادئ وقِيَم "الربيع العربي" التي عرفناها في تونس ومصر على وجه الخصوص.

"الربيع العربي" إنَّما هو "المستقبل" تَصْنَعُه شعوبنا بما يجعلها أقل بُعْداً عن (أو أكثر اقتراباً من) المركز العالمي للقِيَم والمبادئ الديمقراطية والحضارية؛ وليس من المنطق في شيء أنْ نسعى في صُنْع المستقبل بقوى وأدوات ووسائل تنتمي إلى الماضي (بمعانيه التاريخية الخريفية).

ينبغي لـ "الشعب"، قبل أنْ يريد، ومن أجل أنْ يريد ما له مصلحة حقيقية فيه، ومن أجل أنْ يُحقِّق هذا الذي يريد، أنْ يُظْهِر ويؤكِّد وجوده السياسي، الذي لن يَظْهَر ويتأكَّد إلاَّ بـ "حراك شعبي" يسمو عن كل عصبية (أو انتماء) تُفْسِد "المواطَنة"، فكراً وواقعاً وممارسةً، وتُفْرِغ "الديمقراطية" من كثيرٍ من مبادئها وقِيَمها؛ فإنَّ من الأهمية بمكان أنْ نَعْلَم، وأنْ نتعلَّم، أنَّ "المواطَنة" لا تَحْضُر بغياب "المواطنين"، و"الديمقراطية" لا تَحْضُر بغياب "الديمقراطيين".

إنَّ من السهولة بمكان أنْ يعي المرء (والشعب، وكل جماعة أو فئة) الشيء أو الأمر الذي لا يريده، أيْ الشيء أو الأمر الذي يريد له زوالاً سريعاً؛ لكن من الصعوبة بمكان أنْ يعي الشيء أو الأمر الذي يريد له أنْ يَظْهَر إلى الوجود؛ فـ "البناء" يتأتى من طريق "الهدم"؛ لكنَّه لن يتأتَّى من هذه الطريق فحسب؛ ولقد علَّمنا التاريخ أنَّ صراع الشعوب من أجل نَيْل حرِّيتها السياسية إمَّا أنْ يفضي إلى الدولة المدنية والديمقراطية وإمَّا أنْ يفضي إلى الفوضى، وإلى إخراج الصراع عن سِكَّتِه، وتحويله، أو تحوُّله، من ثمَّ، من صراعٍ، يتَّخِذ من المصالح الشعبية العامة وقوداً له، إلى صراعٍ يشبه، لجهة فساده وسخفه، صراع صُلْعٍ على مشط!

والشعب الذي وعى وجوده، وحقوقه، ومصالحه الحقيقية، هو وحده الذي يستطيع سبيلاً إلى إصلاح سياسي وديمقراطي.. حقيقي؛ وهذا الإصلاح كالشجرة لا يُسْتدلَّ عليها، أي على نوعها وجنسها، إلاَّ بثمارها؛ وثمار هذا الإصلاح هي أنْ يتغيَّر النظام الانتخابي والسياسي بما يُشْعِر (ويُقْنِع) الشعب بصِدْق وشرعية تمثيل هيئات الحكم له، وحرصها على حقوقه ومصالحه، وأنْ يأتي التغيير العام بما يُشْعِر (ويُقْنِع) إسرائيل بأنَّ "حق العودة" أصبح كسَيْفٍ جُرِّد من غمده (ضدَّها، وضدَّ كل سعي لها لحل مشكلة اللاجئين في خارج وطنهم، وبما يتنافى مع حقوقهم كما تعيَّنت وتحدَّدت في قرارات الأمم المتحدة).

و"الربيع العربي"، وبنسخه كافة، إنَّما يستمدُّ شرعيته (الثورية والتاريخية) من عدائه، ومن إظهاره العداء، لثالوث الدكتاتورية وإسرائيل ومساعي الولايات المتحدة للهيمنة الإمبريالية؛ فـ "الثلاثة" إنَّما هم "الواحد نفسه؛ لكن بثلاثة أوجه".

"الحراك الشعبي" في الأردن يجب أنْ يُصْلَح هو أوَّلاً، وأنْ يُصْلَح بما يَجْعَل "الإصلاح السياسي والديمقراطي.." نصراً لحقِّين اثنين: "الحق الديمقراطي" و"حق العودة".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الوسطية- في مناخ -الربيع العربي-
- أوباما الذي -تَغَيَّر- ولم -يُغَيِّر-!
- شعوب الغرب.. إلى اليسار دُرْ!
- د. زغلول النجار يكتشف إشارة قرآنية إلى -النسبية-!
- -11 أيلول ثانٍ- ضدَّ إيران!
- حتى يُزْهِر الربيع العربي الدولة المدنية!
- من اقتحام -السفارة- إلى هدم -الكنيسة-!
- هذا -الخَلْط- بين -الجاذبية- و-التسارُع-!
- -ربيع عربي- يَقْرَع الأجراس في -وول ستريت-!
- الرداءة.. كتابةً وكاتباً!
- هل يفعلها التلفزيون السوري؟!
- -يَسْقُط- الضوء!
- خيار نيويورك!
- دفاعاً عن -مادية- المادة.. في الفيزياء!
- -سؤال الهوية-.. أُردنياً وفلسطينياً!
- كمال أردوغان!
- لو زار غزة مصطحباً معه عباس ومشعل!
- -التدليس اللغوي- عند العرب!
- شعب مصر يَحُكُّ جلده بظفره!
- رحلة شيِّقة مع د. همام غصيب في عوالم -النسبية-!


المزيد.....




- استجاب لنداء بالقرب من مكان تواجده.. شاهد كيف أنقذ ضابط شخصً ...
- رأي.. إردام أوزان يكتب: المعركة الخفية.. ملء فراغ السلطة في ...
- زاخاروفا تنشر رسائل روزفلت عن النصر في الحرب العالمية الثاني ...
- إيران تندد باستمرار العقوبات الأمريكية -غير القانونية- وتشكك ...
- تعرض سفينة تحمل ناشطين ومساعدات إلى غزة لهجوم قبالة مالطا
- ما رسائل حكومة لبنان لحزب الله وحماس؟
- أمين عام -الناتو- يقترح على الحلفاء زيادة الإنفاق الدفاعي لض ...
- السفارة الروسية لدى إيران تفتتح حديقة تذكارية تكريما لضحايا ...
- مصر.. القبض على -رورو البلد- بتهمة نشر الفسق والفجور
- الجيش الروسي يدمر معقلا للقوات الأوكرانية في مقاطعة سومي (في ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - في الأردن.. إصلاحٌ يحتاج إلى إصلاح الحراك!