أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - من اقتحام -السفارة- إلى هدم -الكنيسة-!














المزيد.....

من اقتحام -السفارة- إلى هدم -الكنيسة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3512 - 2011 / 10 / 10 - 14:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وهذه المرَّة، أيضاً، اشْتَعَل، أو أُشْعِل، الحريق في "بيت الثورة"، للسبب نفسه؛ فإنَّ كنيسة هُدِمَت، بأمْرٍ من محافِظ أسوان، بدعوى أنَّ بناءها لم يكن قانونياً.

إنَّها "أزمة بناء ـ هدم (أو حَرْق)" الكنائس في مصر "الجديدة ـ القديمة"، والمتفرِّعة من "أزمة هَدْم نظام الحكم القديم وبناء الدولة المدنية"؛ فلو أنَّ المجلس العسكري الحاكم كان صادِقاً في زعمه أنَّه منتَصِرٌ لثورة الخامس والعشرين من يناير (ولمطالبها وشعاراتها وأهدافها وغاياتها) ضدَّ نظام الحكم القديم، وليس ضدَّ "الرأس" منه فحسب، لَمَا بقي من "سببٍ قانوني" لبناءٍ "غير قانوني" للكنائس، ولَمَا وُجِدَ ذلك المحافِظ (ضيِّق الأُفْق، إنْ أحْسنَّا الظَّنَّ فيه) الذي اسْتَسْهَل إصْدار ذلك "الأمْر الإداري"، الذي فيه من "السياسة" ما يَجْعَلَه أكبر من "الأمْر" و"الآمِر" معاً!

إنَّني "أعتذِر" إلى المجلس العسكري الحاكم، وممثِّلي إرادته السياسية في الحكومة والإعلام، عن ابتدائي (في الكلام) من "الأيدي الداخلية" وليس من "الأيدي الخارجية"؛ فلقد اعْتَدتُّ عادة فكرية "سيئة" هي فَهْم "الأيدي الخارجية" على أنَّها أيدٍ لا تَفْعَل فِعْلها، ولا يُمْكنها أنْ تفعله، إلاَّ من خلال، وعَبْر، "الأيدي الداخلية"، والتي هي، على ما أعتقِد، "القوى المضادة" للثورة المصرية، العظيمة والمُلْهِمة، والتي خبَّأت "قرشها الأبيض"، وهو كناية عن إشعال فتيل صراعٍ (دموي وحشي بغيض كريه) بين المسلمين والمسيحيين من المواطنين المصريين، لـ "يومها الأسود"، وهو كناية عن اشتداد وتعاظُم الميل الشعبي إلى استئناف الثورة من أجل إنجاز مهمتها الكبرى التي لم تُنْجَز بَعْد، ألا وهي التأسيس لدولة مدنية ديمقراطية حقيقية من طريق هَدْم نظام الحكم القديم الذي يسعى "الحُكْم البونابرتي"، أي المجلس العسكري الحاكم، إلى حِفْظ وصَوْن أُسسه، وكأنَّه لم يَنْتَصِر لثورة الخامس والعشرين من يناير (على ما بدا في بعضٍ من مواقفه الكلامية) ضدَّ الرأس حسني مبارك إلاَّ لـ "غاية يعقوبية (أو طنطاوية)" هي مَنْع الثورة من أنْ تأتي بنيرانها على بُنْية نظام الحكم نفسه.

إنَّ "طبيعة القيادة" من "طبيعة الصراع"؛ وليس ممكناً، من ثمَّ، أنْ يأتي صراع ديني (بين المسيحيين والمسلمين من مواطني مصر) إلاَّ بقيادة دينية، أيْ بقيادة دينية تقود المسيحيين في صراعهم (الديني، والذي هو صراعٌ يخوضه كلا الطرفين ضدَّ نفسه، ولمصلحة مثيريه ومؤجِّجيه) ضدَّ المسلمين، وأخرى تقود المسلمين في صراعهم ضدَّ المسيحيين.

أمَّا الغاية الكامنة في هذا الصراع، والتي هي غاية مثيريه ومؤجِّجيه، فهي إنقاذ أُسُس نظام الحكم القديم من خلال جَعْل الشعب، الذي اتَّحد في الثورة، وبالثورة، مُتَّحِداً، هذه المرَّة، ضدَّ الثورة، أيْ ضدَّ مطالبها الأوَّلية والأساسية التي لم تُلبَّ بَعْد؛ فإنَّ "المُنْقِذ (للوطن والدولة ووحدة الشعب)" يحتاج إلى غالبية شعبية تَقِف معه، وتسانده وتؤيِّده، في سعيه إلى "إنقاذ" مصر، وإلى إنقاذ نظام الحكم القديم من خلال هذا "الإنقاذ" لمصر، الوطن والدولة والشعب!

لو كان المجلس العسكري الحاكم "مُحِبَّاً" لـ "الدولة المدنية"، وحريصاً على تتويج الثورة المصرية بها، لقرَّر، من قَبْل، وبالاتِّفاق مع "ميدان التحرير"، عاصمة الثورة المصرية، مساواة المصريين جميعاً في الحقِّ في بناء دور العبادة، مع منع "الدولة" من تمويل بناء الجوامع والكنائس؛ فالمؤمنون من المسيحيين والمسلمين، والمتساوون تماماً في "حقوق المواطَنة"، يَبْتَنون، بحرية تامة، وبتمويل منهم أنفسهم، دور العبادة، ولو امتلأت أرض مصر، طولاً وعرضاً، بالجوامع والكنائس!

"الميدان" يجب أنْ يعود، وفوراً، إلى أصحابه الشرعيين، أي شباب ثورة الخامس والعشرين من يناير؛ فَهُمْ وحدهم الذين لهم الحق في ملئه بالمواطنين، وبالشعارات والمطالب الثورية؛ أمَّا المتعصِّبون الدينيون من مسلمين ومسيحيين، والذين هُمْ خير وقود للثورة المضادة، فلا بدَّ من إخراجهم وطردهم؛ ولا بدَّ، في الوقت نفسه، من أنْ تعود الثورة إلى "عصاميتها"، وتَنْظُر إلى المجلس العسكري الحاكم (والذي هو حُكْم بونابرتي لا لبس فيه) بعيون يقظة لا تغشاها الأوهام؛ فليس من ثورة توقَّفت في منتصف الطريق إلاَّ وحفرت قبرها بيديها!

وإذا ظَنَنْتُ ظَنَّاً لا إثم فيه فإنِّي أقول، ظانَّاً، إنَّ سبب ما حلَّ بـ "الكنيسة" يَكْمُن في ما حلَّ بـ "السفارة"؛ فإنَّ في اجتماع العداء (الشعبي) لنظام الحكم الدكتاتوري والعداء لإسرائيل ما يؤسِّس لتحالف واسع عريض (بعضه، وليس كله، موضوعي) ضدَّ الثورة المصرية.

إنَّ أعداءها، الظاهرين والمستترين، في الداخل، وفي الخارج، والذين ما انفكوا يكيدون للثورة المصرية، هُمْ أنفسهم الذين أصْدروا الأمر بهدم الكنيسة، وصبُّوا الزيت على النار؛ فلم يبقَ لديهم من طريق إلى اغتيالها وهي على بُعْد شبر من هدفها (أو انتصارها) النهائي إلاَّ الاقتتال الديني بين المسلمين والمسيحيين من أبناء مصر (ومن أبناء ثورتها العظيمة).

وإنَّها "الضَّارة" التي لا بدَّ من جَعْلِها "نافعة"؛ وليس من نافعة في هذه الضارة إلاَّ أنْ يتعاظم الشعور الشعبي المصري بأهمية وضرورة ابتناء الدولة المدنية الديمقراطية من طريق هَدْم أُسُس نظام الحكم القديم.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا -الخَلْط- بين -الجاذبية- و-التسارُع-!
- -ربيع عربي- يَقْرَع الأجراس في -وول ستريت-!
- الرداءة.. كتابةً وكاتباً!
- هل يفعلها التلفزيون السوري؟!
- -يَسْقُط- الضوء!
- خيار نيويورك!
- دفاعاً عن -مادية- المادة.. في الفيزياء!
- -سؤال الهوية-.. أُردنياً وفلسطينياً!
- كمال أردوغان!
- لو زار غزة مصطحباً معه عباس ومشعل!
- -التدليس اللغوي- عند العرب!
- شعب مصر يَحُكُّ جلده بظفره!
- رحلة شيِّقة مع د. همام غصيب في عوالم -النسبية-!
- إشكالية -حُرِّيَّة الإرادة-.. إسلامياً وماركسياً!
- من نيويورك يبدأ -الربيع الفلسطيني-!
- الولايات المتحدة تكيد ل -الربيع العربي-!
- كيف نفهم -توقُّف الزمن-؟
- -حزب الله- خَلَع -الغار- ولبس -العار-!
- -الربيع العربي- في محاذيره الثلاثة!
- العبوس.. أردنياً!


المزيد.....




- متى تتوقعون الهجوم على رفح؟ شاهد كيف أجاب سامح شكري لـCNN
- السعودية.. القبض على شخصين لترويجهما مواد مخدرة بفيديو عبر و ...
- مئات الغزيين على شاطئ دير البلح.. والمشهد يستفز الإسرائيليين ...
- بايدن يعلن فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات على إيران بس ...
- لماذا تعد انتخابات الهند مهمة بالنسبة للعالم؟
- تلخص المأساة الفلسطينية في غزة.. هذه هي الصورة التي فازت بجا ...
- شاهد: لقطات نشرها حزب الله توثق لحظة استهدافه بمُسيرة موقعًا ...
- ألمانيا تطالب بعزل إيران.. وطهران تهدد بمراجعة عقيدتها النوو ...
- مهمات جديدة أمام القوات الروسية
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - من اقتحام -السفارة- إلى هدم -الكنيسة-!