أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - من نيويورك يبدأ -الربيع الفلسطيني-!














المزيد.....

من نيويورك يبدأ -الربيع الفلسطيني-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 15:17
المحور: القضية الفلسطينية
    




يحقُّ للولايات المتحدة (ولبعض دول الاتحاد الأوروبي) أنْ تَقْلَق وتتخوَّف من العواقب المتوقَّعة، وغير المتوقَّعة، لذهاب الفلسطينيين، في الثُّلْث الأخير من أيلول الجاري، إلى الأمم المتحدة (وإلى جمعيتها العمومية بدايةً) للحصول منها على الاعتراف (الدولي) بدولةٍ لهم، يشمل إقليمها كل أراضيهم التي احتلتها إسرائيل في حرب حزيران 1967، ولقبول هذه الدولة، من ثمَّ، عضواً كامل العضوية في المنظمة الدولية؛ فإنَّ شَحْن "الربيع العربي" بمزيدٍ من طاقة العداء (الشعبي العربي) لسياستها، التي قوامها الانحياز الأعمى والدائم للعدو القومي الأوَّل للفلسطينيين والعرب، هو العاقبة الأولى التي ستترتب على سعيها إلى إحباط هذا السعي الفلسطيني (والعربي) الجديد.

ولو كان لدى إدارة الرئيس أوباما من الجرأة السياسية ما يكفي للنطق بالحقيقة لقالت، ولو تلميحاً، إنَّ نتنياهو (وحكومته) هو السبب هذه المرَّة أيضاً؛ فهو الذي أحبط، من قبل، كل مساعيها لحلٍّ نهائي من طريق المفاوضات بأشكالها المختلفة، فاستبدَّ بالفلسطينيين يأسٌ من "الحل من طريق التفاوض"، ومن "الشريك" و"الوسيط"؛ ولقد كمن هذا اليأس في بعضٍ من أهم الدوافع التي دفعتهم إلى الذهاب إلى نيويورك.

وها هو نتنياهو يوشك أنْ يرفع منسوب العداء الشعبي العربي، وفي زمن عربي مختلف، للولايات المتحدة، من خلال نجاحه، على ما يبدو، في دَفْع إدارة الرئيس أوباما إلى أنْ تبذل جهوداً ومساعي لإحباط المسعى الفلسطيني (والعربي) في الأمم المتحدة.

وأحسبُ أنَّ أهم شيء يمكن ويجب أنْ يفعله الفلسطينيون والعرب الآن، أي حتى بدء الثُّلْث الأخير من أيلول الجاري، هو رفض كل اقتراح تتقدَّم به الولايات المتحدة (أو غيرها) لاستئناف التفاوض السياسي بين حكومة نتنياهو والسلطة الفلسطينية؛ فاعتراف الأمم المتحدة (من خلال جمعيتها العمومية أوَّلاً) بدولة فلسطينية يشمل إقليمها كل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في حرب حزيران 1967، مع قبولها عضواً كامل العضوية في المنظمة الدولية، هو وحده المهمَّة التي ينبغي للفلسطينيين والعرب إنجازها الآن؛ وبعد ذلك فحسب، يصبح ممكناً وجائزاً أنْ تتقدَّم الولايات المتحدة (أو غيرها) باقتراح لبدء مفاوضات جديدة، أي بين "دولتين"، توصُّلاً إلى حلٍّ نهائي للنزاع.

الولايات المتحدة (ومعها إسرائيل وبعض الدول الأوروبية) لن تنجح في إحباط المسعى الفلسطيني والعربي في الجمعية العمومية للأمم المتحدة؛ فغالبية الأعضاء تقف مع هذا المسعى وتؤيِّده؛ لكنَّها يمكن أنْ "تنجح" فحسب في أنْ تُظْهِر للشعوب العربية (الجديدة) وتؤكِّد لها أنَّها ما زالت (وستبقى على ما يبدو) الحليف والحامي الدولي الأوَّل لعدوِّهم القومي الأوَّل.

وهذا "النجاح"، الذي يشبه "نجاح" المرء في أنْ يكون عدوَّا لنفسه ولمصالحه، يمكن أنْ تُعزِّزه الولايات المتحدة، وتَسْتَكْمِله، بعد "الفوز الفلسطيني"، في الأمم المتحدة، من خلال مساعٍ تبذلها، مع بعض حلفائها، لإقامة الدليل على أنَّ الفلسطينيين كانوا قوماً من الأغبياء إذ سعوا إلى دولة لهم من طريق الأمم المتحدة، وليس من طريق التفاوض مع إسرائيل؛ فــ "الحليفان الإستراتيجيان (ضدَّ الحقِّ القومي الفلسطيني)" ما زالا مستمسكين بفكرة مؤدَّاها أنَّ الدولة الفلسطينية يجب ألاَّ تقوم إلاَّ من طريق التفاوض بين الفلسطينيين وإسرائيل؛ لأنَّ ثمَّة "ثَمَناً كبيراً" ينبغي للمفاوِض الفلسطيني أنْ يَدْفعه لإسرائيل في مقابل حصول الفلسطينيين على دولة، أو إذا ما أراد الفلسطينيون أنْ تكون لهم دولة؛ وغنيٌّ عن البيان أنَّ حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بما يرضي إسرائيل هو الجزء الأعظم من هذا الثمن؛ وتَفْهَم حكومة نتنياهو سعي الفلسطينيين والعرب إلى اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية على أنَّه جزءٌ من كُلٍّ، هو السعي (الفلسطيني والعربي) لخفض ذلك "الثمن" كثيراً، أو للحصول على "الدولة" مجَّاناً.

إنَّ اليهود في فلسطين، مع اليهود الذين قَدِموا إلى فلسطين، لم يحصلوا على دولة لهم في فلسطين، هي الدولة المنصوص عليها في قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الرقم 181، من خلال التفاوض مع الفلسطينيين (أو العرب) حتى يحقُّ للولايات المتحدة أنْ تدعو، وأنْ تظل تدعو، الفلسطينيين إلى الحصول على دولة لهم من خلال التفاوض مع إسرائيل؛ وهذا الموقف للولايات المتحدة يَفْقِد البقية الباقية من منطقه السياسي والقانوني والأخلاقي، إذا ما كان له مثل هذا المنطق، مع ثبوت وتأكُّد أنَّ إسرائيل (مع الولايات المتحدة المستخذية لمشيئتها وضغوطها) قد أحبطت، في استمرار، سعي الفلسطينيين إلى الحصول على دولة لهم من طريق التفاوض السياسي (بأشكاله المختلفة) مع الدولة العبرية.

لكنَّ قول الحقيقة هذا لن يكتمل إلاَّ بنصفه الآخر، ألا وهو أنَّ الدولة اليهودية في فلسطين (والتي تستمدُّ شرعيتها الدولية من ذلك القرار الدولي، وبقدر ما تتوافق معه نصَّاً وروحاً) لم تَقُمْ بفضل "قرار التقسيم" فحسب؛ وهذا إنَّما يعني، ويجب أنْ يعني، فلسطينياً وعربياً، أنَّ اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية يجب أنْ يُتَرْجَم، فلسطينياً وعربياً، بأعمال ومواقف من شأنها جَعْل الدولة الفلسطينية حقيقة واقعة؛ وأحسبُ أنْ لا سبيل إلى ذلك سوى المزاوجة بين "التفاوض (بين الدولتين)" و"الانتفاض (الشعبي الفلسطيني الجديد)".

بعد "قرار التقسيم" تَضامَن العرب مع الفلسطينيين بجيوشهم، فكان ما كان؛ وبعد "القرار الدولي الجديد المنتظَر"، والذي فيه تعترف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، لا بدَّ للتضامن العربي مع الفلسطينيين من أنْ يأتي من طريق الشعوب في ربيعها الثوري الذي بدأ من تونس؛ ويجب ألاَّ ينتهي إلاَّ في فلسطين.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة تكيد ل -الربيع العربي-!
- كيف نفهم -توقُّف الزمن-؟
- -حزب الله- خَلَع -الغار- ولبس -العار-!
- -الربيع العربي- في محاذيره الثلاثة!
- العبوس.. أردنياً!
- اليوم سقط ثالثهم.. وغداً رابعهم!
- نارٌ سوريَّة تُنْضِج -الطبخة الليبية-!
- -ارْحَلْ- إذ وصلت إلى -السفير- و-السفارة-!
- ما هو -الفضاء-؟
- إنَّه عدوٌّ للسوريين والفلسطينيين معاً!
- لم يَفْقِدْ الشرعية وإنَّما العقل!
- بعضٌ من أوجه المَسْخ الدِّيني للمادة
- محامون عن -جريمة حماة-!
- أزمة الإرادة الشعبية!
- -الآن- في الكون هي الماضي!
- الثورة المصرية إذ أشهرت إسلامها!
- تأمَّلوا هذه -الشعوذة الكوزمولوجية- للدكتور زغلول النجار!
- ثورات وقودها -الخوف-!
- حاجتنا إلى الفلسفة لن تنتهي أبداً!
- إلاَّ السعودية!


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - من نيويورك يبدأ -الربيع الفلسطيني-!