أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - اليوم سقط ثالثهم.. وغداً رابعهم!














المزيد.....

اليوم سقط ثالثهم.. وغداً رابعهم!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 16:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اليوم سقط ثالثهم.. وغداً رابعهم!

جواد البشيتي

.. فمنهم من سقط، ومنهم من يَنْتَظِر؛ ولقد سقط، اليوم، ثالثهم، "أسد ليبيا"؛ وإنَّ غداً لَيَوْم السقوط لرابعهم، "قذافي سورية"، إلاَّ إذا نازَع اليمنيون أشقاءهم السوريين الحقَّ في أنْ يكون "صالح مُنْتَهي الصلاحية" رابعهم لا خامسهم.

ما أنْ وصلت طلائع ثوَّار السابع عشر من فبراير إلى "الساحة الخضراء"، وطوَّقوا مَعْقِل الطاغية، ورمز حكمه المطلق، في "باب العزيزية"، حتى أخبرني أحد المُصدِّقين لـ "خطاب الإنكار" للحاكم العربي، في الرُّبع الأخير من ساعة حكمه الأخيرة، ومِمَّن يستبدُّ بهم وهم أنَّ "الحقيقة" هي كل ما يُفكِّر فيه الحاكم العربي، وينطق به، أنَّ بشار الأسد غير معمر القذافي، وأنَّ ما حلَّ بـ "أسد ليبيا" لن يحل بـ "قذافي سورية"؛ أمَّا الدليل (المُفْحِم) على صِدْق ما قال، أو على وجاهة ما يقول به، فهو كلام بشار الأسد، قبل سويعات من سقوط القذافي، ولهجته، والهيئة التي ظهر فيها؛ فـ "العلامات" التي أراد الأسد الابن أنْ يرينا (ويُسْمِعنا) إيَّاها ليست "علامات سقوط (وشيك)"، وإنَّما علامات بقاء (وطيد) لحكمه.

وبعدما اتَّخَذ مِمَّا يعوزه الدليل، ويحتاج إلى إثبات، في مزاعم الأسد، "مُسَلَّمةً"، بها يقيس "الصواب" من "الخطأ"، و"الحقيقة" من "الوهم"، شرع يُقارِن بين "القذافي" و"الأسد"؛ وكأنَّه يريد أنْ يُقْنِع نفسه، عَبْر سعيه (الظاهري) إلى "إقناعي"، بأنَّ القذافي سقط؛ لأنَّه مُمْكِن (وضروري) السقوط، ويملك ما يكفي من "مقوِّمات السقوط"، وبأنَّ الأسد لن يسقط؛ لأنَّه ليس من جنس القذافي، وخالِصٌ من خواصِّه السياسية، أي من مثالبه في الحكم، ويملك ما يكفي (ويفيض) من "مقوِّمات البقاء (لا بل الخلود)".

لقد أنكر (سائراً على نهج الأسد نفسه) وجود النهار حتى عندما تكون الشمس في كبد السماء؛ ثمَّ تحدَّاني طالباً الدليل على وجود النهار؛ فهل يَصِحُّ في الإفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل، وإذا ما اقتضت مصلحة بشار أنْ يُنْكِر بديهية كبديهية "أنصاف الأشياء المتساوية متساوية"؟!

إنَّهم ما أنْ يُزوِّروا، إعلامياً وسياسياً، وحتى فكرياً، الحقائق، أي حقائق واقعهم وحالهم، وحقائق واقع وحال شعبهم وثورته، حتى يُسْرِعوا في تصوير هذا المزوَّر من الحقيقة على أنَّه الحقيقة التي لا ريب فيها، ناسين، أو متناسين، أنَّ "النقد المزوَّر" هو خير دليل على وجود، ووجوب وجود، "النقد الحقيقي".

إنَّني رأيتُ بشار، وفي الهيئة التي أراد أنْ يظهر فيها، وسمعت كلامه الذي مداره الرغبة (أي رغبته هو) في أنْ يُقْنِع نفسه، لا غيره، بأنَّ نظام حكمه عصيٌّ على السقوط، وسيكون الصخرة التي عليها تتكسَّر كل ريح؛ ثمَّ قارنتُ بينه وبين القذافي في خطابه الثالث، في يومٍ واحد، والذي وجَّهه إلى شعبه قبل خمس دقائق، فحسب، من سقوطه؛ وإنِّي لأدعوكم إلى أنْ تقارنوا بينهما، أي بين "الزعيمين"، أو بين "الخطابين".

قبل خمس دقائق فحسب من سقوطه ظَهَر القذافي، أو أظْهَر نفسه، في خطابه، على أنَّه الصخرة التي لا، ولن، تهزها ريح، مهما اشتدت وعَنُفَت، و"القائد التاريخي الأعظم" الذي يقود ويُسيِّر الملايين، من الليبيين وغير الليبيين، إلى ما يرضيه، والذي يحبه الشعب حُبَّاً يصعب تمييزه من العبادة.

لو لم يسقط عقيد ليبيا، وعميد الزعماء العرب، وملك ملوك إفريقيا، وذو الأُفْق الذي يسع كل شيء ولا يسعه شيء، بعد خمس دقائق فحسب من "خطاب القوَّة" الذي وجَّهه إلى "شعب ليبيا العظيم"، لقال القائلون به وبنظام حكمه إنَّه باقٍ في الحكم ولو فَنِيَ المحكوم؛ لكنَّنا، والحمد لله، من قومٍ لا يَزِنون القائل (ولو كان القذافي أو الأسد) بميزان أقواله، ولا يملكون من الأسماع ما يشبه سمعه، ولا يرونه من خلال "صورته الإعلامية"؛ فليس من شَبَهٍ، ولو ضئيل، بينها وبين "الأصل"، أي الواقع الحقيقي (الموضوعي) لنظام الحكم وصاحبه.

طرابلس، التي بدت هادئةً وادعةً، مواليةً لـ "أسد ليبيا"، ودليلاً على أنَّ غالبية الشعب تقف مع نظام الحكم "الثوري"، "المعادي للغرب" و"الصليبيين"، و"الغيور على استقلال ليبيا وسيادتها"، و"المقاوِم لإطماع الغرب في نفطها"، هي نفسها التي انقضت عليه انقضاض صاعقةٍ من سماء صافية الأديم؛ فهل يرى "قذافي سورية" في حاضِر طرابلس مستقبل دمشق وحلب؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نارٌ سوريَّة تُنْضِج -الطبخة الليبية-!
- -ارْحَلْ- إذ وصلت إلى -السفير- و-السفارة-!
- ما هو -الفضاء-؟
- إنَّه عدوٌّ للسوريين والفلسطينيين معاً!
- لم يَفْقِدْ الشرعية وإنَّما العقل!
- بعضٌ من أوجه المَسْخ الدِّيني للمادة
- محامون عن -جريمة حماة-!
- أزمة الإرادة الشعبية!
- -الآن- في الكون هي الماضي!
- الثورة المصرية إذ أشهرت إسلامها!
- تأمَّلوا هذه -الشعوذة الكوزمولوجية- للدكتور زغلول النجار!
- ثورات وقودها -الخوف-!
- حاجتنا إلى الفلسفة لن تنتهي أبداً!
- إلاَّ السعودية!
- توضيح ضروري في شأن -ثبات سرعة الضوء-
- -المؤمن- و-الملحد-.. و-ثالثهما-!
- فساد ميتافيزيقي يعتري -الرياضيات الكونية-!
- مصر تَطْلُب مزيداً من الثورة!
- -ثورة- إبليس!
- كان ينبغي ل -الزيدي- أنْ يَخْرُج في استقباله!


المزيد.....




- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...
- خبراء فرنسيون يدونون آثار غزة تفاديا لمحو ذاكرتها التراثية
- الأرصاد الجوية في المغرب: سنة 2024 الأكثر حرارة في البلاد
- كيف يعمل الصحافيون الأجانب على وقع إخطارات الجيش والإنذارات ...
- كيف تستفيد إسرائيل وإيران من الحرب لتجريب الأسلحة والتقنيات ...
- الاتحاد الأوروبي يُضيف الجزائر إلى قائمة الدول عالية المخاطر ...
- ترامب غير متفائل بقدرة الأوروبيين على المساعدة في إنهاء النز ...
- مسؤول عسكري إسرائيلي: إيران بدأت بالتعافي على صعيد الدفاعات ...
- محكمة تونسية تصدر حكما غيابيا بالسجن 22 عاما على المنصف المر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - اليوم سقط ثالثهم.. وغداً رابعهم!