أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -حزب الله- خَلَع -الغار- ولبس -العار-!















المزيد.....

-حزب الله- خَلَع -الغار- ولبس -العار-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 16:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الآن، لا يُرينا، ولا يستطيع أنْ يُرينا، "حزب الله (الشيعي اللبناني)"، وأمينه العام حسن نصر الله، إلاَّ وجهه الآخر، والذي ليس بـ "حَسَنٍ"؛ وكأنَّ الربيع الشعبي الديمقراطي الثوري العربي، وفي ساحته، أو جبهته، السورية على وجه الخصوص، قد تحدَّى "حزب الله" أنْ يتغيَّر (أي أنْ يُغيِّر نفسه بنفسه) بما يسمح له بأنْ يغدو جزءاً من هذا "الربيع"، فإذا به "يحسم أمره"، على افتراض أنْ تكون قيادته قد خاضت، ولو لوقت قصير، "تجربة التردُّد (بين خيارين متضادين)"؛ ولقد جاء "الحسم" بما جعله يزداد شبهاً بنظام حكم بشار الأسد، والذي تُشْبِهه الفاشية، ولا يُشْبِهها.

إنَّنا نفهم ونُفسِّر "حزب الله" كمثل فهمنا وتفسيرنا لكل شيء في الكون؛ فإنَّ هذا الحزب، لن يشذَّ أبداً عن قانون الحياة الأوَّل والأهم، إلا وهو قانون "وحدة وصراع الضدَّين"؛ ولقد أظهر "حزب الله"، وأكَّد، أنَّه (فكراً وموقفاً وخطاباً وممارسةً) اجتماع ما يُكْسِبه التأييد الشعبي (القومي) العربي، ألا وهو "العداء (الفعلي لا اللفظي) المتبادل بينه وبين إسرائيل"، وما يُفْقِده هذا التأييد، ألا وهو وقوفه (الإستراتيجي على ما يبدو) مع نظام الحكم السوري (عديم الشرعية وعديم الوزن الشعبي في آن) ضدَّ شعبه الذي ثار عليه إذ اقتنع بأنَّ ساعة الخلاص (منه) قد أزِفَت، والذي (أي الشعب السوري) تحظى ثورته بتأييد الأُمَّة العربية بأسرها.

أمَّا ما حَمَلَني على التكلُّم عن "حزب الله" على هذا النحو، أي على نحوٍ "عِلْمي" على ما أعتقد، أو أزْعُم، فهو "الذَّاتية" في خطابيِّ وموقفيِّ المؤيِّد له، والمعارِض؛ فـ "المؤيِّد" يتَّخِذ من عداء "حزب الله" لإسرائيل، والذي لا أشُكُّ فيه، ولا أُشكِّك، "شرعيةً" لآراء ووجهات نظر ومواقف مدارها جميعاً هو العداء لثورة الشعب السوري؛ و"المعارِض" يتَّخِذ من انحياز هذا الحزب إلى جلاَّد الشعب السوري سبباً لِبَثِّ ونَشْر فكرة منافية للسياسة، في منطقها العلمي، وفي عالمها الواقعي، ومؤدَّاها أنَّ العداء المتبادل بين "حزب الله" وإسرائيل هو عداء زائف مغشوش غير أصيل.

كلاَّ، إنَّ "حزب الله" أصيل في الأمرين معاً: في عدائه لإسرائيل؛ وإنِّي مع هذا العداء، وإنْ كنتُ ضدَّ بعض دوافعه وأسبابه وحيثياته ومراميه، وفي عدائه للقيم والمبادئ الديمقراطية؛ لكونها متنافية مع القيم والمبادئ التي منها يبتني أساساً لوجوده.

وفي الطرف الآخر، أرى أشباهاً لـ "حزب الله" في هذا التناقُض الواقعي الطبيعي؛ فثمَّة ليبراليون عرب، يناصبون "الحق القومي العربي" عداءً بعضه ظاهر، وبعضه مستتر؛ لكنَّهم يَظْهَرون، في أقوالهم وآرائهم ومواقفهم، على أنَّهم منتصرون لـ "الربيع العربي"؛ وكأنَّ الغاية التي يُنْشِدون هي إحلال أنظمة حكم ليبرالية، متصالحة مع إسرائيل ومع القوى الغربية الإمبريالية، محل أنظمة الحكم المطلق؛ مع أنَّ وعي الدوافع والحوافز الحقيقية لثورات الشعوب العربية يقود إلى استنتاج مؤدَّاه أنَّ هذه الشعوب قد ثارت وتثور؛ لأنَّها ضدَّ اتِّخاذ العداء لإسرائيل (ولو كان حقيقياً) طريقاً إلى حفظ وصون أنظمة الحكم المطلق، وضدَّ اتِّخاذ ثوراتها الشبابية الشعبية الديمقراطية طريقاً إلى قيام أنظمة حكم ليبرالية متصالحة مع العدوِّ القومي الأوَّل للعرب، وهو إسرائيل، ومستخذية للقوى الغربية الإمبريالية، وفي مقدَّمها الولايات المتحدة التي لم تُبْدِ، حتى الآن، ما يدلُّ على أنَّ لها من المصالح الجديدة ما يَحْمِلها على أنْ تغدو صديقة للشعوب العربية، وصادقة في "إيجابية" بعض مواقفها من "الربيع العربي".

إنَّ حسن نصر الله، وفي موقفٍ أراد له أنْ يبدو "جديداً"، مع أنَّه أقرب إلى اللفظي منه إلى الفعلي من المواقف، يؤيِّد "إصلاحاً (سياسياً)" في سورية؛ لكن بما يبقي السلطة الفعلية في البلاد في يد الجلاَّد الأكبر للشعب السوري؛ فما يَحْدُث في سورية الآن، وبحسب وجهة نظر نصر الله، ليس ثورة شعبية ديمقراطية أصيلة (ولو من حيث المبدأ والأساس) وإنَّما ضغوط يتعرَّض لها نظام الحكم السوري من أجل حَمْلِه على أنْ يتنازل (قومياً) لقوى دولية وإقليمية معادية للحقوق والمصالح والقضايا القومية العربية؛ و"الغاية الكامنة" في ما يحدث في سورية الآن، وعلى ما أعلن وأوضح نصر الله، ليست "الإصلاح"، وإنَّما "التنازل"، أي إكراه نظام الحكم السوري، بصفة كونه "الصَّخرة القومية الصَّلبة"، على التنازل، قومياً، لهؤلاء الأعداء الذين لن يتنازلوا له (من خلال إنهائهم، أو مساهمتهم في إنهاء، ثورة شعبه عليه!) إلاَّ إذا انضمَّ إليهم في الحرب على أعدائهم وفي مقدَّمهم "حزب الله".

وفي مزيدٍ من التزوير للحقائق، صوَّر حسن نصر الله ما يحدث في سورية الآن على أنَّه بحيرة من الماء الآسِن الذي يخالطه قليل جدَّاً من الماء الصالح للشرب سياسياً؛ فـ "الأصيل (والنقي والطاهر)" من الحراك الشعبي السوري إنَّما هو الذي تمثِّله جملة من المطالب (الشعبية) التي يمكن أنْ يلبِّيها نظام الحكم بما يحفظ له، ويوطِّد، مقوِّمات وجوده وبقائه؛ وكأنَّ "الصخرة القومية" تَفْقِد صلابتها إنْ تجاوز "الإصلاح" في سورية هذا الحد، وازداد الشعب اقتناعاً بما سعى نظام حكم بشار الأسد إلى إقناعه به إلا وهو أنْ لا إصلاح حقيقياً إلاَّ المتأتي من طريق إطاحته.

"حزب الله" لم يُسْقِط القناع عن وجهه الحقيقي، على ما يَزْعُم أو يتوهَّم بعض خصومه؛ وإنَّما أرانا وجهه الآخر؛ لكنَّ هذا الحزب يكفي أنْ يظلَّ نصيراً لجلاَّد الشعب السوري (ولجلاَّ الأمَّة بأسرها من ثمَّ) حتى يَفْقِد سريعاً، وعلى نحو متسارِع، رصيده الشعبي القومي الذي نما، ونما كثراً، إذ أبدى ما أبدى من بطولة وبسالة في مقاومة الغزاة الإسرائيليين.

وأحسبُ أنَّ هذا الانهيار السياسي والأخلاقي المتسارع لـ "حزب الله"، وأمينه العام، يُرتِّب على الشباب الثوري العربي (وفي سورية على وجه الخصوص) مسؤولية أنْ يُثْبِتوا بالقول والفعل أنَّهم ثورة من أجل الحقَّين معاً، الحق الديمقراطي والحق القومي؛ فالشعوب العربية في حاجة إلى أنْ تعي أكثر مصلحتها (الحقيقية والفعلية) في خوض الصراع ضدَّ عدوَّيها الاثنين، الدكتاتورية وإسرائيل، فلا فَرْق في عدائهما لشعوبنا حتى نجنح إلى المفاضلة بينهما؛ فَرَحِم الله "حزب الله"؛ لأنَّ بعضاً من الموت أنْ يموت المرء وهو ما زال حيَّاً يُرْزَق!
التجربة، والتي هي أصدق إنباءً من الكُتُب، أثبتت، وتُثْبِت، أنْ ليس كل معادٍ لإسرائيل بجب أنْ يكون ديمقراطياً، وأنْ ليس كل ديمقراطي يجب أنْ يكون معادياً لإسرائيل.
ولقد حانت "التجربة الجديدة"، التي فيها، وبها، نُثْبِت أنَّ الديمقراطي الأصيل هو نفسه الأصيل في عدائه لإسرائيل، وأنَّ الأصيل في عدائه لإسرائيل هو نفسه الديمقراطي الأصيل.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الربيع العربي- في محاذيره الثلاثة!
- العبوس.. أردنياً!
- اليوم سقط ثالثهم.. وغداً رابعهم!
- نارٌ سوريَّة تُنْضِج -الطبخة الليبية-!
- -ارْحَلْ- إذ وصلت إلى -السفير- و-السفارة-!
- ما هو -الفضاء-؟
- إنَّه عدوٌّ للسوريين والفلسطينيين معاً!
- لم يَفْقِدْ الشرعية وإنَّما العقل!
- بعضٌ من أوجه المَسْخ الدِّيني للمادة
- محامون عن -جريمة حماة-!
- أزمة الإرادة الشعبية!
- -الآن- في الكون هي الماضي!
- الثورة المصرية إذ أشهرت إسلامها!
- تأمَّلوا هذه -الشعوذة الكوزمولوجية- للدكتور زغلول النجار!
- ثورات وقودها -الخوف-!
- حاجتنا إلى الفلسفة لن تنتهي أبداً!
- إلاَّ السعودية!
- توضيح ضروري في شأن -ثبات سرعة الضوء-
- -المؤمن- و-الملحد-.. و-ثالثهما-!
- فساد ميتافيزيقي يعتري -الرياضيات الكونية-!


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -حزب الله- خَلَع -الغار- ولبس -العار-!