أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - عرب 1916 وعرب 2011














المزيد.....

عرب 1916 وعرب 2011


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بنتائجه (الواقعية) النهائية يُحْكَم على أيِّ عمل، أكان فردياً أم جماعياً؛ فبخواتمها تُقاس الأمور.

إنَّها لقاعدة ذهبية في الحُكْم على الأشياء؛ فـ "الحقيقة (الموضوعية)" إنَّما هي فكرة أتَت الممارَسة، أو التجربة، بما يقيم الدليل على صِحَّتها وصوابها؛ أو هي "التوقُّع" الذي أيَّدته وأثبتته النتائج (العملية) ولم تَذْهَب به.

و"الربيع العربي"، في حُكْمنا النهائي عليه، لن يشذَّ أبداً عن هذه "القاعدة"؛ لكنَّ هذا لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أنْ يُنْظَر إلى هذه الظاهرة التاريخية (العربية) الجديدة بعين "القدرية السياسية (أو التاريخية)"؛ فـ "النتائج النهائية" إنَّما تأتي، دائماً، من طريق "الصراع"؛ و"الصراع" لم ينتهِ بَعْد؛ فحذار من التسرُّع في إصدار الأحكام (النهائية القاطعة).

إنَّ مسارين متضادين (متلازمين) نراهما، وينبغي لنا أنْ نراهما، في "الربيع العربي"؛ فما هو "السلبي (من وجهة نظر المصالح الحقيقية للشعوب العربية)" من هذين المسارين؟

إنَّه التشابه في النتائج والعواقب بين "الثورة العربية الكبرى (1916)" ضدَّ الحكم العثماني، والتي دعت إليها الجمعيات العربية السرية في المشرق العربي، وقادها الشريف حسين بن علي أمير مكة، وبين "الثورة العربية الكبرى الثانية"، أيْ ما يسمَّى "الربيع العربي".

ضدَّ الحكم العثماني، ومن أجل طرد الأتراك من أرض العرب، والتأسيس لدولة قومية عربية، كانت "الثورة (القومية) العربية الأولى"، وكان التعاون (العربي) مع بريطانيا، والذي تمخَّض عمَّا يؤكِّد أنَّه كان (بريطانياً) خديعة كبرى للعرب؛ فالأتراك طُرِدوا، والمشرق العربي تقاسمته بريطانيا وفرنسا، في "اتفاقية سايكس ـ بيكو"، و"الدولة القومية لليهود" بُذِرَت بذورها في فلسطين؛ أمَّا "الدولة القومية العربية" فلم تَقُمْ لها قائمة حتى الآن.

ومع اندلاع واشتداد "الحرب الباردة"، عَرَفَت دول عربية كثيرة ظاهرة "حُكْم العسكر (القوميين)"؛ وهؤلاء لم يمانعوا في أنْ يُشْركوا (شكلياً ليس إلاَّ) في حكمهم قوى من "اليسار (الموالي للاتحاد السوفياتي)"؛ ولقد كانوا زائفين في نزعتهم القومية، وأُصَلاء في عدائهم للديمقراطية، بكل أوجهها ومعانيها.

وفي عهدهم، عَرَفت البلاد العربية تنامياً وتَعاظُماً في مشاعر العداء الشعبي القومي لإسرائيل، ولِمَن يناصرها من قوى دولية وإقليمية، وفي مشاعر العداء الشعبي الديمقراطي للحكم الدكتاتوري الأوتوقراطي، بكل صوره وأشكاله.

ومن رحم هذا العداء وذاك، خرجت "الثورة (الديمقراطية) العربية الثانية"، أيْ ثورات "الربيع العربي"، التي بدت الولايات المتحدة مع حلفائها الأوروبيين الغربيين نصيرةً لها، وكأنَّها مكماهون في نُصرته لـ "الثورة (القومية) العربية الأولى (1916)".

وإذا كان مكماهون القديم قد انتصر (انتصاراً خادعاً) لـ "الحقِّ القومي" للعرب، فإنَّ مكماهون الجديد ينتصر (انتصاراً خادعاً أيضاً) لـ "الحقِّ الديمقراطي" للعرب.

وإذا كانت "الثورة العربية الأولى" قد أخرجت الأتراك من أرض العرب، فإنَّ "الثورة العربية الثانية"، وعَبْر "البوَّابة السورية"، توشك أنْ تعيدهم إلينا، أيْ أنْ تُكْسِب "تركيا أردوغان" نفوذاً إستراتيجياً كبيراً عندنا.

وإذا كانت "التجزئة القديمة" على هيئة "أُمَّة واحدة في نحو عشرين دولة"، فإنَّ "التجزئة الجديدة" قد تكون على هيئة "شعب واحد (السوري أو العراقي أو اليمني..) في دويلات عدة".

وإذا كان الحكم العربي القديم، في قسمه الأكبر، حُكْماً لـ "العسكر (القوميين الزائفين)"، المتحالفين مع "يساريين"، فإنَّ الحكم العربي الجديد، وفي قسمه الأكبر، يمكن أنْ يكون حُكْماً لـ "المشايخ (الديمقراطيين الزائفين)"، المتحالفين مع "ليبراليين"؛ وكأنَّنا شعوب مُقَدَّرٌ لها ألاَّ تَعْرِف أبداً "الدولة المدنية"، فإمَّا أنْ يحكمها "العسكر" وإمَّا أنْ يحكمها "المشايخ"، أي "الإسلاميون الجُدُد".

في "الثورة الأولى"، رأيْنا "الجمعيات العربية السرية"، ورأيْنا أمير مكة يقودها، ويُراسِل مكماهون؛ أمَّا في "الثورة الثانية" فنرى "شباب الفيسبوك"؛ وثمَّة من يدعو إلى رؤية "النصف الآخر" من المشهد.

وهذا الذي قُلْت إنَّما هو بعض من ملامح "المسار السلبي"؛ لكنَّ "المسار الإيجابي (المضاد)" هو الذي، وعلى ما أرى، ما زالت له الغلبة؛ لكنَّ "النتيجة النهائية" لن تأتي إلاَّ من طريق "الصراع" الذي لم ينتهِ بعد، ولن ينتهي عمَّا قريب؛ فـ "الشعب" أقوى وأذكى، هذه المرَّة، من مكماهون ودولته وخِدَعها ومكائدها.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بديل بشَّار.. نصفه فولتير ونصفه بيسمارك!
- إيران.. هل أزِفَت ساعة ضربها؟
- كيف تفهم الولايات المتحدة -الربيع العربي-؟
- اكتشفوا أنَّ -الربيع العربي- ليس -ثورة-!
- أردوغان التونسي!
- -البحرين- بميزان -الربيع العربي-!
- -الحركة الطبيعية- و-الثلاثية الهيجلية-!
- رسالتان متزامنتان!
- هذا هو جسر الانتقال إلى الديمقراطية!
- وفي القصاص حياة!
- في الأردن.. إصلاحٌ يحتاج إلى إصلاح الحراك!
- -الوسطية- في مناخ -الربيع العربي-
- أوباما الذي -تَغَيَّر- ولم -يُغَيِّر-!
- شعوب الغرب.. إلى اليسار دُرْ!
- د. زغلول النجار يكتشف إشارة قرآنية إلى -النسبية-!
- -11 أيلول ثانٍ- ضدَّ إيران!
- حتى يُزْهِر الربيع العربي الدولة المدنية!
- من اقتحام -السفارة- إلى هدم -الكنيسة-!
- هذا -الخَلْط- بين -الجاذبية- و-التسارُع-!
- -ربيع عربي- يَقْرَع الأجراس في -وول ستريت-!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - عرب 1916 وعرب 2011