أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - اكتشفوا أنَّ -الربيع العربي- ليس -ثورة-!














المزيد.....

اكتشفوا أنَّ -الربيع العربي- ليس -ثورة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3531 - 2011 / 10 / 30 - 14:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما هي "الثورة (الشعبية)"؟

إجابة هذا السؤال إنَّما هي نفسها "التعريف"، أيْ تعريف "الثورة (الشعبية)"؛ لكنْ ما معنى أنْ يعود جمهور من "المثقَّفين العرب"، الآن، أيْ في عهد "الربيع (الشعبي الثوري) العربي" إلى "الثورة"، سؤالاً وجواباً (أو تعريفاً)؟

إنَّ "سؤالهم الثوري"، أيْ سؤالهم "ما هي الثورة"، لا يُشْبِه إلاَّ كلمة حقٍّ يُراد بها باطل؛ فهُم لا يسألون الآن "ما هي الثورة (الشعبية)؟"، أو لا يَسْعون في التذكير بتعريف "الثورة"، إلاَّ ليبرِّروا وقوفهم ضد "الربيع العربي"، ومع أنظمة الحكم الأوتوقراطية العربية؛ وكأنَّ الغَرَض، أو القصد، الكامن في سؤالهم هو أنْ يقولوا للناس إنَّ ثورات الشعوب العربية الآن ليست من جنس "الثورة (الشعبية)"، وإنَّ بَوْناً شاسعاً بينها وبين "تعريف الثورة"؛ ولا بدَّ لهم، من ثمَّ، من أنْ ينظروا إلى "الربيع العربي" بعيون يقظة لا تغشاها "الأوهام"، والتي هي، في قولهم ومعتقَدِهم، الشعارات والمطالب الديمقراطية للحراك الشعبي العربي.

"المثقَّفون" الذين يُفكِّرون، و"يُبْدِعون" الفكر، بما يوافِق مصلحتهم في أنْ يظلَّوا يُعْلَفون في زرائب السلاطين العرب، لا مانع يَمْنَعهم من أنْ يلبسوا لبوس "اللينينية"، فيَسْتَشْهِدون على "رأيهم" بـ "آيات بيِّنات" من كتاب "الدولة والثورة" للينين؛ أمَّا الغاية فهي نَسْب "الربيع العربي" إلى شيء لا يمتُّ إلى مفهوم "الثورة" بصلة؛ فهذا "الربيع" ليس بـ "ثورة"؛ لأنَّه يفتقر إلى "النظرية الثورية"؛ و"لا حركة ثورية بلا نظرية ثورية"؛ ولأنَّه يفتقر إلى "القيادة الحزبية الثورية"؛ فـ "العفوية الثورية الشعبية" لا تَصْنع (وحدها) ثورة؛ ولأنَّ صُنَّاعه من الشباب يَعْرِفون "ما لا يريدون"؛ لكنَّهم يجهلون "ما يريدون"؛ فـ "الهدم" لا أهمية ثورية له إذا لم يكن الهادمون بنَّائين، في الوقت نفسه، أيْ يَعْرِفون ماهية وخواص البديل السياسي (والاجتماعي والاقتصادي..).

إنَّهم "مثقَّفون" استنسابيون لجهة صلتهم (وهي صلة انتهازية) بنظريات الثورة، أو بالنظريات الثورية، يأخذون منها ما يخدم مآربهم، وفي مقدَّمها إظهار الولاء لأعداء "الربيع العربي"، ضاربين صفحاً عن "التاريخ (الواقعي)"؛ فإنَّ "كومونة باريس"، التي باركها وأيَّدها ماركس، لم تكن صنيعة أحزاب، والثورة الروسية الأولى كانت ثمرة العفوية الشعبية الثورية؛ ولقد أبدع الشعب فيها مجالس تمثِّل العمال والفلاحين والجنود.

تونس ومصر لم تَخْلوا من الأحزاب، ومن المعارضة الحزبية؛ لكنَّ ثورتيهما خلتا؛ ولقد اندلعتا ونجحتا (في إطاحة الدكتاتورين زين العابدين ومبارك) لأنَّهما وَقَعَتا على حين غفلةٍ من الأحزاب، وبمنأى عن "الحكمة السياسية والثورية" لقيادات المعارضة الحزبية؛ ولأنَّهما أرادتا أنْ تُثْبِتا أنَّ "المعارضة الحزبية" قد أصبحت، أو كادت أنْ تصبح، جزءاً من نظام الحكم الذي حان للشعب إطاحته؛ فـ "الربيع العربي" هو في بعضٍ من معناه ثورة أيضاً على المعارضة الحزبية نفسها.

"الربيع العربي" كان "ثورةً بلا رأس"؛ وإنَّنا لَنَحْمد الله كثيراً على هذه "النعمة الثورية"؛ فلو كان لها "رأس" لذَهبت الثورة، وبقي "الرأس"؛ لكنَّ هذه "الثورة التي لا رأس لها" نجحت (حتى الآن فحسب) في قَطْع "الرأس" من نظام الحكم الاستبدادي؛ ولسوف تنجح عمَّا قريب، أو مستقبلاً، في تقطيعه إرباً إرباً؛ فلا تقنطوا من رحمة "الربيع العربي"؛ فالشباب الثوري العربي اكتشف الطريق، واخترع السلاح، وسيظلُّ، ولو انْتَخَب الشعب "مجلساً تأسيسياً"، أو برلماناً، أو حكومةً جديدة، أو رئيساً جديداً، على مقربة من "الميدان"، فالضغط الشعبي (الثوري والمنظَّم) والذي يرتدي كل مرَّة مطالب وشعارات جديدة هو "الطريق" و"السلاح" معاً؛ وهذا "الضغط" هو الذي سيَخلق، وسيعيد خَلْق، الأحزاب والمنظمات السياسية؛ لأنَّ الديمقراطية الجديدة ليست شعباً يَنْتَخِب، ثمَّ يذهب إلى النوم (السياسي) حتى تدق ساعة الانتخابات التالية؛ فـ "الميدان" للشعب، و"البرلمان" لممثِّليه (الذين يمكن أن يتضاءل تمثيلهم له لعيوب ونقائص تعتري بنية النظام الديمقراطي النيابي نفسه).

ومع تحوُّل "الشعب" إلى "قوَّة سياسية ضاغطة"، تتَّخِذ من "الميادين" مسرحاً لعملها، يعود إلى الظهور بعضٌ من ملامح "ديمقراطية أثينا (القديمة) المباشِرة".

وفي "وول ستريت" رَأيْنا "الربيع العربي" يتطوَّر مفهوماً وممارَسةً؛ فالشباب الثوري في هذا المكان، الذي هو عقر دار الرأسمالية الغربية والعالمية، أبدعوا حراكاً لا يخلو من الأحزاب فحسب؛ وإنَّما من "المطالب"؛ فهُم اكتشفوا أنَّ مناداتهم بـ "مَطْلَب" قد ينهي الحراك نفسه؛ لأنَّ القابضين على زمام الأمر والحُكْم يمكن أنْ يُلبُّوا للثائرين هذا المَطْلَب؛ ولقد كان خيارهم، من ثمَّ، "الحراك بلا مطالب"؛ وإنَّ حراكاً شبابياً شعبياً ثورياً بهذه الماهية يمكن أن يدوم ويستمر حتى يشعر الناس أنَّ الحال قد تغيَّرت (بضغط الحراك الشعبي المستمر) بما أضعف كثيراً الحافز لديهم إلى الحراك، وإلى استمراره؛ وكأنَّ الشعب يقول لحكومته، في هذا الحراك الذي يخلو من المطالب، إنَّني لم أرْضَ بعد، وأطْلُب مزيداً من التغيير؛ فإمَّا أنْ تتوفَّر الحكومة على فِعْل ما يرضيه، وينهي حراكه، من ثمَّ، وإمَّا أنْ تُعْجِزها المصالح الفئوية الضيِّقة عن الفعل بما يرضي الشعب، فتتهيَّأ الأسباب لنشوء قوى سياسية (حزبية) جديدة تمثِّل سياسياً وفكرياً "البديل".

وكل هذا إنَّما يعني أنَّ "العولمة" شرعت تَزُجُّ بـ "الشعب" في معترك السياسة، وتزوِّده الأدوات، وتُسلِّحه بالأسلحة، منهيةً، وإلى الأبد، "السياسة" بصفة كونها "اختصاصاً"، أو عملاً له أهله وأربابه، فالأسوار الصينية التي استمرت قائمة زمناً طويلاً بين "الشعب" و"السياسة" شرعت تتداعى وتنهار.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان التونسي!
- -البحرين- بميزان -الربيع العربي-!
- -الحركة الطبيعية- و-الثلاثية الهيجلية-!
- رسالتان متزامنتان!
- هذا هو جسر الانتقال إلى الديمقراطية!
- وفي القصاص حياة!
- في الأردن.. إصلاحٌ يحتاج إلى إصلاح الحراك!
- -الوسطية- في مناخ -الربيع العربي-
- أوباما الذي -تَغَيَّر- ولم -يُغَيِّر-!
- شعوب الغرب.. إلى اليسار دُرْ!
- د. زغلول النجار يكتشف إشارة قرآنية إلى -النسبية-!
- -11 أيلول ثانٍ- ضدَّ إيران!
- حتى يُزْهِر الربيع العربي الدولة المدنية!
- من اقتحام -السفارة- إلى هدم -الكنيسة-!
- هذا -الخَلْط- بين -الجاذبية- و-التسارُع-!
- -ربيع عربي- يَقْرَع الأجراس في -وول ستريت-!
- الرداءة.. كتابةً وكاتباً!
- هل يفعلها التلفزيون السوري؟!
- -يَسْقُط- الضوء!
- خيار نيويورك!


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - اكتشفوا أنَّ -الربيع العربي- ليس -ثورة-!