أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - تسمية خادعة ل -استئناف المفاوضات-!















المزيد.....

تسمية خادعة ل -استئناف المفاوضات-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3596 - 2012 / 1 / 3 - 11:22
المحور: القضية الفلسطينية
    



إذا كان المفاوِض الفلسطيني "غير مُؤْمِن" فلا غَرْوَ في أنْ نراهُ يُلْدَغ من الجُحْر نفسه (والذي هو كناية عن مفاوضات السلام مع إسرائيل والتي هي المَسْخ بعينه للمفاوضات معنى ومبنى) مرَّتين أو مرَّات ومرَّات؛ وإذا كان "قليل الذكاء"، أو "عديمه"، فلا غَرْوَ، أيضاً، في أنْ نراهُ يُجرِّب الأمر نفسه، أو يخوض التجربة نفسها، غير مرَّة، متوقِّعاً (أو متوهِّماً) أنْ يتوصَّل إلى نتائج مختلفة.

أمَّا إذا كان "مُؤْمِناً" و"ذكيَّاً"، ويسلُك مع ذلك هذا السلوك لـ "غير المُؤْمِن، أو لـ "غير الذكي"، فالمصيبة، عندئذٍ، تَعْظُم؛ ذلك لأنَّ هذا يَدُلُّ على أنَّ لديه من المصالح والدوافع والغايات، التي لا تشبه أبداً المصالح الفلسطينية العامة، والحقوق والقضية القومية للشعب الفلسطينية، ما يُعْجِزه عن أنْ يكون في سلوكه وموقفه مُؤْمِناً وذكيَّاً.

لقد تقدَّمت "فلسطين" إلى مجلس الأمن الدولي، إذ أنْتَج إفراطها في اليأس من "مفاوضات السلام" مع إسرائيل ما رأيْناه من بطولة وجرأة في نيويورك، بطلب قبولها عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة؛ لكنَّ إدارة الرئيس أوباما، التي لم تفعل من قبل شيئاً قد يُخفِّض لدى الفلسطينيين منسوب يأسهم، ويَحْمِلهم، من ثمَّ، على عدم الأخذ بهذا الخيار، عَرَفَت كيف تَحْتَجِز هذا الطلب، وتَحُول بين مجلس الأمن وبين التصويت عليه، من طريق لعبها لعبة "الإعاقة البيروقراطية"، فأفضى هذا "اليأس الفلسطيني الجديد" إلى حَمْل المفاوِض الفلسطيني على العودة عن "يأسه القديم"، أيْ اليأس من خيار "الحل من طريق التفاوض مع إسرائيل".

القيادة الفلسطينية تقول الآن لشعبها (وإنْ لم تَقُلْ) إنَّها عَجِزَت عن فكِّ أسْر "الطلب" الذي تُحْكِم الولايات المتحدة قبضتها السياسية عليه، وإنَّ مؤيِّديها من العرب وغير العرب لم يكونوا أقلَّ منها عجزاً، فما كان لديها من خيار تأخذ به إلاَّ العودة إلى الخيار إيَّاه، أيْ خيار التفاوض مع إسرائيل، والذي لم يُعْطِ من النتائج إلاَّ ما حَمَلَها، من قَبْل، على حَمْل طلب "العضوية الكاملة" إلى الأمم المتحدة؛ وكأنَّها المالك الوحيد في عالم السياسة لكل خيار مُوَلِّدٍ لليأس (منه)!

وهذا "الخيار القديم" ألبسوه الآن لبوساً جديداً لعلَّه يُوفِّق أصحابه في حربهم على كل خيارٍ (فلسطيني) جديد، بمعناه ومبناه؛ فـ "الاجتماع (أو اللقاء)"، في عمَّان بين المفاوِض الفلسطيني عريقات ونظيره الإسرائيلي مولخو، مع حضور "اللجنة الرباعية"، ومشاركتها في جهود ومساعي جَسْر الهوَّة بين الطرفين، لن يكون، بحدِّ ذاته، استئنافاً لمفاوضات السلام؛ لكنَّه قد يعطي من النتائج (في شأن مسألتي الأمن والحدود على وجه الخصوص) ما يؤسِّس لـ "أرضية مشترَكة (بين الطرفين)" لاستئناف هذه المفاوضات، التي، بحسب بيان "اللجنة الرباعية (23 أيلول الماضي)"، ينبغي لها أنْ تفضي إلى "اتِّفاق" بين الطرفين مع حلول نهاية 2012.

أمَّا إذا فشلت هذه المحادثات والاجتماعات، والتي ليست باستئناف لـ "مفاوضات السلام" على ما أوضحت وأكَّدت القيادة الفلسطينية، في الوصول بطرفيها إلى "أرضية مشترَكة" لاستئناف "مفاوضات السلام"، فإنَّ الفلسطينيين، وعلى ما أوضحت وأكَّدت أيضاً القيادة الفلسطينية، سيأخذون، هذه المرَّة، بـ "خيارٍ جديدٍ"، يتواضعون عليه؛ وهذا "الخيار الجديد" لن يكون، بحسب تعريفه السلبي، إلاَّ خيار "نبذ خيار الحل من طريق التفاوض مع إسرائيل".

لِنَعُدْ الآن إلى "العقبة الكبرى" التي حالت حتى الآن بين الطرفين وبين عودتهما إلى "مفاوضات السلام (المباشِرة)"، ألا وهي "عقبة الاستيطان"؛ فالمفاوِض الفلسطيني استمسك بمطلب أنْ تُوْقِف حكومة نتنياهو البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، وفي القدس الشرقية على وجه الخصوص، قبل، ومن أجل، استئناف "مفاوضات السلام"؛ أمَّا إسرائيل فظلَّت مصرَّة على عدم تلبية هذا المطلب، بدعوى أنَّه يمثِّل "شرطاً (فلسطينياً) مسبقاً" لاستئناف هذه المفاوضات، التي ينبغي لها أنْ تُسْتأنف، بحسب وجهة نظر حكومة نتنياهو، من غير أنْ تُوْقِف إسرائيل نشاطها الاستيطاني في أراضٍ (فلسطينية) ضَمِنَت لها الولايات المتحدة (في عهد إدارة الرئيس جورج بوش) أنْ يأتي "اتِّفاق الحل النهائي" بما يجعلها جزءاً من إقليم دولتها.

وكان السؤال الذي أُجيب عنه الآن هو "كيف تُسْتأنف هذه المفاوضات من غير أنْ تُوْقِف إسرائيل نشاطها الاستيطاني، أو من غير أنْ تلتزم (علانيةً) وقفه؟".

"الاجتماع (في عمَّان) بين عريقات ومولخو (في رعاية "اللجنة الرباعية")" كان هو "الجواب"؛ فهذا "الاجتماع" صُوِّر فلسطينياً على أنَّه ليس بـ "استئناف لمفاوضات السلام"، ولا يحقُّ للمفاوض الفلسطيني، من ثمَّ، أنْ يشترط لعقده، ولعقد أمثاله، أنْ تُوْقِف إسرائيل نشاطها الاستيطاني.

لكن، كيف لهذا "الاجتماع" ألاَّ يكون استئنافاً لمفاوضات السلام وهو الذي يُراد له أنْ ينتهي باتِّفاق الطرفين على حلِّ مشكلتيِّ "الأمن" و"الحدود"، وعلى التأسيس، من ثمَّ، لـ "أرضية مشترَكة" لاستئناف مفاوضات السلام؟!

والغاية الكامنة في هذا الحل (لمشكلتي "الأمن" و"الحدود") وفي ما بُذِل، ويُبْذَل، من جهودٍ للتوصُّل إليه، قبل، ومن أجل، استئناف مفاوضات السلام، إنَّما هي أنْ يَكُف "استمرار النشاط الاستيطاني" عن كونه "عقبة"؛ فـ "الحدود" يجب أنْ تُحَلَّ مشكلتها بما يَنْقُل "الأراضي"، التي يتَّخِذها النشاط الاستيطاني مسرحاً له، من "المِلْكية الفلسطينية" إلى "المِلْكية الإسرائيلية"، عملاً بمبدأ "تبادُل الأراضي" بين الطرفين.

ومع ضَمِّ هذا الحل إلى حلِّ مشكلة "الأمن"، بما يجعل تلبية الفلسطينيين لحاجات إسرائيل الأمنية أساس وجوهر ما يمكن أنْ تملكه دولتهم المقبلة من سيادة، لن يبقى لدى الولايات المتحدة من سببٍ يدعوها إلى عدم الإفراج عن طلب "العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة".

إنَّ اجتماعاً (أو اجتماعات) غايته الاتِّفاق على حلِّ مشكلتي "الأمن" و"الحدود"، وعلى التأسيس لـ "أرضية مشترَكة (بين الطرفين)" لاستئناف مفاوضات السلام، لا يمكن أنْ يُفْهَم إلاَّ بصفة كونه استئنافاً فعلياً لهذه المفاوضات مع استمرار إسرائيل في نشاطها الاستيطاني، أو مع استمرارها في عدم التزام وقفه أو تجميده.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -القصور الذاتي- في -فضاءٍ مُنْحَنٍ-
- الديمقراطية الطوباوية!
- الفضاء -الآخر- Hyperspace*
- معنى -النجاح- في مهمَّة -المراقبين العرب-!
- كيف نفهم -الكون-
- -معارِضون- يجب نبذهم!
- -الإصلاح- في الأردن.. طريق أخرى!
- -فلسطين- في -الربيع العربي-!
- اقرأوا هذا الكِتاب!
- -الموت- و-الحياة-!
- -ديمقراطية- أم -فسادقراطية-؟!
- -اللحظة الضائعة- في ثورة مصر!
- العقل المُثْخَن بجراح -التعصُّب-!
- -الدكتاتور المثالي- في -مرافعته الإعلامية-!
- الجريدة اليومية في عصر جديد!
- حضارة الجوع!
- -رودوس- التي تتحدَّى -الإسلام السياسي-!
- -الإسلاميون- و-الدولة المدنية-
- -نبوءة- مبارك!
- حقيقة الموقف الإسرائيلي من -الربيع العربي-


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - تسمية خادعة ل -استئناف المفاوضات-!