أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثوراتُ العربيةُ أعودة للوراءِ أم قفزة للإمام؟














المزيد.....

الثوراتُ العربيةُ أعودة للوراءِ أم قفزة للإمام؟


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3600 - 2012 / 1 / 7 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تبدو الآن وبشكل أوضح عمليات عودة الأمم العربية والإسلامية إلى جذورِها وبشكلٍ حديث متردد.
إن المزواجةَ بين الماضي والحداثة تظهرُ بشكلٍ معقد مركب.
هنا تعيدُ الأممُ الإسلاميةُ استنساخَ التجربة الأوروبية الغربية بشكلٍ مختلفٍ متجاوزٍ تبعاً لمستوى تطورها.
تجربةُ الحداثةِ الأوروبية الغربية اعتمدتْ على بناءِ أسواقٍ موحدةٍ في داخل كل دولة، ثم في مجموعةٍ من الدول، ثم في القارة، وقد استغرق ذلك قروناً عديدة!
توحدُ الأسواقِ عمليةٌ مكلفة صعبة خطرة حتى في التاريخ الأوروبي، فهي قد مشت فوق جذور التفكك والسلطات المحلية المنغلقة والجماعات القرابية المضادة والأفكار الجامدة وسلطات الكنائس الممانعة للحداثة وللتوحد بقيم جديدة مختلفة عن جمود الوعي الديني القديم.
في حين حدثت عملياتُ التوحد العربية والإسلامية بقفزات، عبر حركات دينية توحيدية وعبر حركات ليبرالية في بعض البلدان المتقدمة عن محيطها ومن خلال أنظمة قومية مركزية عسكرية.
كلُ حركةٍ سواء دينية أم تحديثية جرت في ظروفها الخاصة، وفي بُنى مختلفة، لكنها ذات روابط قومية وإسلامية مشتركة، في الجزيرة العربية وليبيا ما كان التوحيد ممكناً إلا عبر حركات دينية هي الوهابية والسنوسية، في مصر عبر السلطة المركزية التي اتخذت أشكالاً بدءًا من المماليك مروراً بمحمد علي حتى جمال عبدالناصر.
وهكذا فإنه في كلِ دولةٍ أخذ التطورُ الاجتماعي لباسَهُ من خلال الظروف الملموسة لكلِ شعب، وهو في هذا التلون يتجمعُ كذلك عبر العلاقات العربية المشتركة المختلفة، الثقافية خاصة.
وهكذا فإن الحركات ذات الأجنة الديمقراطية كانت تغيرُ البناءَ التقليدي لكل دولة، لكن ذلك يتسارع مع حركاتِ الدول المركزية ذاتِ التشكيلاتِ الطبقيةِ الأكثر تطوراً، وهي المقاربةُ للتوحيد والتحديث أكثر من غيرها، والتي تأخذُ البذورَ الأوروبية التحديثية وتغلغلها في بُناها التي تتصارع معها ولا تتشربها إلا بعد أن تغدو عربية.
توجهت الحداثة الأوروبية إلى الصراع مع الدين الذي كان هو المركزية الواحدة المعرقلة للتطورات الرأسمالية الداخلية لكل بلد، فيما كانت الأديان والأفكار التحديثية تسيرُ جنباً لجنب عربياً، وتتبادل مواقعها بحسب قدرتها على إحداث التطورات التحولية في كل مرحلة.
في مرحلةٍ تحرنُ الأفكارُ الدينية وتعجز عن فهم محتوى التطور كما في المرحلة (الاشتراكية) خاصةً، التي تطلبت نمواً في رأسماليات الدول المركزية، وتسريعاً في التصنيع، ثم وصلت هذه المرحلة إلى اختناقها بسبب الشموليات وخنق الرأسماليات الخاصة الحرة.
مرحلةُ جمودِ الأفكارِ التقدمية التحديثية ليست أبدية، كما أن هيمنةَ الأفكارِ الدينية ليست مطلقة كذلك، فإن البنى الاجتماعية وحاجاتها إلى التغيير والتصنيع وتنمية القوى المنتجة البشرية والمادية وإعادة هياكل الإنتاج وتوزيع الثروات، هي القوانينُ الموضوعيةُ الداخلية الغائرة في التطوراتِ والتي تفرملها أو تدفعُ بها، بحسب مستوى الوعي البشري في كلِ بنيةٍ عربية، ومدى إدراك القوى السياسية والفكرية لتلك الحاجات المتوارية.
تسارع التطورات السياسية الثورية العربية يشيرُ إلى هذه الرغبة الغامضة غير المتبلورة سياسياً في تكوين السوق الموسعة المناطقية العالمية الموحَّدة للعرب والمسلمين عامة.
وفيما يعمل الليبراليون والتقدميون على التركيز فيما هو تحولي عالمي، في كل مرحلة ومن خلال مشارب اجتماعية متعددة، يشير الدينيون إلى كل ما هو ملتزم بالتاريخ المحلي، وبالتقاليد، والإرث المنقول عن الماضين.
الضرورة الراهنة هي كذلك تكمنُ في توسيع الأسواق، في مركزيتها وتوسيع قطاعات الإنتاج الحديث، وتنويعها، وتغيير حشود العائلات الخارجة عن الإنتاج، ودمجها بالأسواق، وتغيير نمط العلاقات الاجتماعية وعقليات العمل، وتقليص حشود البيروقراطيات وميزانيات التسلح الرهيبة، وتعاون وثيق دقيق بين القطاعات العامة الصناعية العلمية القائدة وبين القطاعات الخاصة المتعددة، وإحداث المقاربة بين غرب الوطن العربي وشرقه عبر تعاون جديد متطور.
لكن الضرورات شيء وأشكال الوعي السياسي الاجتماعي المتنوعة والمتصارعة شيء آخر!
حيث يحدث التركيز في المصالح الخاصة بالجهويات والطوائف والأقاليم، وعلى هيمنة الذكور، والثقافة المحافظة، وتحدث عملية ارتداد داخل الثورات، لكن القوى الايجابية والمهتمة بالتقدم العام تقف ضد ذلك. نلاحظ هنا أن التطرف في المركزية والاستبداد والتنمية الفوقية أدى إلى تطرف مضاد الآن عبر تغيير أو نسف المركزية.
إن القوى المحلية وجماعات الاقطاع تستعيد بعضاً من سلطاتها، ومن هنا أهمية التحالفات الديمقراطية التحولية لعدم تفكك البُنى السياسية الاجتماعية واستغلال الموارد للتنمية الشاملة.
فغالباً ما تصدم القوى القديمة والجديدة مع بعضها بعضا لكن الضرورات تظهر من خلال الأحداث والمصادفات والبحث والنضال الواسع الجبهوي بين القوى السياسية الاجتماعية لاستكمال الثورة الصناعية المتقدمة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعاراتُ والدعاياتُ حسب الزبائن
- المقاتلون من أجلِ السلام نائمون
- الطابعُ الديمقراطي للحراك العربي
- تآكل التحديثيين ونتائجه
- وحدة المسلمين تحل قضايا كبرى
- نهضةٌ والثقافةُ الديمقراطيةُ المطلوبة
- أزمةُ الوعي والحراكُ الفاشل
- أزماتُ الرأسمالياتِ الحكومية والأيديولوجيات المأزومة
- المذهبيون السياسيون ومرحلةُ هدم الدول العربية
- المصائرُ الحقيقيةُ الممكنةُ داخليةٌ
- الفتنة والثورة
- برجوازية قروية تحكم مصر
- شخصياتٌ لا مبادئ
- الانفصالُ بين الأجهزةِ ورأس المال
- الثورةُ السورية وغيابُ المدينتين الكبيرتين
- الثورةُ الدائمةُ في الإسلام
- استراتيجية ما قبل الضربة لإيران
- الاغتيالُ السياسي للقصةِ القصيرة
- تفريقُ دينِ التوحيد
- مظاهراتُ روسيا


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الثوراتُ العربيةُ أعودة للوراءِ أم قفزة للإمام؟