أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - نهضةٌ والثقافةُ الديمقراطيةُ المطلوبة














المزيد.....

نهضةٌ والثقافةُ الديمقراطيةُ المطلوبة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3592 - 2011 / 12 / 30 - 07:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتدفق النتاجات الثقافية والفكرية بصورة كبيرة ورقياً في بعض دول الخليج خاصة الكبيرة منها ذات الأعداد السكانية الكبيرة مرتكزة أساساً على جهود الفئات الوسطى الشبابية غالباً، وهي عملية غدت مؤثرة في الإعلام ولكنها بعيدة عن حياة السكان، والدخول إلى عوالمهم العقلية النائية الغارقة في الصراعات المذهبية والعوالم المحافظة المنفصلة عن العصر.
هناك ثروات وتحولات اقتصادية كبيرة غير مسبوقة عربياً، لكن العالم الفكري الثقافي السياسي هش، فلن نستطيع أن نجد شخصية كطه حسين خاصة في بداياته العقلانية الصراعية المفجرة للقضايا والمستقطبة للاهتمام والفعل، على بساطة العيش المصري في ذلك الحين.
نجد أن التسطيح والتضخم الشخصي وافتعال المعارك المتجهة لإبراز قضايا جنسية وطائفية وهشاشة الانتاج غير قادر على الغوص في الظاهرات الاجتماعية والسياسية العميقة.
وحين يتم (تفجير) قضايا تغدو قضايا فكرية مجردة، تتركز غالباً على الجنس والتعميمات الفكرية غير المحللة للواقع في الجزيرة العربية ودرجة تطوره المختلفة عن بقية البلدان العربية خاصة في التطور الاجتماعي السياسي وضخامة العوائق فيه.
سنجدُ بعضَ الشباب الخلاق خاصة في المملكة العربية السعودية ينتج الكثير من الإبداعات، لكن أغلبها مسطح، يهدف لبروز الكاتب أكثر من تحليل قضايا معينة، أو متابعة تطور منطقة، ودعْ عنك مسائلَ تحليل تطور شعب أو رؤية تطور ديانة.
الذاتياتُ تهيمنُ على المنتجين، المنتجُ مشغولٌ بتسويق نفسه، يبحثُ عن قضايا مثيرة صاخبة يفجرها ويلفت النظر لذاته، فنظراً لحشود الباحثين عن الشهرة المتزاحمين على الوقوف في الصفوف الأولى، فإن الكثيرين يعملون لاختراق الصفوف، وفي سبيل هذا الهدف مستعد للقيام بأفعال أخرى لا تمت لأخلاقية الأدب والثقافة والمسئولية.
وقدرة هؤلاء المنتجين على الدفع والعطاء المادي أكثر من العطاء الثقافي، تدفعهم للتداخل مع المحطات الفضائية والمراكز الإعلامية والسفارات الأجنبية وتسويق أنفسهم وإقامة علاقات نفعية استغلالية لهذه الأطراف، وغالباً لا توجد قضايا مهمة من هذا التسويق، والنتاج الذي يحصل على جوائز وتتفجر حوله المقابلات والندوات هو نتاج فقير ضحل!
مركزيةُ الذواتِ المتضخمة هي نتاجُ ذواتٍ فرديةٍ حادة المزاج، ضعيفةِ الإنتاج، غيرِ قادرةٍ على ايجاد التراكم الفكري السياسي، الذي يتطلب صبراً طويلاً وحفراً عميقاً في طبقات المجتمع وطبقات الوعي المعرفية فيه.
فالقافز هنا لا يرى خيوطاً عميقة في الواقع، وسكاناً يعانون ويبحثون عن سبل التطور، وضرورة أن يكون إنتاجه مؤثراً في هذه العملية الوطنية التي أعطته الوجود وغذته بالحياة الفكرية، بل لقد انفصل عنها وغدا ذاتاً أكبر منها، في حين أن القوى الاجتماعية المختلفة تبحث عن ديمقراطية بينها وتوافقات وطنية، وثقافة تؤسس لهذا وعن تنوير يعضدُ المشتركَ ويوسع دوائر الحلول للمشكلات، بحيث لا يفاجأ التطور بإخفاقات رهيبة، ومنعطفات مأساوية.
ومن هنا تجد المتضخم وهو كامن داخل قوقعته الخاصة ينتهزُ الفرصةَ للقفز مع جماعةٍ من طائفته إذا قررتْ فجأة المغامرةَ بالوطن وإعطاء هذا الكائن دفعةً أخرى من التضخم الذاتي، أو مع جماعته غير المعترفة بالمشكلات الحقيقية التي تدفن رؤوسها في رمال المصالح الخاصة.
الغشُ الأدبي الفكري لا ينفصل عن الغش التجاري والغش السياسي، فالراكضون وراء الشهرة وتسويق بضائعهم الثقافية المغشوشة، يعملون في مجتمعات لم تتشكل فيها قوانين الفردية العقلانية المنتجة، ولم تؤسسْ ديمقراطية الطبقات بعدُ، بل تعيشُ على صراع الطوائف، والواجب الوطني الإسلامي الإنساني الذي يحتم عليه إيجاد ذلك أو المساهمة فيه بقدرته، لا يأبه به، بل يسعى للاستفادة منه، إما بالجري وراء قضايا التسطيح والعفوية والإثارة، وإما باستغلال الغرائز الطائفية والكمون داخلها، ومشاركة القوى الداخلية المتخلفة والقوى الأجنبية المساهمة المُمزِقة، في غنائم المرحلة الطائفية.
هذا بطبيعة الحال يعود للغش التجاري الاقتصادي، وهو حال عامة لها علاقة وثيقة بهلامية الطبقات ومحافظة الطوائف، وغياب الطبقة الوسطى والطبقة العاملة، وغياب البرامج التصنيعية، على المستويين الاقتصادي والعقلي، فيظهر نثارٌ كثيفٌ من الأفرادِ والفئات يدورُ في جاذبيةِ عالمِ الذواتِ المتضخمة على صعيد الهياكل السياسية والاقتصادية.
من هنا يتطلبُ من النتاج الفكري الثقافي السياسي تعزيز المشتركات الوطنية والدينية والإنسانية وتعميق العقلانية والمصالح العامة مع تقدير القدرات الفردية المبدعة ونتاجاتها في كل مجال من دون تضخيم أو تقزيم، بل عبر العروض والدراسات الموضوعية والجوائز غير المؤدلجة وغير المسيسة.
وفي مثل هذه الأجواء الصحية المفترضة التي تتشكل بإرادات فاعلة ولا تظهر عفوياً، تصعد الشخصياتُ الخلاقة فعلاً أما المتسلقة فتتساقط لما تسببه من مشكلات للناس وللتطور ولأنفسها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمةُ الوعي والحراكُ الفاشل
- أزماتُ الرأسمالياتِ الحكومية والأيديولوجيات المأزومة
- المذهبيون السياسيون ومرحلةُ هدم الدول العربية
- المصائرُ الحقيقيةُ الممكنةُ داخليةٌ
- الفتنة والثورة
- برجوازية قروية تحكم مصر
- شخصياتٌ لا مبادئ
- الانفصالُ بين الأجهزةِ ورأس المال
- الثورةُ السورية وغيابُ المدينتين الكبيرتين
- الثورةُ الدائمةُ في الإسلام
- استراتيجية ما قبل الضربة لإيران
- الاغتيالُ السياسي للقصةِ القصيرة
- تفريقُ دينِ التوحيد
- مظاهراتُ روسيا
- اليمن: أصراعٌ قبلي أم تحديثي؟
- لماذا لم يتطور التنظيم؟
- السلانةُ بين الانفتاحِ والجمود
- العودة للجذور بشكل حديث
- صراعٌ طائفي إقليمي عالمي
- نماذج مستقبلية للتطور


المزيد.....




- الاستيلاء الثقافي.. حين تُقدَّم ملامح التراث الهندي بلمسة غر ...
- -إعادة احتلال غزة-.. اجتماع مصيري لاتخاذ القرار في إسرائيل ا ...
- بداية من سبتمبر.. الإيجار القديم يبدأ بـ250 جنيه لـ1.88 مليو ...
- شجرة عائلة الرحباني الكاملة وتأثيرها على الفن العربي
- فرنسا: أكبر حريق غابات منذ نحو 80 عاما لا يزال خارج السيطرة ...
- الأكبر في هذا الصيف.. حريق هائل يلتهم آلاف الهكتارات في أود ...
- ما الأسباب الذي دفعت ماكرون إلى تبني النهج الصارم إزاء السلط ...
- صراع تاريخي وتجاري يشكل جذور الخلاف المزمن بين غانا ونيجيريا ...
- عائلة موسيفيني تتقاسم المناصب في أوغندا بعد 4 عقود من السلطة ...
- كفالة مالية أميركية تصل إلى 15 ألف دولار على سياح زامبيا ومل ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - نهضةٌ والثقافةُ الديمقراطيةُ المطلوبة