أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المصائرُ الحقيقيةُ الممكنةُ داخليةٌ














المزيد.....

المصائرُ الحقيقيةُ الممكنةُ داخليةٌ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتسارع خطواتُ الدول العربية والإسلامية إلى التغييرات الداخلية والسيطرة على مصائرها في ظل عولمة حادة تأخذ الجميع لعاصفها.
هذا يعتمدُ على قدرةِ الطبقات الحاكمة والمؤثرة في ضبط المصير حسب القوانين الموضوعية للتطور الاجتماعي الحديث.
أي على مدى قدراتهم على فهم قوانين الرأسمالية المعاصرة ورؤية تواريخ مجتمعاتهم على ضوئها.
حين نرى بلداً صغيراً مثل تونس ليس ذا موارد هائلة لكنه قادر على السيطرة على مصيره السياسي الاجتماعي، فهذا يرجعُ إلى سلوكِ النخب السياسية وفهمها تلك القوانين، وتمظهر ذلك مرة عبر الإصلاحية الطويلة من قبل البورقيبية، ومرة عبر الثورة الشعبية، ومرة عبر التناغم السياسي الداخلي بين القوى السياسية التي فصلت بين الموضوعي الحقيقي والأيديولوجي.
فالمذهبيون السياسيون قرأوا الحداثة والعلمانية بصورٍ مقاربة مهمة، والحداثيون قرأوا الإسلامَ بذات المسافة، فتداخلت الطبقاتُ الوسطى والعمالية في قوس المصالح المشتركة.
وهذا نتاجُ تاريخٍ تحديثي طويل ووطنية متجذرة من كل الأطراف، التي جعلت مصالحَ بلدها بؤرةً مركزية لعملها السياسي، الذي فيه التناقضات والاتفاقات.
إن المقاربات الموضوعية لأي أزمة وطنية داخلية في أي بلد تتشكل ليس من المناورات والشغب والاستعراضات السياسة بل من تلاقي ممثلي الطبقات المحورية ووصولها إلى مقاربةٍ تاريخيةٍ عميقة، تتحدد في تطوير عناصر الحداثة والديمقراطية في اليمين واليسار، في الجماعات الدينية والعصرية، في تحويل أدوات الحكم والبرلمان لأدوات حل المشكلات المعضلات الاقتصادية الاجتماعية للبلد، ولأبعاد العناصر الايديولوجية المذهبية من أن تكون هي الممثلة الأساسية على المسرح السياسي.
ولهذا سنجد أن مصر قد غرقتْ في أزمة لكون قسم كبيرٍ من الدينيين وضع أيديولوجيته وجموده بدلاً من التعاون مع القوى الحداثية، فهؤلاء الدينيون لم ينزرعوا في تربة مصر، وحل مشكلاتها بل كانوا مستوردين.
مثلما أن بعض الحداثيين لم ينمُ عبر تربة القضايا الداخلية وحل مشكلاتها وعبر انغماره بالشعب.
لا تُحل المشكلات والعديد من القوى الداخلية غير قادرة على الاستقلال الفكري السياسي، وألا تكون بوصلتها موجهة لحل المعضلات الاقتصادية الاجتماعية.
حين يلتحق الحداثيون بالدينيين كذيول وتابعين ليست لديهم قدرات فكرية سياسية استقلالية تجعلُ الدينيين يقاربون المشكلات والمناهج الحديثة، لا ينتج عن هذا التقاربِ شيءٌ مفيد، والعكس صحيح.
إن قدرة السياسيين على تمثيل الطبقات الحديثة وحراكها السياسي الاجتماعي لتجاوز الأزمات التكوينية في البناء الاقتصادي هو الطريق للتغيير.
إن هذا يتحدد بمدى قدرة ممثلي الطبقات الرأسمالية والعمالية على توجيه الأموال العامة والموارد والمؤسسات العامة والخاصة على حل معضلات البناء الاقتصادي الاجتماعي.
لكل بلد عربي أو إسلامي لحظته في التطور التاريخي في عملية الانتقال من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الرأسمالي، حسب قواه الإنتاجية وتطوره الخاص ومصالحه، فليس ثمة نسخٌ فوق الظروف، وكل أهل بلد يفهمونه بصورة أفضل منا، لكننا نقدم لوحةً عامة شبه مجردة.
في تونس يحتاج التطور إلى تجميع الموارد لإحداث تحول نوعي في صناعةِ المواد الخام نحو صناعات متقدمة جماهيرية.
في مصر يجري ذات الأمر مع تجميع القوى السكانية الرجالية والنسائية لتلك الصناعات الكبرى وتقزيم البيروقراطية الهائلة أعداداً ولوائح.
في دول الخليج المواردُ موجودةٌ لكن ضبطها وتحويلها لخدمة التحول الصناعي العلمي الأكثر ثورية في العالم وتقليل صناعات المواد الخام ودفع مجمل السكان لتلك الصناعات النظيفة المتطورة هو الأمرُ الذي يحتاج إلى ثورة في الجامعات والثقافة وحقوق النساء.
لكن القوى السياسية في الخليج والعراق ولبنان وغيرها المشابهة في التفكك المذهبي السياسي بحاجة أولاً إلى ظهور ممثلي الطبقات الحديثة الرأسمالية والعمالية بشكل سياسي متبلور ناضج.
إن مدى قدرة القوى السياسية على التعبير عن الداخل الاجتماعي في أزماته وفي آفاق تطوره المنتظرة هو الأمر الذي يحدد المصير الداخلي، وتغدو العوامل الخارجية مساندة أو معرقلة لكنها لا تستطيع أن تخترق أو تقفز على التطور الداخلي إذا ما كان صلباً.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتنة والثورة
- برجوازية قروية تحكم مصر
- شخصياتٌ لا مبادئ
- الانفصالُ بين الأجهزةِ ورأس المال
- الثورةُ السورية وغيابُ المدينتين الكبيرتين
- الثورةُ الدائمةُ في الإسلام
- استراتيجية ما قبل الضربة لإيران
- الاغتيالُ السياسي للقصةِ القصيرة
- تفريقُ دينِ التوحيد
- مظاهراتُ روسيا
- اليمن: أصراعٌ قبلي أم تحديثي؟
- لماذا لم يتطور التنظيم؟
- السلانةُ بين الانفتاحِ والجمود
- العودة للجذور بشكل حديث
- صراعٌ طائفي إقليمي عالمي
- نماذج مستقبلية للتطور
- تعاونٌ شمولي ضد الثورة السورية
- شبابُ الثورةِ.. شبابُ الخسارةِ!
- هواجس خليجية
- تطرفُ اليسارِ واليمين


المزيد.....




- أمين عام حزب الله نعيم قاسم يرد على تهديدات اغتيال خامنئي وو ...
- شبكة CNN تحقق في الضربات الإسرائيلية على مسؤولين إيرانيين با ...
- بالشرق الأوسط.. مواقع أبرز قواعد أمريكا العسكرية بعد التلويح ...
- شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئسية جه ...
- بوغدانوف: علينا حصر الصراع الإسرائيلي الإيراني وبذل كل ما في ...
- مصر توجه رسالة لواشنطن وطهران
- -روس كوسموس-: روسيا ستساهم في تحقيق أول رحلة فضائية لرائد إن ...
- بعد الإعلان عن اغتياله.. مستشار خامنئي: أنا حي ومستعد للتضحي ...
- عراقجي: لا تفاوض حول برنامجنا الصاروخي
- تقرير بريطاني: التفوق الجوي الإسرائيلي يهيمن.. لكن المعادلة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المصائرُ الحقيقيةُ الممكنةُ داخليةٌ