أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أزمةُ الوعي والحراكُ الفاشل














المزيد.....

أزمةُ الوعي والحراكُ الفاشل


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3591 - 2011 / 12 / 29 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع فشل التيارات التقدمية والليبرالية واليسارية في تحويل حياة الجماهير حسب رؤاها، بعدم الرجوع للبنى الاجتماعية الحقيقية المحافظة وتغييرها، قامت الجماهيرُ بحراكٍ غيرِ مسبوق تاريخياً تؤكد فيه أزمتها ورغبتها في التغيير كذلك!
بين الفشل والظهور الشعبي الواسع، لحظات تاريخية جديدة، فإما أن تستعيد القوى التحديثية فهمها للبنى العربية وتنقد نفسها بشجاعة وموضوعية، وإما أن تغرق المنطقة في أزمات مركبة فالقادمون الجدد للسلطات لا يبشروننا للأسف بتغييرات حقيقية.
فلا يمكن أن يكون ثمة وضع غير أن تكون الحداثة والديمقراطية هي القائدة، وغير ذلك هو تضييع للتاريخ والجهود.
لم تضعف أو تتراجع الاتجاهات العربية التحديثية سوى لرفض للمبادئ الديمقراطية المعاصرة داخلها، وهو السبب الجذري لمختلف الأزمات لدى الدول والقوى السياسية العربية والإسلامية جميعاً.
فنجد أن القوى الشبابية المحرضة والقائدة للتغيير تُعزل ثم يجرى الالتفاف حولها أو حتى خنقها، كما حدث خاصة في مصر بغياب شباب التحرير عن البرلمان والحكومة، أو في اليمن بإتفاق الدولة والمعارضة على حكومة منهما وبقاء الشباب المعتصم بلا تأثير تنفيذي، واتفاق القوى الداخلية الحكومية والمناطقية والعالمية كافة على استبعاد هذا الشباب من اتفاق المصالحة والتغيير.
نجد أن القوى الشبابية تُستخدم كأداة وجسر لعبور المحافظين لأهدافهم غير الديمقراطية، فيما الثورات تتخذ واجهات ديمقراطية شديدة القوة والإعصار!
وغالباً ما تقفز إلى السلطات القوى الريفية والبدوية والجهويات القروية المختلفة، فيما أن الشباب الذي ساح دمُهُ وكتب الكتبَ والبرامج الفكرية السياسية، وألف الأشعار ورسم اللوحات وأنشأ الفنون في الساحات يتم القفز عن دوره وتجاهل الثقافة الديمقراطية الحديثة التي أنشأها في هذه اللحظات الفريدة من حراك الشعوب العربية!
نعم إنها لحظات وامضة مما سماه رئيس وزراء مصر القادم من العهد السابق الجنزوري أنه (الشباب النقي)، وهي تسمية رومانتيكية لا علاقة لها بالجذور الاجتماعية للصراع الاجتماعي المحتدم بين القوى الحديثة والقوى المحافظة، فهو شبابٌ ديمقراطي من دون جذور في الطبقات والقوى الاجتماعية الحديثة.
وخطأ هذا الشباب تفكك صفوفه وانحياز بعضه وفي دول أخرى انحيازا أغلبه للقوى المحافظة الدينية.
فهو يستندُ إلى شعارات عامة لا إلى فلسفات ديمقراطية عميقة، أي لم ينحز فعلياً للطبقتين حاملتي مشروع الحداثة؛ البرجوازية والطبقة العاملة، فهو فئات من البرجوازية الصغيرة التي وجدت نفسَها في كبريات المدن العربية بين المعسكرات المتعددة، لها أكثر من قدم في جهات عدة، فلم تغربلْ موادَ العصر السياسية والاجتماعية في بلدانها، وترى تكلسَ الأحزاب التي حملت زعماً مشروع الحداثة المُجهض داخلها نفسه.
فلم يستطع الشيوعيون والاشتراكيون والقوميون أن يكونوا أوفياء لهذا المشروع، وهم أيضاً صعدوا على أكتاف شباب عصورهم، على تضحيات شباب العمال والفئات الوسطى، ولكن حين جثموا على مقاعد السلطات عادوا لهيمنات الإدارات الحكومية وللقبائل والجهات العائلية، فنرى كيف توحد مشروعُ البعث الحضاري لدى سنةِ الوسط القبلي العراقي بجهاز الدولة العسكري، أو كيف هُرس هذا المشروع لدى بعض العسكريين العلويين السوريين، أو كيفية ذوبان الماركسية في اليمن الجنوبي في هيمنة القبائل، وكيف صارت تقدمية أحمد بن بلا بيروقراطية لكبار ضباط جيش التحرير الذي أفنى أغلب الشباب الجزائري في تحريريته الدموية. فيما أن علمانيةَ وليبرالية بورقيبة المحدودتين القاصرتين أسستا لتحولات الربيع العربي الراهن.
هذا ما فعله ويفعله الشبابُ الثوري الراهن، لكن هذه المرة لمصلحةِ الأفكار المذهبية السياسية المُنتزعة من تاريخ الإسلام التي شكلتها القوى المحافظة الطوائفية عبر القرون السابقة وتحولت إلى ضبابٍ أيديولوجي يستغلهُ الطامحون للسلطات والثروات في الواقع الراهن.
(كلمةٌ سواء)، هي العودة للمنهجية الديمقراطية الحداثية التي رفعتها القوى التحديثية في بدء زحفها على السلطان، ثم خانتها وجعلتها ذائبة متآكلة، تمقتها الأجيال الجديدة نظراً لتناقض الكلام والممارسة، والهوة الهائلة بين الجنان الموعودة والجحيم اليومي.
لقد رفض مؤسسو الاتجاهات السياسية العربية السابقة في عمق تجاربهم وداخل تنظيماتهم تلك الأسس الديمقراطية، وكانت أفضل لحظاتهم النضالية حين اقتربوا منها ومارسوها في الواقع، والآن يقوم المذهبيون السياسيون بذلك وتبدو الهوات هائلة بين دعاويهم الانتخابية و(الثورية) وبين أفعالهم السياسية التي أقل ما فعلته هو تفكيك وتمزيق كل بلد، وجر شعوبه للاقتتال الداخلي، واستبعاد طرق الإصلاح، بسبب الركض السريع والمخيف للسلطات ومغانمها!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزماتُ الرأسمالياتِ الحكومية والأيديولوجيات المأزومة
- المذهبيون السياسيون ومرحلةُ هدم الدول العربية
- المصائرُ الحقيقيةُ الممكنةُ داخليةٌ
- الفتنة والثورة
- برجوازية قروية تحكم مصر
- شخصياتٌ لا مبادئ
- الانفصالُ بين الأجهزةِ ورأس المال
- الثورةُ السورية وغيابُ المدينتين الكبيرتين
- الثورةُ الدائمةُ في الإسلام
- استراتيجية ما قبل الضربة لإيران
- الاغتيالُ السياسي للقصةِ القصيرة
- تفريقُ دينِ التوحيد
- مظاهراتُ روسيا
- اليمن: أصراعٌ قبلي أم تحديثي؟
- لماذا لم يتطور التنظيم؟
- السلانةُ بين الانفتاحِ والجمود
- العودة للجذور بشكل حديث
- صراعٌ طائفي إقليمي عالمي
- نماذج مستقبلية للتطور
- تعاونٌ شمولي ضد الثورة السورية


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أزمةُ الوعي والحراكُ الفاشل