أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - وحدة المسلمين تحل قضايا كبرى














المزيد.....

وحدة المسلمين تحل قضايا كبرى


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 10:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في المناطق المتصارعة مذهبياً وقومياً التي لا توجد فيها أنسجةٌ قوميةٌ مذهبية واسعةُ الوحدةِ، ولم تشهدْ نمو فئاتٍ وسطى وعاملة توحيدية، لابد من التعويل على وحدة المسلمين فيها للخروج من المآزق التاريخية.
نحن نرثُ خاصةً في المشرق العربي الإسلامي تضارب أكبر القوميات الإسلامية: العرب والفرس والأكراد والأتراك والبشتون وغيرها من القوميات المؤثرة بشكل واسع، ومن دون الاعتراف بنفوذ هذه القوميات وحقوقها في أراض تاريخية لها تحقق حلمها القومي، لا يمكن للمسلمين أن يشكلوا تعاوناً كبيراً ومقاربة مع دينهم الذي حضهم على الوحدة كأهم واجب اجتماعي يقومون به كل يوم!
تغييبهم الوحدة وصراعاتهم المتوارية لنفوذِ كلٍ منهم القومي يظهرُ بشكلٍ ايديولوجي على أن كلاً منهم يمثل الإسلام من دون غيره.
هو صراعٌ قومي يتمظهر بشكل ديني، والأسوأ إنه يتجسدُ بشكلٍ طائفي.
هناك صراع بين قوميتين كبيرتين في هذا المسرح الهائل المضطرب تعرقلان بشكل كبير هذه الوحدة وحين تتفقان يتوحدُ المشرقُ وهما القوميتان العربية والفارسية.
حين تنسجم هاتان القوميتان فلا ثمة لنفوذ أجنبي، ولا ثمة لتهييج طائفي، وحين يحدث ذلك فإن القوميتين تقرران على سبيل المثال مصير العراق المقسم المتصارع المتأهب للحرب الأهلية!
وقد تأججت الخلافاتُ وتفاقمت الصراعاتُ على قضية محورية مغيبة هي من يقود المسلمين بعد أن جنحت التيارات غير الدينية كافة للأفول السياسي المؤقت، ورجع العالمُ الإسلامي إلى بدءِ نشأته الأولى، فالمؤثرات الفكرية السياسية الخارجية تراجع حضورها البين السطحي، تعبيراً عن كون هذه المؤثرات لم تغرسْ الديمقراطيةَ ولم تعترف بتجميد الإسلام كبنيةٍ اجتماعية قديمة تقليدية عبر الإمبراطوريات والممالك الاستبدادية، وأرادت استيراد نماذج خارجية بديلة تحل محل الإسلام وبشكل آلي مزيحةً حضارة ذات جذور هائلة، وبسبب اعتبارها الدعاية السياسية كافية أن تبدل المجتمعات وليس أن تجذر بُنىً ديمقراطية تغير ما لم تستطع قوى المحافظين من تغييره خاصة تغيير الأرياف وأحوال النساء والعاملين والثقافة الاتكالية القدرية، لكون هذه القوى هي ذاتها غير ديمقراطية عربية إسلامية أممية.
هذا ما جعل قوى المشرق الإسلامي وخاصة بعد تدفق النفط وتأثيراته حتى في قبائل أفغانستان تتصور أنها قادرة على أن تتحدى قوانين الحداثة والديمقراطية وأن تعود إلى الماضي التقليدي. وعبر أدوات الشمولية نفسها حاولت إرجاع عقارب الساعة للوراء، واشتطت فيها كثيراً، حتى تهدمت بلدان وثار شبابُ الأمة يحاول وقف هذا المسلسل المتردي.
لكن أمر المشرق العربي الإسلامي لم يتحول وربما ازداد سوءًا، فالجانبان العربي والفارسي لم يصلا إلى حلول، ولم يتفقا على سياسةٍ واحدة، تجعل أموال المسلمين لهم، وحدودهم محفوظة من خلالهم، وأن كل قومية سائدة في بلدها لا تتدخل في شؤون القومية الأخرى.
فالحدودُ المعترفُ بها وعدمُ تغيير الحدود وتخطيها ومحاولات تغلغل النفوذ القومي في بلد القومية الأخرى، هذه المسائل لم يتوصل دهاقنةُ السياسةِ إلى الحوار حولها والتوصل إلى خطوط عريضة مشتركة متفق على تنفيذها بلا لبس أو عبر تفسيرات واهنة.
كان هذا يتطلب من مختلف الأطراف العمل المشترك لتحقيق مصالح متبادلة بين الدول، وتكوين سوق مشتركة إسلامية، وتنمية الحريات الاقتصادية والسياسية والفكرية لكون أصحابها ورثة لحضارة كبرى متنوعة وليس لدكاكين طائفية، تضعُ حداً لمحدودية التفاسير والتصورات اللاعقلانية والشوفينية وتنظر إلى مصالح المسلمين الكبرى ولما طرحه دينهم من وحدة يهون كل شيء غيرها.
إن المطلوب من القوى المؤثرة الباقية أن تكرس التعاون، وأن تدافع عن التنوع والحرية والوحدة في كل طرف، فكل دولة تدافع عن وحدة الدولة الأخرى ولا تؤيد الاستبداد كذلك، وأن ترفعَ هامات الناس عالياً في مجتمعها والمجتمعات الأخرى ولكن من دون أن تمزق وطنهم وبلدهم في ذات الوقت، وأن تقدم نموذجاً للتطور وتقدم المسلمين في بلدها من دون أن تفرض نموذجها على الآخرين.
ما طرحه دعاة التعايش السلمي والديمقراطية والحداثة لابد من قبوله من قبل جميع الدول والأحزاب حتى لا تتناثر دولهم وكياناتهم بفعل التدخلات وإثارة الخلافات بينهم، وأن يعتبروا عواصمهم هي مركز تفاهمهم بدلاً من العواصم البعيدة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهضةٌ والثقافةُ الديمقراطيةُ المطلوبة
- أزمةُ الوعي والحراكُ الفاشل
- أزماتُ الرأسمالياتِ الحكومية والأيديولوجيات المأزومة
- المذهبيون السياسيون ومرحلةُ هدم الدول العربية
- المصائرُ الحقيقيةُ الممكنةُ داخليةٌ
- الفتنة والثورة
- برجوازية قروية تحكم مصر
- شخصياتٌ لا مبادئ
- الانفصالُ بين الأجهزةِ ورأس المال
- الثورةُ السورية وغيابُ المدينتين الكبيرتين
- الثورةُ الدائمةُ في الإسلام
- استراتيجية ما قبل الضربة لإيران
- الاغتيالُ السياسي للقصةِ القصيرة
- تفريقُ دينِ التوحيد
- مظاهراتُ روسيا
- اليمن: أصراعٌ قبلي أم تحديثي؟
- لماذا لم يتطور التنظيم؟
- السلانةُ بين الانفتاحِ والجمود
- العودة للجذور بشكل حديث
- صراعٌ طائفي إقليمي عالمي


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - وحدة المسلمين تحل قضايا كبرى