أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - كل عام .. وفشل حكومتنا بخير














المزيد.....

كل عام .. وفشل حكومتنا بخير


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3592 - 2011 / 12 / 30 - 23:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ها نحن نودع عاما استثتاءا . سيغادرنا بشموخ , ممتلئا و حافلا بالأحداث الكبيرة , انه عام الربيع العربي بامتياز . هذا العام الذي شهد يقظة الشعوب وهي تنفض غبار النسيان وتطيح بعروش مزيفة جثمت لعقود على صدور شعوبها , مستخدمة كل انواع التنكيل والقهر . لقد تساقطت تلك الأنظمة كحبات الدومينو , لأنها كانت تمتلك كل مقومات سقوطها . وبغض النظر عن طبيعة النتائج التي اختلفت من بلد الى آخر . لكنها اجمعت على رفض التسلط والدكتاتورية والأستهانة بالشعوب . فلأول مرة تقول الجماهير كفى.. بصوت عال . ولأول مرة تنكشف اسرار وفضائح الأنظمة التي جاءت لتبقى الى الأبد .
وفي الوقت التي تحاول الشعوب احراز المكاسب للتخلص من الفساد والدكتاتورية في مخاضها العسير , فإن حكومة المنطقة الخضراء ببغداد تسبح بعكس التيار الديمقراطي . وهي معذورة في انتهاج هذا السلوك لأنها لم تكتو او تساهم في الأطاحة بالنظام الدكتاتوري . لقد تسربت من خلال غبار الغزو الأمريكي , فحصدت هذه المكاسب دون ان تقدم ثمنا لذالك , ساعية الى تهميش الشعب العراقي الذي كان ضحية لأخطاء وجرائم الحقبة الصدامية , وما عاناه من حروب وحصار وتجويع , ثم يأتي الغزو الأمريكي الذي هشم البنية الأساسية للدولة العراقية ولكيانها الجغرافي والتاريخي والأجتماعي , متذرعا بالأطاحة بالنظام الصدامي . فالحكومة ولدت وهي مشوّهة ولكن في فمها ملعقة ذهبية , لعقت منها كل حليب الطائفية والمحاصصة والمنافع الضيّقة , متكئة على احقاد تأريخية (مذهبية ) لاعلاقة لها ببناء المجتمع وتأسيس الدولة ومن ثم انتشالها من ركام مآسي الحروب ومخلفات الغزو وتركات الدكتاتورية .
منذ مجيء السيد نوري المالكي وهو يسعى الى بناء وتأسيس نهجا طائفيا, متناسيا أنه يمثل العراق بكل اطيافه المذهبية والأثنية والدينية . وقد سعى الى احتكار السلطات الأمنية ووزارات الدفاع والداخلية وقيادة القوات المسلحة . ولو كان هذا الأحتكار قد ادّى الى فرض الأمن والقضاء على الأرهاب , لقلنا : دعوا الرجل يفرض هيبة الدولة حتى على حساب ثوابت الديمقراطية . ولكن الحقيقة الموجعة أن الوضع الأمني قد تدهورفي هذا العام تدهورا مريعا . في ظل مخاوف حقيقية من انحدار البلد الى حرب اهلية تغذّيها دول الجوار التي منحناها –بكرم حاتمي- مفتاح بغداد . كما ان المالكي أدار ظهر المجن للعملية الديمقراطية التي اوصلته الى السلطة , فالتف على نتائج الأنتخابات , ورفض التبادل السلمي للسلطة –ذلك التبادل الذي انتظره الشعب العراقي عقودا- . وقد استخدم القضاء المسيّس للوصول الى غاياته , مما جعل البلد يئنُ من مشكلات حقيقية , تبدأ بالأمن وتنتهي بالبطاقة التموينية , مرورا بتفشي الفساد والمحسوبية والتهميش وانعدام الخدمات .. والقائمة تطول .
لقد كان هذا العام هو عام الأنسحاب الأمريكي. وبدلا من ان تكون الحكومة في مستوى المسؤولية , فانها فتحت بابا للأحتراب , والتأليب الطائفي وفتح الملفات التي أغمضت عينيها عنها في وقت سابق . لقد اختطفت حكومتنا القضاء , وجعلته معلقا وفق رغباتها . ثم بدأت بإثارة النعرات الطائفية . من خلال اعترافات , بُثت بشكل مباشر , وخلقت نوعا من التخندق الطائفي –مظاهرات الناصرية من ناحية ومظاهرات صلاح الدين من ناحية اخرى- وكأننا نعود وبقوة الى المربع الأول .
لقد كان هذا العام هو عام الربيع العراقي الذي شلته السلطة . حيث لجأ الناس الى ساحة التحرير للمطالبة بالخدمات. والشكوى من الفساد ورفض المظاهر السلبية لأجهزة الدولة . ولكن هذه المظاهرات السلمية . جوبهت بوحشية كبيرة رافقها الأعتقالات والتعذيب وقتل بعض الناشطين ومنهم الشهيد هادي المهدي . لقد مرّغوا الديمقراطية بوحل عنفهم , تلك الديمقراطية التي اوصلتهم الى المنطقة الخضراء .لكنهم حينما احسوا بالخطر على مناصبهم وامتيازاتهم , علقوا جسد الديمقراطية على رماح خوفهم من الجماهير , وتخندقوا للدفاع عن منافعهم .
سنحتفل بوداع عام 2011 وحكومتنا مازالت في طور المراهقة السياسية , ولن تصل الى سن الرشد . فالفساد يستشري في كل مفاصل المجتمع , والأمن يتدهور بشكل ملفت , والفقراء يزدادون فقرا بينما يحصد السياسيون اموالا اسطورية . سنحتفل والصراع السياسي يأخذ منحى غير سياسي .. سنحتفل وجميع الفرقاء لايمتلكون مشروعا لإنقاذ ما يمكن انقاذه .. سنحتفل في ظل ترهل وظيفي هائل , يبدا من نواب رئيس الجمهورية الذين لا يمارسون اي عمل الى الموظف الذي يتلقى راتبا لقاء ابقاء موبايل المراجعين .. سنحتفل لأننا من اكثر المجتمعات استخداما للشعائر الدينية .. سنحتفل لأننا مجتمع يعيش على الأستيراد من الطماطة الى الطائرات .. سنحتفل .. سنحتفل وكل عام والحكومة بخير.



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنه زمن القتلة
- فجيعة لغياب آخر
- الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر عبد الخاق محمود
- شموع كهرمانة وشيزوفرينيا الشعر
- إمرأة من اقصى المدينة
- أنامل ومخالب
- سوق النساء
- جرح ومنفى.. مرارة النأي عن النخل
- الكرة..وولاية الفقيه
- احزان على ضفاف الذاكرة
- ليس دفاعا عن علاوي
- الرجل الوحيد
- درعا تتألق
- فجيعة الغياب
- سيدات الفصول
- بين الشطرة وتارودانت ...... متاهة غربة
- الحجارة الثلجية
- قهوة الروح الجديدة
- شكوك حول الديمقراطية
- من دوّار الؤلؤة الى بنغازي


المزيد.....




- كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش ...
- -لا توجد ديمقراطية هنا، هذا هو الفصل العنصري-
- -لا نعرف إلى أين سنذهب بعد رفح-
- شاهد: طلقات مدفعية في مناطق بريطانية مختلفة احتفالاً بذكرى ت ...
- باحثة ألمانية: يمكن أن يكون الضحك وسيلة علاجية واعدة
- من يقف وراء ظاهرة الاعتداء على السياسيين في ألمانيا؟
- مصر تحذر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح
- ماذا تكشف روائح الجسم الكريهة عن صحتك؟
- الخارجية الروسية توجه احتجاجا شديد اللهجة للسفير البريطاني ب ...
- فرنسا تتنصل من تصريحات أمريكية وتوضح حقيقة نشرها جنودها إلى ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - كل عام .. وفشل حكومتنا بخير