أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - شكوك حول الديمقراطية














المزيد.....

شكوك حول الديمقراطية


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3287 - 2011 / 2 / 24 - 19:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية منظومة متكاملة , لايمكن تجزئتها . وهي ممارسة للحكم توصلت اليها الشعوب عبر مخاضات عسيرة , وبما انها افراز حضاري لجملة من المفاهيم الراقية , تفترض وعيا مسبقا , وتعتمد على حزمة من المفاهيم والتشريعات التي لا يمكن تجاوزها . كحقوق المواطن , والحريات العامة , وقيم العدل والمساوات في الحقوق والواجبات . ولنعترف كعراقيين أن الديمقراطية قد اتتنا جاهزة , وباعلى اشكالها . حيث ان المحتل فصّلها وفق مقاساته دون ان يأخذ بعين الأعتبار اننا عشنا دهورا تحت راية حكم فردي دكتاتوري , ليس فيه مجال حتى لتعدد الرأي . وكأننا مثل من ينتقل من جهاز التلفون القديم الذي يعتمد على الضغط عليه لللأتصال بالبدالة وتتم المكالمة الى جهاز ال آي فون . لذالك لم نستطع ان نهضم الديمقراطية . فاصبحنا ( كمن ضيّع المشيتين ) . إن الحراك الحكومي في هذه الأيام , واجتماعات المالكي بالطلباني والخطب الرنانة , والتي اعلن فيها رئيس الوزراء حل مشكلة الكهرباء خلال عام ونصف , وبعد ذلك (سنصدّر الكهرباء ! ) حسب قوله . ثم التصريحات التي تتحدث عن حركة الأحتجاجات التي ستكون غدا في كونها مؤامرة ! وان هناك مندسين يحاولون اجهاض العملية الديمقراطية ! ..... الخ من تصريحات لمسؤلين ونواب . ولنتسائل قليلا : اذا كان المندسون يقيمون المظاهرات لفضح الفساد والمطالبة بالأصلاحات وتلبية حاجات المجتمع , فإن هؤلاء ( المندسين ) اكثر حرصا من الحكومة . اليس ذلك ؟!
ان مظاهرات الغد هي حركة احتجاجات لمطالب مشروعة أُهملت من قبل الحكومة وقد صبر الناس كثيرا على قصص الفساد وسوء التدبير والصراع على الكراسي وتكريس مبدأ المحاصصة والهدر الكبير للمال العام . لقد استنفذ الناس كل جهودهم بعد ان لاذوا بالصبر كل هذه السنين وقد فاض الكيل بهم .,
ونحن لانلوم رعب السلطة من هذا الحراك , واعني بالسلطة ( الحكومة ومجلس النواب ) وذلك لما يتمتعون بامتيازات اسطورية ورواتب يحسدهم عليها حتى نواب دول غنية , كما ان رواتب المسؤلين الكبار كالوزراء يفوق الوصف –المبكي والمضحك هو ان اول اجتماع لمجلس النواب السابق هو اقرار رواتب المجلس !!!! -
لذالك فان الديمقراطية تعني ايضا خروج المظاهرات . وهي سلاح الفئات التي حُرمت من حقوقها , ولاتعني فقط صناديق الأقتراع . التي تفرزالنواب - الذين يُنتشلون من واقع الحياة وينتقلون الى جنة المنطقة الخضراء , حيث الماء والخضرة ..ويتنعمون بكل وسائل العيش الوثير من اجل حضور شكلي في الأجتماعات - . كما تفرز الديمقراطية حكومة تتمخض تسعة اشهر لولادة كاذبة ومشوّهة , تكرس فيه المحاصصة الفئوية والطائفية والعرقية . كما ان الذي يمتلك ثقافة ديمقراطية يتحمل مسؤولية كبرى واذا شعر بانه غير جدير بمنصبه , يلجأ الى الأستقالة . لأن المسؤلية هي تكليف من الشعب والتزام اخلاقي وليست فيلات عامرة وسيّارات فارهة وحمايات لاحدود لها .
لقد اعلن يوم 25 / شباط يوما للتظاهر السلمي من اجل مطالب مشروعة . وقد ايدت هذا الأعلان الكثير من الشخصيات المستقلة ومنظمات المجتمع المدني والقطاعات المهمشة من الشعب . وسترفع شعارات للمطالبة بالحقوق ومحاربة الفساد . وستعكس هذه المظاهرات كل المطالب المشروعة , وعلى الحكومة ان تنظر اليها باعتبارها المرآة الصافية التي تعكس مواطن الخلل الحكومي . وان الحكومة التي تحترم نفسها يجب ان تنظر بجدية وحرص الى المطالب الحقيقية للجماهير . وبعكسه فإن ساحة التحرير في بغداد لاتختلف عن ميدان التحرير في القاهرة .
اوتاوة 24 / 02 / 2011



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دوّار الؤلؤة الى بنغازي
- الكتاب الأخضر وشجون السلطة
- خريف البطريرك
- طعنات اليفة
- كومونة القاهرة
- مصر بين جمعتين
- انتفاضة الصبر الجميل
- الشعائر الدينية الى اين ؟
- جسر من طين ... واشكالية العبور
- قصائد مستعملة


المزيد.....




- أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
- إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط ...
- بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب ...
- من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر ...
- كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال ...
- سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل ...
- بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
- تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
- إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير ...
- المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - شكوك حول الديمقراطية