أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - من دوّار الؤلؤة الى بنغازي














المزيد.....

من دوّار الؤلؤة الى بنغازي


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 07:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دوّار الؤلؤة في البحرين رمز لتأريخ ليس بعيدا , ولكنه ليس قريبا ايضا . حيث أن اجيالا من ابناء البحرين في بداية القرن الماضي , كانوا يعيشون على استخراج اللؤلؤ من البحر , اسوة بغيرهم من شعوب الخليج . وكانت البحرين لؤلؤةعلى صعيد التأريخ بين تلك التخوم التي تمتد من البحار الهائلة . الى الصحارى القاحلة . يعود تأريخ البحرين الى اكثر من 5000 عاما . كانت تسمى تايلو من قبل الأغريق الذين احتلوا بلاد البحرين . وكانت مركزا لأنتاج وتجارة الؤلؤ . وكانت مسرحا لثورة القرامطة التي اثرت الأنسانية بقيم ثورية كبرى كانت آثارها مترسبة في الوجدان الأنساني , رغم هزيمتها . وقد ورد ذكرها في الكتابات المسمارية على قدم وجود هذا الكيان المسمى حاليا البحرين . في هذه الساحة – الرمز – اجتمعت شرائح مغيبة ومهمشة من الشعب البحريني في هذه الساحة . ارادت هذه الشريحة ان تقول : كفى للظلم , وكفى للتهميش وكفى للتفرقة على اساس مذهبي . هل كانت انتفاضة البحرين ترفا , اونسخة من تونس او القاهرة او انها نشأت بفعل ظروفها الخاصة ؟ ولاشك ان هناك علامات استفهام كبيرة تغطي الأحداث وخلفياتها . ومهما يقال عن التأثيرات الخارجية للحدث , او المطالب المذهبية –وهي موجودة - فإن ذلك لاينفي حقيقة مفادها , أنّ ثمة فوارق طبقية بين فئات اجتماعية تنتمي الى نفس الرقعة الجغرافية , وكذالك الى تأريخ مشترك . ولكن هذه الطبقات وجدت نفسها على قارعة الفاقة والفقر والتهميش . ومن الجانب الأخر وجدت طبقات اخرى نفسها تتنعم بثراء فاحش , وبامتيازات غير محدودة يوفرها لها النظام , ذلك عن طريق احتكار الوظائف السامية لفئة وحرمان فئات اخرى من ادنى حقوق المواطنة . ومع مرور الزمن اكتست هذه الفوارق صبغة طائفية ومذهبية . مما اشعر الشيعة بانهم على هامش خارطة الوطن . وانهم بسبب انتمائهم المذهبي فقد توارثوا هذا الفصل المذهبي غير المعلن احيانا والمعلن احيانا اخرى . وما الأحتجاجات في هذه الساحة سوى جرس انذار للسلطة , وفرصة لإعادة النظر بما يُقترف ضد بعض الفئات الأجتماعية بهذه الحجج اللاانسانية . ان تقييم المواطن يجب ان لايعتمد على عقائده وانتماءاته , وانما على كفاءته وقدرته على خدمة المجتمع . وما دامت القيم العشائرية هي الفيصل في السلوك العام للسلطة تجاه مواطنيها , فانها ستفشل في قيادتهم
لقد كان مشهد دوّار الؤلؤة في ليلة الهجوم يجسّد ذلك الأثم الطائفي البغيض , بحيث تستعين السلطة بجيش مدجج بالأسلحة وبالحقد المذهبي من جيوش الجيران الذين لايعرفون سوى القتل والفتك بمن يختلف عن مذهبهم . وقد كانت المجزرة التي يندى لها جبين المُثل التي يتشدق بها المهاجمون . وكان الضحايا بالعشرات , شباب عُزّل واطفال ونساء , وكأنهم سبايا هذا الزمان المر . ولكن هل انتصروا على ارادة الؤلؤة ؟ هل استطاعوا تهشيم ارادة جيل بدأ يعي مايحيط به ؟ لاشك ان دوار الؤلؤة سيبقى محتضنا جماهيره حتى يحصلوا على حقوقهم . في الندوة الصحفية التي عقدها وزير الخارجية البحريني والذي كان يشير الى مؤامرة خارجية انبرت له صحفية بحرينية , قدمت نفسها على انها نتاج الأطياف المذهبية التي ينبغي ان تتلاحم (من اب سني وام شيعية ) طرحت اسئلة حادة عن العنف الذي طعن هذا التلاحم , تسائلت عن معنى المواطنة , والمجتمع , والحريات والدستور , والحقوق واشياء كثيرة . كانت دموعها تؤطر المشهد , ولم يستطع هذا الوزير ان يدرك حجم الألم والأحباط الذي عبّرت عنه هذه المرأة الرائعة . لذالك كانت اجابته خارج روح السؤال .
لقد عاد الوعي المغيّب لدى هذه الشعوب . بعد عقود من القهر , وظل يسري من ساحة الى اخرى ولايستثني –طبعا – ساحات طهران والمدن الأيرانية التي تكتوي بقهر ولاية الفقيه لفئات المجتمع وتحاول ان تخنق صوت الحرية . الى بغداد التي اصبحت مرتعا جديدا لهيمنة قوى اكثرها لا تؤمن بالديموقراطية الا حينما توظفها بالصعود على اكتاف الشعب الذي اعتبرها دكتاتورية بوجه اخر . وقد وصل الوعي الى المدن الليبية والتي اكتوت منذ دهور ببهلوان قلّ نظيره . استطاع ان يجعل من ليبيا مسرحا للتجارب الفاشلة معتمدا على اجهزة عسكرية واستخبارية قوية . وقد اجهز على كل احلام هذا الشعب في ان يتمتع ببعض ثروانه . ولم يدر في خلده ان نهاية حكمه ستأتي لامحالة . لذالك وبكل صفاقة دافع عن نظيره بن علي في تونس ولم يتورع عن اهانة مشاعر الشعب التونسي . لأنه لم يعتقد ان طوفان الوعي قادم الى بنغازي , وانه سينتقل الى المدن الليبية
لقد كانت بنغازي تهيىء نفسها لأجمل لحظات تأريخها حينما اعلنت بيان الرحيل , وسرعان ماانتقل هذا النداء الى المدن الليبية الأخرى , وكانت الملحمة في طرابلس العاصمة . حيث لجأ هذا ( الثوري المبجل ) الى سلاح الطيران لقصف المدينة , بعد ان استعان بجيش من المرتزقة من افريقية الفقيرة , اضافة الى المرتزقة الليبين . من عصابات الفوضى الثورية والمنتفعين وازلام السلطة . ولكنه لم يدرك ان سلوكه هذا قد اسقط مملكته (الثورية) الى الأبد . وان الشعب الليبي سينتصر لامحالة كشعبي تونس ومصر . اننا نهيب بكل العالم ان يقف مع هذا الشعب في معركته المصيرية . ونتمنى من منظمات حقوق الأنسان والمجتمع المدني ان تدافع عن ليبيا وان تمنع هذا المجنون في ارتكاب مزيدا من المذابح . ان مسؤلية المجتمع الدولي كبيرة . ويجب ان تسعى الى وسائل تحول بين هذا النظام وبين وسائله القمعية للفتك بالجماهير . اوتاوة 21/ 02 / 2011



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتاب الأخضر وشجون السلطة
- خريف البطريرك
- طعنات اليفة
- كومونة القاهرة
- مصر بين جمعتين
- انتفاضة الصبر الجميل
- الشعائر الدينية الى اين ؟
- جسر من طين ... واشكالية العبور
- قصائد مستعملة


المزيد.....




- كيف تغيّرت صيحات المكياج خلال 20 عامًا؟
- إحداها في سوريا..إليكم 10 من أجمل القلاع حول العالم
- قنابل ضد التحصينات وحاملات مجموعات مقاتلة.. ما هي أصول أمريك ...
- ترامب يدعو لإخلاء طهران فورا وإسرائيل تقصف التلفزيون الرسمي ...
- سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
- بقصف إسرائيلي..أكثر من 45 قتيلا في حصيلة غير نهائية لاستهداف ...
- -NISAR-.. قمر صناعي جديد لرصد الأرض بدقة غير مسبوقة
- صحيفة أمريكية: رادار روسي الصنع ساعد إيران على إسقاط مقاتلة ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل مواطنين عربا لاحتفالهم بالصواريخ ال ...
- احذرها.. أخطاء شائعة في استخدام واقي الشمس


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - من دوّار الؤلؤة الى بنغازي