أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - انتفاضة الصبر الجميل














المزيد.....

انتفاضة الصبر الجميل


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3262 - 2011 / 1 / 30 - 05:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حينما صوب الأسلامبولي رشاشته الى رأس حسني مبارك . تمتم ببعض كلمات لم يسمعها انذاك سوى حسني مبارك نفسه . وقد علم الجميع بفحواها , اثناء محاكمة الأسلامبولي , الذي قال انه كان قادراً على قتل مبارك في تلك اللحظة .لكنه تركه لأنه لايريد سوى السادات . كان ذلك في حادث المنصة الشهير الذي ادّى الى اغتيال الرئيس السادات قبل ثلاثة عقود . ولقد اختير مبارك رئيسا لمصر باعتباره نائبا للرئيس بحسب الدستور . وكان الأعتقاد انذاك بان مبارك سيكون رئيسا لفترة انتقالية فقط . وذلك لأنه لم يكن معروفا ولايمتلك المؤهلات التي تجعله رئيسا لبلد بحجم مصر , التي تمتلك موقعا سياسيا حساسا . وفي بداية ولايته انقلب بلطف وكياسة على منجزات سلفه . ولاسيما علاقة الأخير المتشنجة بالقوى المعارضة . فشهدت مصر انفتاحاً على المعارضة , وفسحة من الحرية وبعض العمليات التجميلية للوضع الأقتصادي المتردي . مع الألتزام بمعاهدة كامب ديفيد . التي اصبحت امراً واقعا كما انها لاتحسب من مثالبه باعتبارها اقترنت بسلفه . واستطاع ان يدير دفة القيادة مستفيدا من الأخطاء والأزمات التي حدثت في المنطقة العربية كالحرب الأيرانية – العراقية ,ثم غزو الكويت التي ادت الى تدمير العراق . اضافة الى الوضع في لبنان والصراع الفلسطيني الأسرائيلي . اي ان الأوضاع المضطربة في في المنطقة , تجعل بعض الحكام يعتقدون بان قيادتهم حكيمة وينبغي ان تستمر الى الأبد . وهذا الأعتقاد جعل منه يعتقد بانه هبة النيل وانه وحزبه الوطني ينبغي ان يظلا في السلطة مهما كلف الأمر . كما ان هناك محاولات حثيثة للتوريث وذلك من خلال النفوذ الذي حصل عليه نجله جمال مبارك في الحزب الحاكم وفي مؤسسات الدولة . وحينما اجريت الأنتخابات الأخيرة . رافقها تزوير فاضح اجهز على العملية الديمقراطية , وكرس نفوذ الحزب الحاكم . مما جعل قطاعات من الشعب تعيش حالة من الغليان والغضب . نظرا للواقع المعيشي المزري وغلاء اسعار السلع الضرورية , وارتفاع معدلات البطالة الى اعلى مستوياتها .
لقد استشرى الفساد الأداري . واصبح النظام غير مكترث لما يجري في البلد من مشاكل اقتصادية تفاقمت واصبحت دون حلول . واكتفى النظام بمحاولة تجميل صورته وترحيل الأزمات الى عوامل خارجية
وتهميش كل انواع المعارضة . بل انه انتقم من كل من تسول له نفسه ان يتحدى – ولو شكليا – الرئيس كما حدث لمرشح الرئاسة ايمن نور !! .
كان المصريون وما زالوا , يهادنون السلطة ويحاولون حل المشاكل العالقة بشيء من التروي . وما حدث من عنف يوعز الى منظمات اسلاموية متطرفة . ولكن بعد ان بلغ السيل الزبى لم يتحمل هؤلاء المسحوقون والمهمشون اكثر مما يحتملوا . فهبت كل شرائح المجتمع مطالبة ليس بالخبز – مع اهميته – بل بالتغيير لوجه السلطة الذي كشف عن قبحه وشراسته . واعتقد انه من الخطأ الأستهانة بهذا الغضب ومن الخطأ ايضا تجيير هذه الهبّة الكبيرة لمؤامرة خارجية . ومن الأولى ان يعترف النظام باخطائه وان يتنازل عن الحكم ليتيح الفرصة للقوى الوطنية ان تاخذ زمام الأمر وان توصل البلد الى بر الآمان .
لقد كان للجنرال ديغول الفضل الكبير لبناء الجمهورية الفرنسية بعد ان ناضل في سبيل تحريرها من الأحتلال النازي . ولكن الشبيبة الفرنسية في الستينات رفضته , لأنها وجدته لاينسجم وعصرها . واستجاب ديغول لأرادة شعبه وترك الكرسي الذي فصّله على مقاسه . فهل يفهم مبارك هذه المعادلة في الوطنية والأيثار ويرحل ؟ اشك في ذلك . لأن الرجل لايمتلك افقا ديمقراطيا حتى يسلم السلطة سلميّاً .
اوتاوة في 29 /01 / 2011



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعائر الدينية الى اين ؟
- جسر من طين ... واشكالية العبور
- قصائد مستعملة


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - انتفاضة الصبر الجميل