أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - الرجل الوحيد














المزيد.....

الرجل الوحيد


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3390 - 2011 / 6 / 8 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرجل الوحيد
حينما كانت السيدة توجان فيصل عضوا في البرلمان الأردني ,يتندر الأردنيون بقولهم : “انها الرجل الوحيد في البرلمان “,وذلك نكاية بالأغلبية الصامتة من الرجال وكناية عن الجرأة الى تميزت بها هذه المراة في طرح القضايا المطلبية للشعب الأردني . ويحق لنا كعراقيين ان نطلق على الناشطة العراقية هناء ادوار بانها الرجل الوحيد في
تلك القاعة التي ضمت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والمبعوث الخاص للأمم المتحدة في العراق في ندوة عقدتها وزارة حقوق الأنسان . لقد كانت كلمة المالكي في اطار ادانة منظمات حقوق الأنسان باعتبارها مخترقة من قبل قوى الأرهاب , مستفيدا من الأعترافات الأخيرة لعصابات ارهابية , تغلغل بعض افرادها في منظمات حقوق الأنسان .متناسيا ان الفساد الأداري الذي اصبح متفشيا في حكومته يجعل من هذا التغلغل ممكنا , في الجيش والشرطة والأستخبارات وادارة السجون وفي كل مفاصل الدولة ,وهذا يتعلق بتقسيم كعكة الوطن وفق مفهوم الحصة . وليس بمفهوم الهوية الوطنية والكفائة المهنية . لذالك ليس بمقدور المالكي او غيره ان يلّقن الناس عن ماهية حقوق الأنسان وعن فحوى الأرهاب , فالعراقيون يعرفون ذلك لأنهم اكتووا بنار انتهاك حقوق الأنسان منذ عقود , وبنارالأرهاب الذي اكل الأخضر واليابس ومازال يحصد العشرات من الأبرياء يوميا . ومسؤلية ذلك على المالكي وحكومته والتي اخضعها بعناد اسطوري على التمسك بالسلطة , واحتكار الوزارات الأمنية بيده , مما جعل الشعب العراقي يعيش مخاضا اليما, وهو يبحث عن الحلول لمشاكل كرستها صراعات الأحزاب الحاكمةوالتي اصبحت تتصارع على السلطة والنفوذ , وتحقيق اقصى المنافع في اقصى سرعة . لذا فقد انحدر الوضع السياسي الى الحضيض , وتنامت لدى الكثير من ابناء الشعب ان هذا النظام هو امتداد للعهد البائد , والفرق انه كان حزب البعث ينتهك الحقوق بحجة انه الحزب القائد . اما الآن فقد اصبحت القيادة والأنتهاك بيد احزاب وتيارات كانت تدعي المظلومية والورع والوطنية , ولكنها حينما استلمت السلطة , مارست نفس افعال العهد البائد وسكنت في نفس قصوره وضياعه ومارست نفس افعاله . بعد ان ادارت ظهرها لقواعدها من مختلف قطاعات الشعب والمجتمع , تاركة اياها فريسة لضنك العيش وانعدام الخدمات الأساسية والمتوفرة في افقر دول العالم . لقد طفح الكيل بابناء هذا الشعب , واراد ان يعبر عن مطالبه الطبيعية , متّخذا من ساحة التحرير برلمانا حقيقيا له بعد ان سحب الثقة المعنوية من البرلمان العراقي الذي تحول الى مصنع لأنتاج امراء المال والأثرياء الجدد. لقد كانت الديموقراطية معطى طبيعي لحرب وغزو وعراك حقيقي . ومن عباءة هذه المعطيات تشكلت الحكومة , وتشكلت الحقوق لأبناء الشعب في الأحتجاج والتظاهر والرفض لآدائها اذا لم يكن في المستوى المطلوب . لقد كانت صرخة السيدة هناء ادور بهذه الوجوه لاتمثل صرخة امرأة ارادت ان تعبر عن رفضها , بل تمثل اصوات الآلاف من ابناء الشعب الذين افزعهم هذا الأداء الحكومي الهزيل , والذي لم يتورع عن خنق الأصوات المحتجة . وكنا نعتقد بأن رئيس الوزراء سيستمع الى هذه المرأة الرائعة -على الأقل امام المبعوث الدولي لحقوق الأنسان-ولكنه جلس بكبرياء رافضا ان يتحدث اليها او ينظر الى الورقة التي حملتها. وبهذا فوّت على نفسه فرصة تاريخية كي يكون ديموقراطيا . اما السيدة فقد بقيت في القاعة كصوت قوي لايتلاشى – رغم اخراجها من تلك القاعة- كانت تمثل لنا املا بان فينا مثل هذه الوجوه والأصوات الساهرة والمتفاعلة مع قضايانا المطلبية . فتحية اكبار لهذه السيدة العراقية التي عكست حجم وفائها لوطن خذله الآخرون



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درعا تتألق
- فجيعة الغياب
- سيدات الفصول
- بين الشطرة وتارودانت ...... متاهة غربة
- الحجارة الثلجية
- قهوة الروح الجديدة
- شكوك حول الديمقراطية
- من دوّار الؤلؤة الى بنغازي
- الكتاب الأخضر وشجون السلطة
- خريف البطريرك
- طعنات اليفة
- كومونة القاهرة
- مصر بين جمعتين
- انتفاضة الصبر الجميل
- الشعائر الدينية الى اين ؟
- جسر من طين ... واشكالية العبور
- قصائد مستعملة


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - الرجل الوحيد