أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحمن خضير عباس - شموع كهرمانة وشيزوفرينيا الشعر














المزيد.....

شموع كهرمانة وشيزوفرينيا الشعر


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 11:31
المحور: الادب والفن
    


الشاعر الحقيقي هو الذي يتوهج بالهموم الأنسانية . يعبر عنها أو يتوهج على جمرها . الشعر ليس اتقان الكلمة وجمال الصورة . إنه كيمياء القدرة البلاغية معجونة بهموم الأنسان ومشاغله . بمعنى آخر فالشاعر لايُتقن الحقد ولايعرف الكراهية , لأنه ينبغي أن يجمع بين براءة طفل وحكمة فيلسوف . اعظم الشعراء ماتوا وهم في ريعان الشباب ( السياب , الشابي , لوركا ..الخ ) لقد منحوا العالم اجمل مالديهم قبل أن تنطفىء حياتهم . البعض الآخر يظل محافظا على العطاء , تصقله السنين والتجارب فيبقى متألقا وهو في خريف العمر , نيرودا مثلا .. لكن السنين تتحول الى عبىء لدى البعض من الشعراء , لأنهم ينساقون الى حضيض الخرف , بحيث أن محبيهم يتمنون لو أن الموت الجميل أطفأ فيهم شيخوخة الروح واورامها , سعدي يوسف مثال على ذالك .. والشاعر سعدي يوسف كبير في شعره وفي تجربته الحياتية . كانت اشعاره تتوهج في ليل الغربة . تتألق في لحظات الفرح ولحظات الحزن ايضا . كانت قصائده تُهرّب و تتسرب الى السجون , تُقرأ بين موائد الندمان , تُقدّم كباقة ورد بين العشاق . كم تغنينا بها ( ياسالم المرزوق ..خذني بالسفينة , بالسفينة ..) . كانت قصائد الأخضر بن يوسف ومشاغله بوصلة المغتربين والمهاجرين والمنفيين في ارض الله الواسعة . لقد هرم سعدي واصبح مستبدا ونرجسيا , متناسيا تأريخه الرائع , وشاعريته وانسانيته . لقد تلوث بداء الوهم . وظل يكيل التهم والشتائم ذات اليمين وذات الشمال . حتى أن الثورات في ربيعها ماهي الاّ مؤامرة استعمارية , وكأن القذافي وبن علي ومبارك ضحايا لمشروع صهيوني ! . لقد كان موقفه من هذه الثورات يدعو الى السخرية , فكيف يصدر هذا الموقف من شاعر وطني قضى اغلب حياته في المنافي ؟
لقد كتب مقالة عن اقتراح من قبل ألأستاذ عزيز سباهي موجه الى المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي . وبدلا من ان يناقش فحوى المقترح إنهال بالقدح مرة وبالشتم مرة اخرى على فقيد الثقافة العراقية كامل شياع , ووصفه بالعميل للأحتلال وبأنه تافه وغير جدير بان تضاء له الشموع في ساحة كهرمانة !
إن الأساءة للراحلين لاتنم عن حكمة , حتى وإن كانوا اعدائنا , فكيف بحالة كامل شياع , اضافة الى ان موروثنا الثقافي لايسمح لنا بمس الموتى , وان التطاول عليهم في هذه الحالة يعبر عن سلوك مشين ومعيب ولايعبر عن رجولة . فكيف إذا بدر من شاعر كسعدي يوسف . يستطيع ان يشتم – كعادته – الحزب الشيوعي , ففيه من الكتاب القادرين على الرد . كما يستطيع ان ينتقد الأخطاء او السياسات . فهذا حق طبيعي . لكنه يترك كل ذالك ويتعرض لشخص سقط شهيدا في سبيل الوطن , فإن هذا يدخل في باب الأستهتار بالقيم التي تدعونا الى احترام الأموات واجلالهم . وكم كان سعدي مؤثرا حينما رثى ابنه , وقد شاركناه الحزن – كقراء – حتى امتزجت دموع كثيرة . تلك التي جمعها الوجع الأنساني الذي يتسامى على الأحقاد . اتمنى على الشاعر سعدي يوسف ان يتجاوز عقده وان يتراجع عن اخطاءه .



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمرأة من اقصى المدينة
- أنامل ومخالب
- سوق النساء
- جرح ومنفى.. مرارة النأي عن النخل
- الكرة..وولاية الفقيه
- احزان على ضفاف الذاكرة
- ليس دفاعا عن علاوي
- الرجل الوحيد
- درعا تتألق
- فجيعة الغياب
- سيدات الفصول
- بين الشطرة وتارودانت ...... متاهة غربة
- الحجارة الثلجية
- قهوة الروح الجديدة
- شكوك حول الديمقراطية
- من دوّار الؤلؤة الى بنغازي
- الكتاب الأخضر وشجون السلطة
- خريف البطريرك
- طعنات اليفة
- كومونة القاهرة


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحمن خضير عباس - شموع كهرمانة وشيزوفرينيا الشعر