أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - متعة أدب الرحلة في -من القلعة إلى جنوة- للكاتب المغربي شكيب عبد الحميد.














المزيد.....

متعة أدب الرحلة في -من القلعة إلى جنوة- للكاتب المغربي شكيب عبد الحميد.


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 3582 - 2011 / 12 / 20 - 11:40
المحور: الادب والفن
    




لأدب الرحلة مكانة متميزة في الآداب العالمية ، فبحكم تموقعه في مرتبة البين بين ، و أقصد بها النهل من كتابة "الروبرتاج الصحفي" ، و الاتشاح بجمالية الكتابة الأدبية بمجازاتها و استعراراتها و إيقاعها الفني الذي يميز النثر الجميل عموما ، تلقى نصوص الرحلة قبولا حسنا لدى القارئ ، كما أنها ككتابة تحاول حكي الواقع بلسان الأديب الذي عاش التجربة ، تجربة الرحلة ، و تفاعل معها ، فيجتهد لينقلها إلينا من وجهة نظره الخاصة، من خلال عينه الدقيقة و أسلوبه الرشيق ، هذا فضلا عن الكم الهائل من المعلومات ، التي يظفر بها القارئ بعد انتهائه من قراءة نص الرحلة.

و إذا كان هذا الأدب نادرا ، و لا تتعاطى معه الأقلام المغربية و العربية إلا على استحياء ، فإن هناك نصوصا لامعة وشمت الذاكرة الثقافية المغربية و العربية كرحلة ابن بطوطة و و رحلة فارس الشدياق ، و أنا اقرأ كتاب الأديب شكيب عبد الحميد " من القلعة إلى جنوة" هيمنت علي الذهن ذكرى جميلة لرحلة أخرى كنت قد قرأتها ذات زمن بعيد ، و هي بقلم الأديب أنيس منصور ، فكانت المتعة مضاعة متعة اكتشاف رحلة شكيب و متعة استرجاع رحلة أنيس.

إن قراءة رحلة "من القلعة إلى جنوة " لهي بحق رحلة أدبية شيقة ، تشعر القارئ و كأنه يرافق الكاتب في رحلته ، يلمس دقائق مشاعره و أحلامه و أحباطاته ، و لا يملك – في نهاية المطاف- سوى أن يفتتن بتساؤلاته ، و منها تساؤله هذا حين يقول "هل أستطيع الآن و أنا أكتب هذه السطور أن أقبض على كل اللحظات ..ما زلت أتذكر و يأخذني الحنين إلى تلك الأماكن و تشتعل الرغبة في الأحشاء و تطفر عيوني بالدمع و الشوق و تنقلب الذكرى بكاء و أغدو طفلا يتيما".

في هذه الرحلة الجميلة يتنقل بنا الكاتب في أماكن عدة انطلاقا من حي القلعة في مدينة الجديدة ،حين شارك الأديب الشاب في مسابقة للقصة القصيرة، نظمتها مدينة جنوة في إيطاليا ، فيشاركنا الكاتب في أحاسيسه و هو ينتظر الجواب، و كيف تلقاه، و اتساع فرحته بفوزه لتشمل أقاربه و أصدقاءه ، و مرورا بمدينة الدار البيضاء التي سيحصل فيها بعد مشقة و عنت على تأشيرة السفر نحو إيطاليا ،و انتهاء بجنوة المدينة الإيطالية المنظمة للمسابقة .. هناك حيث سيلتقي بأدباء من جنسيات مختلفة من مالطا و تونس و مصر و فلسطين و سوريا و تركيا... و كانت ريبكا المالطية أول من وضعه الحظ في طريق أديبنا الرحالة ، فانتسجت بينه و بينها علاقة صداقة متينة.

في هذه الرحلة يجد القارئ نفسه على موعد مع جولة ثقافية جميلة ، ترصد مظاهر الجمال في مدينة جنوة من خلال بناياتها و تماثليها و نسائها الممشوقات القوام .

و مادام الكاتب عربيا فلا غرو أن يحضر الهم القومي في الرحلة ، الذي فجرته مشاركة كاتب إسرائيلي في المسابقة و حضوره ضمن الفائزين ، فكان ذلك كفيلا بتفجير الصراع العربي الإسرائلي في مكان لا يتوقع المرء أن يكون ساحة لهذا الصراع ، فقد حتم حضور الإسرائلي على المشاركين العرب اتخاذ موقف ضد التطبيع الثقافي.

في خضم الرحلة لا يجد عبد الحميد بدا من المقارنة بين الأمكنة ، إنها مقارنة تفرض نفسها نظرا للبون الشاسع بين الهنا و الهناك يقول الكاتب " إن المدن الحضارية لها نفس السمات ، نحن لم تصدمنا حضارة العمران هنا ، بل صدمتنا الحداثة و السكينة . الأزقة نظيفة بل آية في النظافة عكسنا نحن ، نغوص في القذارة ، لا وجود للذباب و القطط و الكلاب الضالة.

كنت سائرا مع جماعة و ألحظ البلاط و اسفلت الشوارع ، فلم أجد أثرا للأوساخ و النفايات و تذكرت حي القلعة الذي أسكنه ، إنه مليء بما يزكم الأنوف ، قاذورات ، ذباب ، روائح كريهة ، مزابل بين المساكن ، البول و الغائط جنب الحيطان ، أطفال عرايا يتدلى مخاطهم من أنوفهم أينما حللت و ارتحلت" ص18.

كانت الرحلة كالحلم الجميل ، الذي سرعان ما ينتهي و يترك في النفس حسرة في نفس الكاتب ، خاصة بعد أن تمددت خيوط المودة و الألف بينه و بين الأدباء الحاضرين لحفل التتويج الأدبي " أمسكت بالدموع في مقلتي، قمت لأودعهم و أصعد لأنام. فما إن تعانقنا حتى انفجرت بالبكاء ، و بكى الجميع معي ..تركتهم قبلتهم و قلت لهم :

-أحبكم جميعا ، و مشيت أقبض و جهي بين راحتي و أنا أجهش بالبكاء"

تنتهي الرحلة و لا تنتهي متعتها ، تترسخ في الذهن و القلب ، و هذا ربما ما دفعني لقراءتها مرارا، و في كل قراءة تتجدد متعتي ، وتؤكد لي أن السفر حقا محرك قوي لفعل الكتابة.



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصدار جديد للشاعرة رشيدة بوزفور ..تقديم مصطفى لغتيري
- القصيدة العربية بين البعد الشفوي و الكتابي
- شهادة مصطفى لغتيري ضمن ملف الرواية المغربية في مجلة سيسرا ال ...
- المبدعون المغاربة والنقد... أية علاقة؟
- مرور عشر سنوات على صدور مجموعتي القصصية الأولى -هواجس امرأة-
- حب و برتقال ..مقاطع من رواية جديدة كتبتها ولم يحن أوان نشرها ...
- الدكتورة سعاد مسكين تحفر عميقا في متخيل القصة المغربية القصي ...
- **هواجس و تساؤلات حول الكتابة القصصية في المغرب
- المحاكاة الساخرة في القصة القصيرة جدا عند أحمد جاسم الحسين
- لغتيري يوقع رواياته في معرض الكتاب بالدارالبيضاء
- مغرب جديد يصنعه شباب 20 فبراير
- لماذا يجب النزول إلى الشارع يوم 20 مارس للتظاهر؟
- أيام معتمة- للكاتبة المغربية البتول محجوب أو عندما تشع الكتا ...
- لماذا سأنزل غدا إلى الشارع من أجل التظاهر؟
- رواية -الحافيات- للأديبة دينا سليم أو عندما تتخذ المرأة من ج ...
- أدباء وكتاب يتحدثون ل(الزمان) عن درجة الجرأة في الكتابة
- الاحتفاء بالشخصية في المجموعة القصصية- الأب دحمان- للقاص الم ...
- السعدية باحدة مبدعة من الزمن الجميل*
- العوالم الافتراضية في الكتابة القصصية عند القاص المغربي محمد ...
- إيقاع الصورة الشعرية في -ظلي بقعة حبر -للشاعرة التونسية عائش ...


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - متعة أدب الرحلة في -من القلعة إلى جنوة- للكاتب المغربي شكيب عبد الحميد.