أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - نهاية كذبة الاصلاح . . نهاية المستبد الصغير














المزيد.....

نهاية كذبة الاصلاح . . نهاية المستبد الصغير


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3554 - 2011 / 11 / 22 - 07:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




بنغازي/ عبد السلام الزغيبي

بعد أن اغتصب والده السلطة في انقلاب على الشرعية في يوم أسود من أيام سبتمبر 69 ، وبعد أن بات الشعب الليبي مثقلا بجراح سنوات طويلة من الحكم الشمولي الذي أفسد واهلك الأرض والنسل ، خرج علينا ابن أبيه(سيف الأحلام) بمشروعه الإصلاحي المزعوم، في محاولة لإطالة عمر النظام وولاية العهد واستمرار حكم العائلة، وكآن ليبيا أصبحت عاقرا لا تنجب رجالا من خارج هذه العائلة !
كان سيف القذافي هو الخليفة المنتظر في اعتقاد الكثير من الليبيين، ووقع في الفخ العديد من المعارضين ،وعندما سئلت عن رأي قبل ثلاث سنوات، عندما أعلن سيف اعتزاله العمل السياسي، قلت لمن سألني انه مجرد دمية يحركها الوالد من خلف الستار، وما هو إلا امتداد طبيعي لوالده، وظهر ذلك جليا في كلمته الشهيرة من التلفزيون الليبي وهو يهدد بإصبعه الليبيين بالويل والثبور!
المهم خرج علينا سيف ببرنامج ليبيا الغد وليبيا الأمس وليبيا بعد الغد!وصدقه البعض على اعتبار انه يسعى للإصلاح،ولم ينتبهوا للمهام الأصلية التي جاء بها:وهي ترتيب البيت الداخلي استعدادا للخلافة أو التوريث، بمحاولة تسوية قضية مذبحة سجن ابوسليم، ودفع تعويضات ضحايا الايدز، والتواصل مع قوى المعارضة في الخارج من أجل إعادتها للبلد وتحييدها ،والاقتراب من معارضة
الداخل الإسلامية بالتعاون مع احد رموزها(الصلابي)وضمها إلى نشاطه السياسي وغير السياسي، فيما يركز البعد الثاني على مصالحة النظام مع الغرب،وحلحلة كل القضايا المعلقة معه. و لم يبخل عليهم في الدفع من أجل تسوية القضايا العالقة مع دول الغرب مثل قضية لوكربي والطائرة الفرنسية ومقهى لابيل في ألمانيا.
وكان ذهب المعز هو الأداة الرئيسية التي تحرك خطوات ابن أبيه بل وتسبقه، حيثما رحل، مستغلا حاجة البعض من قوى المعارضة للظهور واستغلال الوضع البائس الذي كانوا يعيشون فيه، بفعل طول مدة الانتظار في المهجر، وفشلهم في محاولة إسقاط حكم القذافي.ونجح الولد في مسعاه.
وفي الداخل صدقه البعض من الليبيين، حين راح يتحدث عن مشروع الإصلاح وكتابة الدستور ونقل البلد إلى مرحلة أكثر ديمقراطية وانفتاحاً.وما أن احتج الشعب الليبي مطالباً بواقع تطبيقي، حتى انقلب الولد إلى سر أبيه، وسقط القناع وظهر الوجه الحقيقي للمستبد الصغير!
لقد سعى سيف إلى تقديم صورة أخرى لنظام أبيه العقيد، بصحافة الغد، والمجتمع المدني وحقوق الإنسان، لكنها صورة ما لبثت أن افتضحت بعد الثورة، فقد تأكد أن الولد سر أبيه في الجنون والهلوسة، ورأيناه يتوعد ويهدد في خطاب ظاهره الثقة والاطمئنان بالنصر المؤكد، وباطنه الغضب والحنق،على هؤلاء الذين جاءوا ليشاركوه في الحكم!لقد كان المستبد الصغير قبل سقوط حكم أبيه مطمئنا، واهما أنهم لن يفقدوا الحكم ، ولن يحدث لهم ما حدث لغيرهم ،ويصعب على المرء أن يفهم ما الذي جعلهم مطمئنين إلى ذاك الحد قبل سقوطهم، وإلى أن ما حدث لغيرهم لن يحدث لهم .ولكن التفسير الوحيد ربما يكون ، أن الحاكم مع السلطة المطلقة يظن نفسه قد ارتقى إلى مصاف الإله، ولا تنطبق عليه قوانين البشر!وقتها قال المستبد الصغير، إن ليبيا ليست تونس ولا مصر، وصدق قوله!فهي ليبيا التي أنجبت رجالا لم يعرفهم ولم يتعامل معهم من قبل، وهم من جعلوا أبيه يطرح سؤاله المشهور :(من أنتم؟!)..

إن الهيئة التي رأينا فيها المعتقل الأسير سيف الإسلام ،بثيابه وعمامته ولحيته الطويلة،ليست هي الهيئة التي تعودنا أن نراه بها. أنه مشهد تاريخي حري بالتأمل والعظة،نفس الرجل الذي كان يهدد بأصابعه الثلاث الخطوط الحمراء التي يجب على المحتجين أن يقفوا عندها، وأولها والده، ثم الاحتجاج على الاستبداد.نراه، وقد قُطعت هذه الأصابع الثلاث التي كان يلوح بها في وجه الشعب الليبي.
أنا هنا لا يهمني من قطع تلك الأصابع الثلاثة، الثوار، وفاء لدين قطعوه على أنفسهم، أم ضربة جوية من الناتو كما أدعى هو. المهم عندي هو قطع سلالة هذه العائلة التي لا نعرف مدى عمق الكارثة التي كانت ستحل بليبيا لو استمرت تحكمنا!. فالسلطة والثروة والسلاح كان بأيديهم، ولم يكن لنا إلا الدعاء أن نرفع أيدينا بالدعاء على كل مستبد كبيرا كان أم صغيرا.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هتافات وتعبيرات رافقت ثورة 17 فبراير
- ليبيا لا تبنى إلا بالحب . . أولويات المرحلة المقبلة في ليبيا
- بنغازيات ... منارة خريبيش
- من أجل قيام دولة المؤسسات في ليبيا ،سيدي المستشار عبد الجليل ...
- بنغازي... العودة الى النبع الاول
- مكياطه...وطياح!!!!
- عمر المختار ملهم ثورة 17 فبراير
- مقاهي بنغازي... صحبة وأنا معهم !
- الشعب الليبي قال كلمته !
- الكشافة في بنغازي عمل دائم ومستمر من اجل خدمة المجتمع
- إعلام القذافي .. 42عاما من الكذب المتواصل!
- إعلان نهاية عصر التهديد ولغة القتل
- مناقشات بيزنطية في المسألة الليبية!
- ليبيا.. ذكريات مؤلمة في شهر رمضان
- الصحافة الليبية بين عهدين
- نهاية طاغية..
- نهاية صاحب الفيل قريبة....
- أنتبهوا .. يا شباب الثورة
- دع وطني يموت في سبيلي
- نحن والخوف من المهد إلى ما بعد اللحد!


المزيد.....




- بعد تأجيله بسبب الأحداث الإقليمية.. مصر تكشف عن موعد الافتتا ...
- غزة: انقلاب شاحنة مساعدات يخلف 20 قتيلا ومستوطنون يهاجمون قا ...
- -خطيئة كبرى- و-غيمة صيف-.. هكذا علّق حزب الله على قرار تجريد ...
- قبيل -مهلة العقوبات-.. بوتين يستقبل الموفد الأميركي ويتكوف ف ...
- -الموت للجيش الإسرائيلي-.. كتابات مناهضة وإحراق مركبات في سا ...
- -يعملون هُنا وقلوبهم تنبض هناك-
- من -جادة الأسد- إلى -جادة الرحباني-.. تغيير اسم طريق رئيسي ف ...
- الميكروبلاستيك: أي تحديات صحية في عصر البلاستيك؟
- الناسا تسعى لبناء أول مفاعل نووي على سطح القمر بحلول عام 20 ...
- من هو روبرت أوبنهايمر -أبو القنبلة الذرية- التي غيرت مسار ال ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - نهاية كذبة الاصلاح . . نهاية المستبد الصغير