أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - عمر المختار ملهم ثورة 17 فبراير















المزيد.....

عمر المختار ملهم ثورة 17 فبراير


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 01:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت. وهذه ليست النهاية بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه. أما أنا فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي".

كانت هذه آخر كلمات عمر المختار قبل إعدامه في يوم 16 سبتمبر1931. وقد صدقت رؤيته، فاندثر اسم قاتله رودولفو غراسياني، وبقيت سيرة المختار، وملأت شهرته الآفاق.

وبعد 80 عاماً ألهمت هذه الكلمات أحفاد المختار من شباب ليبيا في 17 فبراير 2011 للثورة على نظام القذافي، والموت في سبيل الوطن، فكان موتهم عنوانا للخلود، ومـَثل وقدوة للمدافعين عن أوطانهم، الذين يجودون بأغلى ما يملكونه، ويضربون المثل الأعلى في الصمود والثبات والمقاومة، اقتداء بمثلهم الأعلى عمر المختار، الذي حارب الغزاة الإيطاليين أكثر من عشرين عاما بلا مهادنة، في أكثر من ألف معركة منذ دخولهم أرض ليبيا إلى يوم اعتقاله، كي ينعم باقي أبناء الشعب بالحرية.
سجّل قائد الكفاح الليبي ضد الاستعمار الإيطالي الشهيد عمر المختار حضوراً رمزياً وروحياً في ثورة مواطنيه الراهنة، وبدا اسمه منذ السابع عشر من فبراير أشبه بكلمة سحرية أو كلمة سر في المشهد الثوري الجديد في ليبيا.
فقد استلهمت ثورة 17 فبراير ذكراه عبر مفردات عديدة تراوحت، بين إطلاق أسمه على جماعات مشاركة في المظاهرات الشعبية، أو مناداة الشباب والمواطنين في خطب التعبئة بعبارة "أحفاد عمر المختار" بل وسحبه على الوطن كله الذي أصبح "ليبيا عمر المختار"، فتلاقت ثورة عمر المختار ضد الاستعمار، مع ثورة الليبيين ضد القذافي في هدف واحد هو التخلص من الاستبداد والتطلع إلى الحرية، واستوي بذلك المحتل الخارجي والمستبد الداخلي.
واستخدم "أحفاده" في تصريحاتهم المختلفة عبارات تكاد تكون طبق الأصل مما ردده الشيخ الشهيد قبل ما يقارب القرن من الزمان: "نحن نقاتل من أجل حريتنا وكرامتنا، حتى يسقط معمر القذافي ونظامه أو نموت وليس لنا خيار سوى هذا". وكان هو قد قال يوم "إنني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من كل سلاح، وحينما يقاتل المرء لكي يغتصب وينهب، قد يتوقف عن القتال إذا امتلأت جعبته، أو أنهكت قواه، ولكنه حين يحارب من أجل وطنه يمضي في حربه إلى النهاية".

لقب عمر المختار بأسد الصحراء، وشيخ الشهداء، وشيخ المجاهدين، وهو مولود بمنطقة بئر الأشهب شرق طبرق، في 20 أغسطس 1861. تربى يتيما، وتلقى تعليمه الأول في زاوية جنزور، ثم انتقل إلى الجغبوب، للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية. واستحوذ على رعاية أستاذه المهدي السنوسي فولاه شيخا على زاوية القصور بالجبل الأخضر.
وعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر 1911 سارع إلى مراكز تجمع المجاهدين، حيث ساهم في تأسيس حركة الجهاد، وأدار أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي، وانتصر عليهم في معارك عديدة، شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء. وفي يوم 11 سبتمبر 1931، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في الجبل الأخضر مع بعض رجاله، علمت الحاميات الإيطالية بذلك فأرسلت قواتها واشتبك الفريقان في وادي بوطاقة وقُتلت فرسه وسقطت على يده، فحاصروه وأسروه ونقلوه لسجن سيدي أخريبيش ببنغازي. وقطع الحاكم الايطالي غراسيانى عطلته وعاد على طائرة إلى بنغازي، وطلب رؤيته بعينه، ثم أعلن عن انعقاد المحكمة الخاصة يوم 15 سبتمبر 1931، وكانت محكمة صورية في بنغازي مساء 15 سبتمبر 1931، وبعد ساعة صدر الحكم بالإعدام شنقا. وفى صباح يوم 16 سبتمبر 1931 تم تنفيذ الحكم.

وفي 7 أغسطس 1960 تم نقل جثمانه من مقبرة سيدي عبيد في مدينة بنغازي إلى ضريح أقيم له في وسط المدينة، واشتهر هذا الضريح وأصبح كأحد معالمها، واصبج مزاراً لكل من أراد أن يتذكر محنة شعب وملحمة الابتلاء. فتقاطرت عليه الأفراد والوفود من كل حدب وصوب لقراءة الفاتحة علي ذاك العجوز الأسطوري، والانحناء أمامه إجلالاً وتقديرا. ولم يرق هذا للطاغية القذافي الذي اصدر قرارا بنقل رفات الشهيد، إلى قرية سلوق المنسية في 16 سبتمبر من عام 1980، ثم هدم الضريح في فجر يوم 15 يوليو من عام 2000! وتم اختيار هذا التوقيت لمنع أي بادرة اعتراض من قبل سكان بنغازي. وفي عام 2010 اصدر القذافي توجيهاته ببناء برج تجاري على أنقاض الضريح القديم. وأثار القرار استياء سكان مدينة بنغازي الذين اعتبروه، محاولة لطمس حقبة تاريخية مجيدة. وذهب البعض في ذلك الوقت إلى حد مطالبة السلطات بإرجاع رفات الشهيد عمر المختار إلى الضريح، إلى أن قامت ثورة 17 فبراير فبدأت بحملة من عدة منظمات وجمعيات من اجل إعادة بناء ضريح شيخ المجاهدين.
قال عنه غراسياني الحاكم الايطالي في ليبيا في مذكراته: (عمر المختار معتدل الجسم، عريض المنكبين، شعر رأسه ولحيته وشواربه بيضاء ناصعة، يتمتع بذكاء حاضر وحاد. كان مثقفاً ثقافة علمية دينية، له طبع حاد، ومندفع، يتمتع بنزاهة خارقة. لم يحسب للمادة أي حساب، متصلب ومتعصب لدينه، وأخيراً كان فقيراً لا يملك شيئاً من حطام الدنيا إلا حبه لدينه ووطنه رغم أنه وصل إلى أعلى الدرجات حتى أصبح ممثلاً كبيراً للسنوسية كلها).
وقال عنه المحامي الايطالي روبرتو لونتانو المنتدب للدفاع عن عمر المختار (إن هذا المتهم الذي انتدبت للدفاع عنه، إنما يدافع عن حقيقة كلنا نعرفها، وهي الوطن الذي طالما ضحينا نحن في سبيل تحريره. إن هذا الرجل هو ابن لهذه الأرض قبل أن تطأها أقدامكم. وهو يعتبر كل من احتلها عنوة عدوا له، ومن حقه أن يقاومه بكل ما يملك من قوة، حتى يخرجه منها أو يهلك دونها. إن هذا حق منحته إياه الطبيعة والإنسانية. إن العدالة الحقة لا تخضع للغوغاء، وإني آمل أن تحذروا حكم التاريخ، فهو لا يرحم. إن عجلته تدور وتسجل ما يحدث في هذا العالم المضطرب).

كان للشيخ الجليل والثائر الليبي عمر المختار مكانة دولية وعربية مرموقة، فقد أطلق اسمه على عدد من الشوارع والميادين في أرجاء العالم العربي. وأنتجت ليبيا فيلما عنه، وقد شاهدت الفيلم (عمر المختار..أسد الصحراء) لأول مرة في العاصمة السورية دمشق الفيحاء. وكان العرض الأول للفيلم عربيا، باعتبار أن المخرج العالمي الراحل مصطفى العقاد سوري الجنسية. ولمست عن قرب مدى إعجاب وتعلق الجمهور العربي السوري بشخصية البطل الليبي وبطولاته. وكان التصفيق يدوي داخل صالة العرض حين تخرج شخصية المختار على الشاشة الكبيرة، وشعرت بقشعريرة في كافة أنحاء جسمي، ونزلت دمعات على خدي، لم استطع حبسها، تأثرا بالحدث. وخرجت من دار العرض، مزهوا، مفتخرا باني من البلد الذي أنجب هذا البطل الذي قاد حركة الجهاد ضد الفاشيست الطليان. هذا الشيخ العجوز الذي امتطى صهوة جواده، ولبى نداء الوطن، وأمسك البندقية، ووقف على قمة الجبل الأخضر يتحدى المستعمرين، وغامر في العراء تحت البرد والموت، يطارد جحافل الغزاة، ثم ها هو يعود مرة أخرى مثلا يحتذي وإلهاما يقود قلوب الملايين من شباب ليبيا الحرة.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاهي بنغازي... صحبة وأنا معهم !
- الشعب الليبي قال كلمته !
- الكشافة في بنغازي عمل دائم ومستمر من اجل خدمة المجتمع
- إعلام القذافي .. 42عاما من الكذب المتواصل!
- إعلان نهاية عصر التهديد ولغة القتل
- مناقشات بيزنطية في المسألة الليبية!
- ليبيا.. ذكريات مؤلمة في شهر رمضان
- الصحافة الليبية بين عهدين
- نهاية طاغية..
- نهاية صاحب الفيل قريبة....
- أنتبهوا .. يا شباب الثورة
- دع وطني يموت في سبيلي
- نحن والخوف من المهد إلى ما بعد اللحد!
- القذافي.. نيرون الجديد يبعث من ليبيا
- الخلاص من الشبح
- الصحوة العربية الثانية بدأت
- المرأة الليبية ومساهمتها البارزة في ثورة 17 فبراير المجيدة.
- ولادة عسيرة قد تحتاج إلى عملية قيصرية
- الليبيون وروح الفكاهة في مواجهتهم مع النظام
- النكتة .. تنفيس للاحتقان أم نذير بالثورة


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - عمر المختار ملهم ثورة 17 فبراير