أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - الصحوة العربية الثانية بدأت














المزيد.....

الصحوة العربية الثانية بدأت


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3324 - 2011 / 4 / 2 - 15:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من سيدي بوزيد في تونس إلى درعا السورية مرورا بميدان التحرير في مصر وساحة التحرير في بنغازي وميدان التغيير في اليمن ودوار اللؤلؤة البحريني، انطلقت الحناجر المكبوتة لسنوات بهتاف واحد هو ( الشعب يريد إسقاط النظام) . هذه الانتفاضات الشعبية ألقت بظلالها النفسية والسياسية والإستراتيجية ومنذ اليوم الأول على مجمل الحالة العربية.

وأكدت بأن الشعب العربي ،مثله مثل باقي شعوب العالم، يتطلع إلى الحرية وهو قادر ومستعد لتقديم التضحيات من اجلها، لتنسف المقولة التي جرى التنظير لها بان الشعب العربي لديه قابلية للاستبداد وانه يتعلق بمن يستبد عليه ، تماما كما تم الترويج في أوقات سابقة لقابليته للاستعمار.

أعادت الانتفاضات المتتابعة الأمل للمواطن العربي بإمكانية التخلص من الأنظمة التي حكمت الوطن العربي وأسست لديكتاتورية الفرد وبطانته منذ أربعة عقود و فرضت حالة الجمود وعطلت الحياة السياسية وصادرت الإرادة الشعبية وقمعت كل دعوة للإصلاح والتغيير، وابتدعت التوريث في الجمهوريات وتحويلها إلى ملكيات مقنعة مثل ما هو حاصل في سوريا وما كان يعد له كان في مصر وليبيا واليمن..وبرهنت بأن هناك إمكانية للتغيير رغم كل ما توفر للأنظمة من أدوات قمع ومؤسسات عسكرية تم تطويعها وإفراغها لتكون ما يشبه الكتائب والميليشيات لقمع الشعوب.

جاءت هذه الانتفاضات لتقول أن الأمة العربية هي امة واحدة تحكمها قيم وسلوكيات وثقافات واحدة وتربطها مصالح مشتركة، وهي تعيش ظروفا متشابهة، وتعاني من مظاهر تكاد تكون واحدة ـ فهي جميعها تقع تحت سيطرة أنظمة سياسية ديكتاتورية وفاسدة، وتابعة للقوى المستعمرة، في الوقت الذي أبعدت مواطنيها عن اي شكل من أشكال المشاركة. أنظمة لطبقات فاسدة وطفيلية تتقاسم ثروات الشعب وتنشر فيها الفقر والبطالة، وتسد الأفق أمام الشباب، وهم شريحة عمرية ثائرة بطبيعتها وغير قابلة للتدجين، خاصة وأنها بدأت تتعاطى مع التقنيات الحديثة من وسائل اتصال وإعلام يضاف وتعزز من التواصل بين مواطني الدول العربية عبر وسائل الاتصال الالكترونية.

هذه الهبة الشعبية جعلت الدكتاتوريات العربية تنهار الواحدة تلو الأخرى فبعد عقود من القمع والخوف تبين أنها نمر من ورق .

لا عودة إلى الوضع السابق. لقد خرج الجني من القمقم. وهذه هي الصحوة العربية الثانية في التاريخ الحديث. كانت الأولى هي الثورة العربية ضد الإمبراطورية العثمانية. صحيح أن الصحوة الأولى كانت ضد استعمار أجنبي، والثانية ضد حكام داخليين، لكن، إذا نظرنا إلى السنوات الطويلة التي قضاها هؤلاء الحكام في الحكم وما ارتكبوه من جرائم وفظائع ، لن نجد فرقا بينهم وبين (الاستعمار) في المضمون . حكم القذافي أكثر من أربعين سنة، وحسني مبارك أكثر من ثلاثين سنة،وزين العابدين أكثر من 20 سنة.

الصحوة يجب أن لا تكون فقط ضد ظلم الغرباء ، فظلم أهل القربى أشد وأقسى.

كانت النظرية السائدة تردد الأنظمة العربية الفاسدة، هي أنظمة قدرية، أي إن هذا هو قدر العرب ولا مرد لهم. لكن، شباب العرب قرر أن يغير هذا الواقع.

الآن فقط بات لشباب العالم العربي أمل مستقبل أفضل ،بعد أن عاشوا بلا أمل . صحيح أن التحديات كبيرة والديمقراطية وحدها ليست المفتاح السري لحل المشاكل جميعها لكنها قطعا أول خطوة في الطريق الصحيح.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الليبية ومساهمتها البارزة في ثورة 17 فبراير المجيدة.
- ولادة عسيرة قد تحتاج إلى عملية قيصرية
- الليبيون وروح الفكاهة في مواجهتهم مع النظام
- النكتة .. تنفيس للاحتقان أم نذير بالثورة
- نيرون.. الرجل الذي أحرق شعبه
- الطوفان قادم
- الانسان وتعمير الارض
- المتغطي بأمريكا... عريان!
- رسالة الفن:السمو بالانسان والرقي باحاسيسه -أنتيجوني- للملك - ...
- الكرسي .. والخازوق
- لا لصحافة الخطوط الحمراء
- اليونان .. الى أين؟
- الاستبداد .. دخل بيتنا وأستقر فيه!
- الملك .. والصعلوك .. وصناعة الديكتاتور
- العرب بين تركيا وايران
- المسلسل التركي.. دخل بيتنا وأستقر فيه!
- الوضوح والغموض في الكتابة
- اثينا 725... أثينا 2010
- بنغازي.. شئ من الذكريات
- المواجهة مع النفس .. نحن والأخر


المزيد.....




- ماذا دار في ‎أول اتصال بين السيسي ورئيس إيران بعد الهجوم الإ ...
- احتفالات مولودية الجزائر بلقب الدوري تتحول إلى مأساة وحزن
- بزشكيان لماكرون: العدوان الإسرائيلي دليل على أن خططنا الدفاع ...
- قبرص تعتقل مشتبها به في قضايا تجسس وإرهاب
- إيران تتعهد بتطوير صناعتها النووية بوتيرة أسرع بعد الحرب
- إيران تطلق الموجة 19 من هجماتها على إسرائيل
- رئيس إيران يعلن موقف طهران من التفاوض بشأن برنامجها النووي
- سوريا: إيقاف وسيم الأسد المتهم بالضلوع في تجارة المخدرات خلا ...
- إسرائيل حاولت زعزعة إيران فساعدت في توحيدها
- بانون يعارض الانضمام للحرب على إيران ويوجه تحذيرات لترامب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - الصحوة العربية الثانية بدأت